العدد 1349
الأحد 24 يونيو 2012
banner
سفراء الطفولة ومهمتهم الانسانية
الإثنين 29 أبريل 2024

أتوجه بالتحية والتقدير لسفير الطفولة في مملكة البحرين الأخ فرج القاسمي على ما يقوم به من جهود في مجال الاهتمام بالطفل وحماية الطفولة في ظل ما تمر به الأمة العربية من أحداث واحتجاجات وما تقوم به الكثير من الجمعيات والأحزاب من انتهاك لبراءة الطفل واستخدامه في العنف والاحتجاج بشكل يسيء إلى مكانتنا أمام العالم.
إن استخدام الأطفال في العنف والتخريب لا يقل عن استخدامهم في الممارسات السلوكية الشاذة مثل الدعارة والتسول وغيرها من الأمور التي تذبح براءتهم،لأن النتيجة واحدة وهي تدمير مستقبلهم وتدمير ارتباطهم بالقيم الدينية والأخلاقية.
الشعوب المتحضرة هي التي تقدر الطفولة وتحميها من مثل هذه الممارسات غير الانسانية وتسن من القوانين واللوائح ما يحقق هذه الحماية ويجرم كل ما يخرج بالطفل عن براءته.
وقد كان الدين الاسلامي أكثر الأديان حماية واحتراما للمرأة والطفل،وهو ما يجعل مسئولية المسلمين ومسئولية الدول الاسلامية هي الأكبر تجاه الاثنين.
ولكن على الرغم من عظم هذه المسئولية أمام الله وأمام الانسانية،إلا أن الواضح أن انتهاك براءة الأطفال تزيد في الدول الاسلامية عن غيرها،وبخاصة في مجال استخدام الأطفال في الاحتجاج والتخريب واستخدام هؤلاء الأطفال كدروع بشرية،وهو قمة التجرد من المشاعر الانسانية.
والشيء الأشد غرابة أن الحركات الاحتجاجية في دولنا العربية،وبخاصة البحرين هي حركات ترفع شعار الدين والعدل والمساواة ويتم تحريكها من قبل شخصيات دينية وأئمة ومشايخ!
فهل يليق بمن يرفعون شعارات دينية في وجه حكوماتهم أن يستخدموا الأطفال الأبرياء في تنفيذ أعمال عنف وتخريب ضد بلدهم ؟
وهل يليق بالمرجعيات الدينية التي توفر الغطاء الشرعي لهذه الاحتجاجات أن تسمح بتشويه عقول ونفوس الصغار وتنشئتهم على الكراهية والعنف؟ ماذا ننتظر من طفل كان الدرس الأول في حياته هو صفع الوطن وإهانته؟ وأي مستقبل لطفل تم تنشئته على الانتماء للجزء في مواجهة الكل؟
إذا كانت الطائفية هي أول ما يتعلمه الطفل فالنتيجة هي أن يصبح هذا الطفل مجرما بامتياز في المستقبل.
ليس هذا فقط هو ما حدث ويحدث في البحرين وفي غيرها من الدول،ولكن هناك من يستغل الحاجات البسيطة لهؤلاء الصغار في توظيفهم في مهام يرفضها كل من لديه قدرا من التحضر والانسانية.
إننا نضم أصواتنا لصوت الأخ فرج القاسمي فيما يتعلق بهذا الجهد الانساني تجاه مشكلة من المشكلات المسكوت عنها ،أو بالأحرى التي يتم التشويش عليها وسط الضجيج الذي تمارسه الحركات الاحتجاجية التي تتذرع بشعارات الدين والعدل،رغم أنها تطأ بأقدامها قيما كثيرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية