العدد 923
الإثنين 25 أبريل 2011
banner
“بابكو”... ومزيد من الفضائح!
الإثنين 29 أبريل 2024

ما حدث خلال زيارة اللجنة البرلمانية لشركة بابكو هو فضيحة بكل المقاييس، ولكنها فضيحة متوقعة الحدوث، خاصة وأن مسؤولي بابكو ليس لديهم ما يقولونه، وليس بإمكانهم الدفاع عما حدث، ولأن الكبار متورطون فيما جرى أكثر من الصغار، فهم الذين غضوا الطرف عن الذين أضربوا عن العمل أثناء الاضطرابات الأمنية التي وقعت، وسمحوا لهم بتقديم إجازات عن هذه الأيام التي قضوها في الاحتجاجات.
إنني لا أستبعد أن تكون قيادات هذه الشركة هي التي شجعت الموظفين الصغار على الإضراب تنفيذا لتوجيهات إيرانية مباشرة، وقد بلغ الغرور بمسؤولي الشركة بأن جعلهم يقومون بإنزال صور القيادة السياسية من المكاتب المختلفة في هذه الشركة اعتقادا منهم أن المؤامرة ستنجح، وأن البحرين ستصبح كما يريد لها الذين يستخدمونهم.
لو كان المسؤولون الكبار في هذه الشركة لديهم ما يبررون به الحالة المزرية التي وصلت إليها،لما اختلقوا المشكلة مع الوفد البرلماني، ولكنهم أرادوا تأزيم الموقف حتى تنتهي الزيارة ويعود أعضاء اللجنة بخفي حنين.
إذا كانت الشركة قد أعطت اللجنة الفرصة لتأدية عملها ومكنتها من الحصول على المعلومات بطريقة شفافة، فلماذا حدثت المشكلة إذن؟
الشركة قدمت تبريرا واهيا للتصرف المشين الذي قام به مسؤولوها أو بعضهم تجاه اللجنة البرلمانية، فقالت إن اللجنة «لم تراع أو تحترم حقوق موظفي الشركة وكرامتهم وخصوصيتهم ولجأت للتحقيق مع موظفي قسم التوظيف، وطلبت من إدارة الشركة مغادرة القسم، وأن هذا سبب ارباكا وإزعاجا كثيرا من الموظفات بعد توجيه التهم لهن، حيث تعرض بعضهن لحالات انهيار وإغماء».
لا ندري أي خصوصيات وأي حقوق للموظفين تلك التي لم تراعها اللجنة، وهل كانت اللجنة تسأل الموظفين عن شؤون حياتهم الخاصة أم تسألهم عن شؤون خاصة بالعمل؟ وكيف نصدق أن موظفات أصبن بالانهيار والإغماء؟ هل هؤلاء النسوة كن متهمات بالقتل أو الرشوة أو غيره من الجرائم من قبل هذه اللجنة لكي يتعرضن للانهيار؟ وما الذي يضير الشركة وقياداتها إذا قامت اللجنة بسؤال قسم التوظيف أوغيره من الأقسام؟ الذي يخاف من التحقيق هو الذي لديه عيوب ومثالب يريد أن يخفيها. أما الذي بلا عيوب، فلن يزعجه أي تحقيق أو أي لجنة، والمثل الشعبي يقول» لا تبوق.. ولا تخاف».
السؤال الذي لا نجد له إجابة هو: كيف تركت الشركة وشأنها منذ زمن طويل حتى وصلت إلى هذا الحد من التجبر؟ وكيف عشش فيها الفساد إلى هذا المدى؟ هل هي جزيرة منعزلة عن أعين الجميع؟ وكيف يسمح طوال الوقت الذي مضى لهذه المجموعة المهيمنة على الشركة بالقيام بما قامت به من مخالفات في التوظيف وفي الترقيات وفي السفرات الخارجية؟ ومن المسؤول عن ترك مسؤولي الشركة حتى تحولوا إلى أباطرة يفعلون ما يحلو لهم؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .