العدد 1344
الثلاثاء 19 يونيو 2012
banner
رحيل الأمير نايف
الإثنين 29 أبريل 2024

رحل عن دنيانا رجل من رجال هذه الأمة ممن تركوا خلفهم تاريخا طويلا من العطاء وتركوا بصمات واضحة ونظريات غير مسبوقة في مجال العمل الأمني ومقاومة الارهاب، إنه الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد في المملكة العربية السعودية الشقيقة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي ولد عام (1352هـ - 1933م) في الطائف، وهو الابن الثالث والعشرون من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله.
شغل الأمير نايف رحمه الله عدة مناصب خلال مشوار حياته الزاخر بالعطاء، أولها منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 30/ 3/ 1430هـ بالإضافة إلى وزير الداخلية منذ 18/ 10/ 1395هـ، ثم بتاريخ 1/ 12/ 1432هـ تم تعيين سموه وليًا للعهد، نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى وزير الداخلية.
الأمير نايف يعد من نوعية الرجال الذين يرحلون ويتركون خلفهم فراغا ولا يتكررون نظرا لحجم العطاء الذي أعطوه لبلدهم وأمتهم.
لم يتوقف عطاء وتأثير هذا الرجل على المملكة العربية السعودية وحدها، ولكن تأثيره ونظرياته الأمنية وخبرته في مجال مقاومة التطرف والارهاب نقلت إلى الدول العربية الشقيقة ونقلت إلى العالم الخارجي.
لا أحد ينسى ما قام به هذا الرجل في العام 1979 في القضاء على تمرد المجموعة الاجرامية التي كان يقودها جهيمان العتيبي التي تحصنت بالمسجد الحرام وحاولت الاستيلاء عليه.
هذه الحادثة التي نجح فيها الراحل الكبير بامتياز كانت البداية التي انطلق منها كرجل بارع في مجال العمل الأمني وعرفه العالم بعدها كرجل غير عادي في هذا المجال بعد أن أسدل الستار على مرحلة من أخطر المراحل في التاريخ السعودي الحديث.
وفي الثمانينات من القرن الماضي عاد الارهاب إلى المملكة العربية السعودية بوجه أكثر قبحا وبتكتيكات أكثر خطورة، ولكن سمو الأمير نايف كان حاضرا هذه المرة بفلسفة أمنية جديدة نالت احترام العالم واستفادت منها كثير من الدول التي اكتوت بنار الارهاب، وهي الفلسفة التي اعتمدت على مقاومة الفكر بالفكر وسميت بالأمن الفكري، على اعتبار أن الارهاب هو نتيجة للتطرف الديني والفهم الخاطئ للدين ويجب أن تكون مقاومته أيضا على المستوى الفكري حتى يتم تجفيف منابعه ومحاصرته دون إراقة دماء.
مناقب وعطاءات الأمير نايف رحمه الله لا يمكن التعبير عنها بتفاصيلها في هذه العجالة لأنها تعبر عن رحلة حياة كاملة وحافلة بالعطاء والابداع، ومع ذلك فقد سموه في فترة غاية في الدقة والحساسية بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، خاصة فيما يتعلق بالملف الأمني لهذه الدول وعلاقته بإيران وأجندتها المعروفة في المنطقة، أو فيما يتعلق بالتغيرات الكبيرة التي وقعت في دول عربية أخرى وتأثيرها على المملكة.
رحم الله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية