العدد 1183
الثلاثاء 10 يناير 2012
banner
البحرين لن تتقدم إلا بسواعد أبنائها
الخميس 02 مايو 2024

ما أعلنت عنه الحكومة من أخبار مبشرة فيما يتعلق بمشكلة الاسكان والرعاية الصحية ورعاية الشباب وزيادة رواتب العاملين بالقطاع وغيرها من الموضوعات لا شك لها أهميتها في المرحلة الحالية لأننا بحاجة لأن نتجاوز آثار الأحداث التي مرت بها البلاد، ولن يتحقق لنا ذلك إلا إذا حققنا الأمان النفسي لجميع المواطنين وجعلنا الجميع يشعر بالثقة في المستقبل وبعدم الخوف على الأجيال القادمة.
هناك بلا شك مسئولية كبيرة على الحكومة البحرينية في الوقت الحالي في إحداث تغيير محسوس في كافة الملفات الاجتماعية والحقوقية وفي إنجاز كل ما أوصت به لجنة تقصي الحقائق، حتى لا تكون هناك حجة لمن يستخدمون هذه الملفات في تحريك المواطنين والعبث بولائهم وانتمائهم لهذا البلد.
ولكن رغم اهمية كل هذه الملفات لتحقيق الوئام ومداواة الجروح بعد الظرف العصيب الذي مرت به البحرين، إلا أن التعليم يبقى كلمة السر بالنسبة للمستقبل، فعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي يعيره جلالة الملك وتعيره الحكومة البحرينية للتعليم والاهتمام بالمعلم وبتطوير الوسائل التعليمية ورعاية الطلاب، إلا أننا بحاجة لمناهج دراسية تزرع في عقول ونفوس شبابنا وأطفالنا قيما معينة وتخلق ثقافة جديدة تقدس العمل وتعلي من قيمة العرق والجهد وتمجد الشخص العصامي الذي يصنع نفسه بنفسه، الذي يبدأ حياته بمشروع صغير ثم يكبر ويحقق نجاحه بعرق جبينه، فالمواطن الذي ينتظر من الدولة أن تصنع له كل شيء هو مواطن سلبي ولا يمكن أن يصنع تقدما لنفسه ولا لوطنه.
لا بد أن يقتنع شبابنا بأن العمل شرف، مهما كان، وأن قيام البحرينيين بالأعمال التي يقوم بها الأجانب يوفر للبحرين ولأجيالها القادمة الملايين من الدولارات، لابد أن يكون الكهربائي والحداد والنجار والبائع وعامل المعمار بحرينيا، فلا يعقل أن يكون لدينا بطالة وتخرج من بلدنا كل هذه الملايين من الدولارات كل عام.
لابد أن يعرف شبابنا أن مستقبل البحرين يرتبط إلى حد بعيد بالسياحة وبالبحرعندما تنضب ثروات الأرض.
فكلاهما يمكن أن يصنعا اقتصادا قويا للبحرين، فنحن بموقعنا وطبيعتنا الفريدة نستطيع أن نجتذب اعدادا كبيرة من السياح كل عام، ونحن بموقعنا نستطيع أن نوفر الملايين من الدولارات إذا أحسنا استخدام البحر وأقمنا المشروعات التي توفر لنا فرص العمل وتمكننا من تصدير الأسماك لغيرنا من الدول.
لقد قامت إسرائيل، التي لا تمتلك ما نمتلكه نحن من بيئة ساحلية، بانتاج الكافيار وتصديره للعالم كله باستخدام أحواض معينة، فلماذا لا نعود إلى البحر ونصنع منه مستقبلنا كما استخدمه أجدادنا في صنع الماضي؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية