العدد 891
الخميس 24 مارس 2011
banner
نصرالله يتطاول على البحرين
الأحد 28 أبريل 2024

التصريحات التي انطلقت هذا الأسبوع أعطت الحدث البحريني درجة اعلى من الوضوح، وساعدت على الفرز الذي هو عملية ضرورية في هذه الأيام.
الشيخ نصرالله كعادته كان صدى لقادة إيران عندما تنادي القيادة أو الفقيه الإيراني بشيء في العالم العربي،يقول له: “لبيك لبيك لبيك”، ويجمع الأنصار في بيروت ويطلق خطبة عنترية تتخلل مقاطعها الملتهبة هتافات “لبيك لبيك لبيك”.
هذا هو ما يفعله نصرالله على الدوام فيما يخص جميع الدول العربية، فهو لا ينتمي لهذا العالم العربي إلا بالجغرافيا وباللغة العربية، وهما شيئان لا قيمة لهما لدى مذهب ولاية الفقيه الذي يتخطى الحدود ويتخطى الجغرافيا ويتجاوز الانتماء الوطني ويقوم على الانتماء للفقيه الإيراني وتنفيذ أوامره مهما كانت ضد الوطن الذي يؤوي الفرد.
الشيخ نصرالله لا يخدم إلا المصالح الإيرانية ولا يقدم للعرب سوى الخطب والشعارات الكاذبة التي ترضى عواطف البعض منهم، في ظل الحالة العربية بظروفها المعروفة، ولا يأتي للبنان إلا بالخراب، حتى عندما قام بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ الإيرانية، كان يمارس حربا بالوكالة عن إيران وليس بالوكالة عن العرب أو حتى عن لبنان الذي يأكل طعامه ويشرب ماءه، فقد قام بمناوشة إيران وإرباكها لصالح ملالي إيران الذين يعطونه الأوامر، أما لبنان فدفعت ثمنا باهظا من بنيتها الأساسية ومن دماء أبنائها، وهو ما دفع نصرالله نفسه إلى التجمل والتماهي مع المشاعر اللبنانية الحزينة والقول انه لو كان يعلم أن كل هذا الدمار سيحدث لما قام بما قام به، وكأنه يجهل طبيعة الرد الصهيوني ويجهل ان الشعب اللبناني هو الذي سيدفع الثمن، بينما ينجو هو وجنوده المختبئون في الخنادق.
تصريحات نصرالله هذه المرة جاءت فجة وسخيفة عندما نصب نفسه وصيا على الحركات الشعبية العربية في مصر واليمن وتونس وليبيا، وقال انه يساند هذه الحركات، لأنه نسى أن إيران أيضا كان بها حركة شعبية ضد آل نجاد وآل خامنئي، ونسى أنه لم يؤيد هذه الحركة الشعبية، ونسى أن النظام الإيراني قام بسحل رجال مثله يؤمنون بولاية الفقيه.
ما حدث في البحرين مفهوم وواضح، وليس ثورة وليس حركة شعبية كما ورد في مغالطات نصرالله مكشوفة الهدف والمغزى، ولكنها حركة طائفية بغيضة تريد محاكاة النموذج اللبناني الطائفي الذي يسمح بقيام دولة داخل دولة ويسمح لها بتجاوز الوطن وبإقامة مليشيات تستخدم في مساومة الحكومة الوطنية وفي دعم دولة الفقيه الإيراني.
غير أن تصريحات أخرى تزامنت مع تصريحات نصرالله المعادية للبحرين ونظامها الشرعي، ألا وهي تصريحات العلامة الشيعي العربي السيد محمد علي الحسيني، المرجع الإسلامي للشيعة العرب، وهي تصريحات تبين بشجاعة وإخلاص مدى المؤامرة التي تتعرض لها البحرين من قبل ملالي إيران ويراد تنفيذها عن طريق وكلاء إيران في المنطقة.
السيد الحسيني قال ان “تواتر الاحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة بشكل عام ومملكة البحرين بشكل خاص أثبتت للعالم أجمع النوايا السيئة والمشبوهة التي يضمرها نظام ولاية الفقيه في ايران ضد سلامة امن واستقرار واستقلال هذا البلد”.
وقال العلامة الحسيني ان “السعي الحثيث للنظام الايراني من أجل إفشال المساعي الخيرة والنبيلة والوطنية المبذولة من جانب المسؤولين البحرينيين وعلى رأسهم جلالة الملك وسمو ولي عهده، يؤكد حقيقة النوايا السيئة وحجم الشر الذي يضمره هذا النظام ضد أمن واستقرار البحرين وضد أمنه الاجتماعي.
وأوضح ان النظام الايراني يسعى الى استغلال ورقة الشيعة العرب واستخدامها في ظل ظروف وأوضاع عربية وإقليمية ودولية حساسة وبالغة الخطورة من جانب، وفي ظل اوضاع بائسة ومزرية يمر بها هذا النظام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .