العدد 916
الإثنين 18 أبريل 2011
banner
الشيخ العصفور والمسؤولية الوطنية
الإثنين 29 أبريل 2024

“الجمعيات السياسية المعارضة عندنا ليس في اجندتها سوى تفريخ الأزمات تلو الأزمات والعمل على ضرب مكتسبات وطنها بما أوتيت من قوة وتستنزف كل ما كان ينبغي صرفه على ادارة عجلة التنمية وتأمين متطلبات المواطنين الخدمية في اعادة ما تخلفه ازماتها من دمار وحرق وتخريب كما نجد تفويت فرص العمل على الشباب وزيادة البطالة من ابرز انجازاتها دائماً بين الحين والآخر بسبب هروب رؤوس أموال المستثمرين الى خارج الوطن الأمر الذي يكشف حقيقة ما نبهنا عليه من كونهم في واقع أمرهم أعدى اعداء الشباب ولا هم لهم الا تحطيم مستقبلهم وتفويت الحياة الكريمة عنهم”. هذا ما قاله سماحة الشيخ محسن العصفور ضمن رسالة تفصيلية نشرت قبل أيام قليلة.
الرسالة التي بعث بها الشيخ العصفور إلى جريدة البلاد الأسبوع الماضي قدمت توصيفا جيدا للحالة البحرينية التي نعيشها حاليا، تلك الحالة التي جاءت نتيجة لتراكمات طويلة وممارسات خاطئة للمعارضة البحرينية أنتجت دوار اللؤلؤة وتبعاته.
سماحة الشيخ وضع لرسالته عنوانا مهما جدا، وهو: ألم يحن أوان رحيل المعارضة الفاشلة بلا رجعة؟ وهو سؤال يبين مدى الضيق الذي يشعر به سماحته تجاه هذه المعارضة والحالة العصيبة التي مرت بها البحرين ووضعتها على حافة الهاوية.
بالتأكيد الشيخ العصفور لا يريد للبحرين أن تكون بلا معارضة سياسية، ولكنه يريد معارضة وطنية لا تجر البلاد إلى التفكك والتبخر من على الخريطة العربية، بالتأكيد الشيخ يريد معارضة غير مخترقة من خارج الحدود ومرتبطة بأهداف الغير ومخططاته طويلة المدى.
الشيخ العصفور ونحن معه يريد معارضة تقوم بتربية الشباب سياسيا دون أن تذبح الوطن في قلوب الشباب،ولذلك طرح في رسالته تساؤلات مؤثرة جدا،حول مسئولية المعارضة البحرينية عن عدم بقاء سجايا وخصال كانت تميز الشعب البحريني كالطيبة والمحبة والتآخي والنجدة والحمية والأخلاق الحميدة واللحمة الوطنية،وقال:هل الشباب الذين هم الطليعة في كل هذه الخصال والسجايا لا يزالون على العهد المعهود؟وهل أبقت التيارات الحزبية الدخيلة على موروثاتهم الأصيلة شيئا من تلك الخصال بعد أن شوهت فطرتهم ولوثت نظرتهم للحياة؟ هل أثبتت بالارقام والحقائق والواقع ثمرة ايجابية واحدة في تاريخ عملها السياسي المشبوه؟
ونحن نقول للشيخ العصفور ان ما طرح من أسئلة وتساؤلات هي تشريح جيد ومخلص لأوضاع مملكتنا العزيزة، فقد تحولت النخوة والحمية إلى عربدة وترويع للأبرياء واعتداء على النساء وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وحرص على محو شركاء الوطن من الوجود.
نعم يا سماحة الشيخ فقد تلوثت فطرة الشباب البحريني وانطمس في عقولهم وقلوبهم معنى الوطن وأصبحوا أداة طيعة في أيدي جهات لا تريد الخير للبحرين ومستقبله،حتى أصبح لسان حال هذا الشباب،يقول كما تفضلتم:
(تقضي البطولة ان نصنع من اجسادنا جسراً ليعبر أولئك على جماجمنا الى امجادهم المصطنعة واشباع نزواتهم ومصالحهم الخاصة).
لا شك في هذا يا سماحة الشيخ طالما أنهم أرسلوا الشباب البحريني المنظمين حزبياً، كما تفضلتم، الى بعض الحوزات في قم والنجف، وتم إلباسهم العمائم تنفيذا لأجندات خارجية ومخططات معينة من خلال استقطاب العوام واستخدامهم لتحقيق ذلك بشكل مكشوف.
نحن معكم يا سماحة الشيخ، لابد للمعارضة البحرينية أن تتغير قبل أن تطالب بالتغيير ولابد أن تتطهر من رجس التبعية الخارجية قبل أن تملأ الدنيا شعارات وتحريضا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .