العدد 1154
الإثنين 12 ديسمبر 2011
banner
إيران في قلب العالم العربي
الخميس 02 مايو 2024

قبل أيام قالت مجلة فورين بولسي الأميركية في تقرير لها ان العقد الماضي شهد صعودا للشيعة في أنحاء العالم العربي، سواء عن طريق العنف أو عن طريق الانتخابات، بداية من بغداد وحتى بيروت، وهو ما ساهم في امتداد نفوذ إيران في المنطقة لتصبح في قلب العالم العربي.
وأوضحت الجريدة الأميركية أن تنامي هذا النفوذ بدأ منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، حيث قدمت أميركا العراق لإيران على طبق من فضة.
وأضافت الجريدة أن سيطرة عائلة الأسد على سوريا طالما قدمت خدمات جليلة لإيران، وأن هذا أدى إلى ربط إيران بشيعة العراق ولبنان فيما يسمى بالهلال الشيعي، وأن سقوط نظام بشار الأسد سيكون بمثابة ضربة موجعة لإيران، حيث ستتمكن الأغلبية السنية من الوصول إلى الحكم وبذلك تنقطع الصلة بين النظام السوري وبين حزب الله اللبناني الذي يتبع إيران ويأتمر بأوامرها.
لو افترضنا أن مجلة “فورين بولسي”تخدم أهداف الغرب المعادي لإيران والمعادي للاسلام الساعي للتفرقة بين المسلمين، حسب تبرير إيران وأتباعها، ولو سلمنا أن الصهيونية العالمية تسعى دوما لخلق عدو بديل للعرب والمسلمين لخدمة إسرائيل وحمايتها، فما الذي فعلته إيران لكي تثبت عمليا أنها لا تسعى إلى تحقيق أجندة خاصة في المنطقة التي نعيش فيها، هل سعت إيران مرة واحدة إلى تبديد مخاوف وشكوك جاراتها الخليجيات على الأقل حول سعيها لتحقيق هذه الأجندة؟
الذي حدث ويحدث هو العكس تماما، فإيران في كل مناسبة تتدخل في الشئون الداخلية لجيرانها، وقد شهدنا في السنوات القليلة الماضية، بل خلال عام واحد العديد من التصريحات الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية المعادية لدول الخليج العربي بوجه عام والبحرين بوجه خاص.
وقد وصل الأمر في الفترة الأخيرة إلى حد لا يطاق، فقد تدخلت إيران في الشئون الداخلية للبحرين بشكل مكشوف، وقامت بتحريك أتباعها لتنفيذ مخطط يسعى إلى إدخال البحرين في حالة من الفوضى والاحتراب تمكنها في النهاية من مساومة الولايات المتحدة باستخدام ورقة البحرين أو تستطيع في النهاية ابتلاع البحرين كما ابتلعت العراق.
ولما كان الأمل مقطوعا في تغير النوايا وتغير السوك الإيراني نحو جيران إيران، فنحن نعلق أمالا كبيرة على إخواننا الشيعة في البحرين وفي غيرها، فلابد أن يأتي الرد الشافي منهم وليس من إيران، فهم القادرون على الرد على ما تقوله”الفورين بولسي”وغيرها، وهم القادرون على إثبات عدم صحة ما يقال عن علاقة إيران بالشيعة، أو على الأقل إثبات أن التعميم يظلم الشيعة، وأن أتباع الولي الفقيه، رغم خطورتهم وتإثيرهم، أقلية وليسوا أغلبية، وأن هناك من الشيعة من يرفضون سياسات حزب الله ويرفضون الارتباط بمرجعيات فوق الوطن.
الطريق الوحيد الذي لا ثاني له هو أن نسعى سنة وشيعة إلى الحفاظ على كيان هذا الوطن والوقوف في وجه المخططات الخارجية الساعية لمحونا جميعا من على الخريطة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .