العدد 870
الخميس 03 مارس 2011
banner
الحوار بداية وليس نهاية
الأحد 28 أبريل 2024

“جميع القضايا يجب أن تطرح على مائدة الحوار الوطني، ليست هناك خطوط حمراء في الحوار بين البحرينيين من خلال التوافق”.
هذا ما قاله ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ردا على المطالبين بإقالة الحكومة الحالية.
معنى هذا أن كل شيء قابل للمناقشة ولكن في وجود جميع القوى السياسية البحرينية على مائدة واحدة.
فما المانع أن يأتي الجميع إلى هذه المائدة ويضعوا عليها كل شيء؟ وما الذي سيخسرونه إذا أتوا إلى الحوار ولم يتم الاتفاق على جميع المطالب؟ ألا يمكن لهم بعد ذلك ممارسة الاحتجاج السلمي مرة أخرى؟ البحرين كما قال سمو ولي العهد تتكون من فئات مختلفة، والمعارضة نفسها تتكون من فئات مختلفة، بالتالي ليس من المنطقي أن يتحدث كل طرف من بعيد، لابد أن يجتمع الكل لأن المناقشات المتبادلة بين أطراف المعارضة نفسها يمكن أن تولد حلولا، وليس فقط المناقشات بين المعارضة والحكومة.
لسنا في حرب لابد لطرف أن يستسلم فيها لآخر، واننا جميعا بحرينيون ولابد أن نترجم حبنا وولاءنا لهذه البلاد إلى سعي مخلص لتجنيبها الانهيار الاقتصادي ووقف عجلة التنمية التي ستنعكس بالسلب على المواطن البحريني.
لنفترض أن التعديلات الوزارية الأخيرة غير كافية أو لا تف بتطلعات البعض، فلنحمل هذا إلى الحوار. لماذا نعتبر الحوار نهاية ولا نعتبره بداية؟ أبناء البحرين الذين خرجوا معبرين عن رأيهم في دوار اللؤلؤة لن يموتوا جميعا في يوم واحد إذا فشل الحوار في الوفاء بكل مطالبهم، ودوار اللؤلؤة وكل دوارات البحرين لن ترحل من مكانها، وحرية التعبير والتظاهر لن يتم إلغاؤها من الدستور البحريني، فلم الخوف إذا من الجلوس إلى الحوار؟
هل يعقل أن نبقى في دوار اللؤلؤة حتى يتم حل الحكومة، وإقامة ملكية دستورية، وتغيير الإعلام، وانتخاب الحكومة انتخابا مباشرا من قبل المواطنين، ومحاكمة رجال الأمن والجيش على خلفية احتجاجات الدوار، ثم بعد ذلك نذهب للحوار؟ على ماذا سنتحاور إذا كانت كل هذه المطالب ستتحقق جملة واحدة وعلى أنغام دوار اللؤلؤة؟
الحوار بدون شروط ضمان لجميع الفئات وليس فقط للطرف الحكومي، لأنه لا أحد يضمن أن يتفق كل المعارضين على كل التفاصيل، على الرغم من اتفاقهم على الكثير من المطالب.
لقد قرأنا حتى الآن عن تجمعين “الائتلاف الوطني”، و”الجمعيات السبع” وثمة قواسم عديدة مشتركة بينهما، فلم الانقسام؟
لا أحد سيخسر من المشاركة في الحوار، ولكن البحرين ستخسر كثيرا جدا إذا ما استمرت الأوضاع الحالية لفترة أطول، لأنها ستخسر صورة رسمت لها لدى العالم على مدار سنوات مضت، وهي صورة الدولة المستقرة سياسيا وأمنيا التي طالما جذبت رؤس الأموال والفوائض المالية حتى تحولت إلى مركز مالي كبير وأصبحت محط أنظار المستثمرين من أنحاء العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية