العدد 882
الثلاثاء 15 مارس 2011
banner
لا... يا جمعية المعلمين
الأحد 28 أبريل 2024

بدلا من أن يقوم المعلمون بدورهم الأخلاقي وبرسالتهم السامية في غرس الانتماء للوطن في نفوس الناشئة والعمل على الحفاظ على السلم الأهلي وتجنيب أبنائنا الصغار الانخراط في النزاع الطائفي، قاموا بالعكس تماما عندما دعوا للإضراب والاعتصام، ودعوا أولياء الأمور إلى عدم إرسال أولادهم إلى المدارس لمدة أسبوع كامل.
الشيء العجيب أن جمعية المعلمين قامت بتغليف دعوتها إلى الإضراب بغلاف وطني يبين أن ما تريده ضد الطائفية وأنه من أجل الحفاظ على السلم الأهلي، وهو تغليف لا ينطلي على أحد، فما دعت إليه الجمعية بعيداً كل البعد عن مصلحة الوطن وعن مصلحة الطلاب وفيه تكريس للطائفية وتزويد للأزمة التي تعيشها البلاد.
الذي يدرأ ويحمي الطلاب والمعلمين ويحمي الوطن هو ما نقوله لأبنائنا في فصول الدراسة، هو السعي المخلص لإبعاد أبنائنا عن ما يجري حاليا، وتعميق ولائهم لهذه البلاد، بدلا من استغلالهم أسوأ استغلال ودفعهم للتظاهر والعنف وتشويه معنى الوطن وتسفيه رموز البلاد وعنوان شرعيتها في عقولهم.
لو كانت جمعية المعلمين مخلصة في حبها لهذا الوطن لوجهت دعوة أخرى تماما للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور ولطالبتهم جميعا بالنأي عن أي انحياز طائفي، ولوقفت بكل قوتها في مواجهة تسييس وطأفنة وتلويث العملية التعليمية في البلاد في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.
ما تقوم به جمعية المعلمين هو مساهمة واضحة في تأزيم الأمور في البلاد وهو استخدام غير أمين للمعلمين والطلاب من قبل مجلسها ورئيسها أبو ديب، وهو تحريض للمعلمين على خيانة أمانة مهنة التدريس وتشويهها في أذهان الناس في سابقة لن تنسى لهذه الجمعية ورئيسها.
هل من المعقول ان يكون المعلمون، أصحاب القدسية المفترضة، دعاة لخرق القانون وللعصيان المدني؟ وهل نسي السيد أبو ديب وجماعته أن القانون البحريني يحظر على الجمعيات الأهلية الاشتغال بالسياسة وإثارة الفرقة أو الطائفية، أو مخالفة النظام والآداب العامة، أو المساس بسلامة الدولة أو بشكل الحكومة أو نظامها الاجتماعي؟ أم أن القانون أصبح لا يساوي شيئا بالنسبة لمعلمينا المسؤولين عن تربية الأجيال؟
كنا نتمنى أن تكون جمعية المعلمين على مستوى اللحظة التي تعيشها مملكتنا وأن تكون على مستوى الجهد الوطني المخلص الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم بقيادة وزيرها الوطني المخلص الدكتور ماجد النعيمي الذي بذل جهدا كبيرا للحيلولة دون وقوع مدارسنا فريسة لدعاة الخراب والطائفية، وساعده على ذلك أبناء مخلصون من شباب هذه البلاد ممن تطوعوا لحمل الأمانة والعمل على استمرار العملية التعليمية وإبعادها عن المهاترات الجارية حاليا.
إن أقل ما يجب تقديمه لشباب الخريجين الذين تطوعوا للعمل بالمدارس خلال فترة الإضراب أن يتم تعيينهم مكافأة لهم على ما قدموه لبلدهم من حب وعطاء في لحظة فرز هامة في تاريخ هذه البلاد، وحتى لا تظل العملية التعليمية تحت رحمة دعاة الابتزاز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية