العدد 1153
الأحد 11 ديسمبر 2011
banner
شيعة وسنة .. في مصر أيضا
الخميس 02 مايو 2024

خلال سني عمرنا ،على الأقل، لم نسمع أو نقرأ عن شيعة وسنة في مواجهة بعضهم البعض في مصر،ولكننا سمعنا عن مسيحيين ومسلمين وعشنا حوادث طائفية ينفذها بعض المتطرفين من الجانبين وسط استهجان معلن من الجانبين أيضا،حيث يحرص الجميع في مناسبات عديدة على التأكيد على اللحمة الوطنية بين جناحي الأمة المصرية.
ولكن قبل أقل من أسبوع وقعت حادثة غريبة في مصر لم يشهد التاريخ المصري الحديث حادثة مماثلة لها،حيث قامت مجموعة من أصحاب المذهب الشيعي المقيمين فيها باقتحام مسجد الإمام الحسين وحاولوا ممارسة طقوس معينة فيه،وهو ما أدى إلى انزعاج شديد لدى مشايخ الأزهر الشريف  ودفعهم إلى إصدار بيان استنكروا فيه هذه الحادثة التي تعد غريبة على المجتمع المصري.
وقال الأزهر الشريف في بيانه الذي وقعه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الشعب المصري يعتز بمذهب أهل السنة والجماعة الذي يتميز عبر التاريخ بالوسطية والسماحة وبما تحقق في ظله من بطولات تاريخية كبيرة،خاصة حمايتهم للأمة الاسلامية من خطر الصليبيين والتتار تحت قيادة البطل صلاح الدين الأيوبي وخلفائه الذين قاوموا المذاهب الباطنية الهدامة بالتصوف السني الصحيح.
وأضاف أن الأزهر،وهو المرجعية الكبرى لأهل السنة والجماعة،يؤكد من خلال ولائه لآل البيت أنه بالمرصاد لمن يريدون تمزيق الوحدة الدينية والنسيج الروحي للشعب المصري،وبخاصة في هذه الظروف التي تمر بها اليلاد.
والحقيقة أنه من حق الأزهر أن ينزعج بشدة من هذه الحادثة،خاصة في اللحظة الراهنة وما تمر به مصر من محاولات دؤوبة لضرب وحدة شعبها،ويكفيها ما فيها من محاولات إثارة المسيحيين وتخويفهم من السلفيين والإخوان المسلمين الذي اكتسحوا انتخابات مجلس الشعب المصري وأصبحت لهم اليد العليا في تسيير الأمور في البلاد.
وقد كان بيان الأزهر معبرا بكل ذكاء عن طبيعة المصريين عندما عبر عن اعتزاز المصريين بمذهب أهل السنة والجماعة،وعبر في الوقت ذاته عن ولائه وولاء المصريين لآل البيت.
فالمصريون لهم بالفعل طبيعة خاصة،فهم على مذهب أهل السنة والجماعة ويكنون حبا كبيرا لآل البيت،ويتمتعون بوسطية وتوحد ديني يفتقر إليه غيرهم،ولذلك فما حدث شيء مزعج بالفعل ويؤشر إلى شيء خطير جدا وهو أن هناك من يحاول تمزيق مصر بالفعل من خلال تصدير الصراع الشيعي السني إليها،خاصة وأن المسألة أيسر ما تكون في هذا الوقت العصيب الذي تمر به.
لا أحد يصدق أن هذه المجموعة قامت من تلقاء نفسها باقتحام المسجد وممارسة الطقوس فيه،ولكن لا بد أن يكون هناك من حركهم ،سعيا للصيد في الماء العكر والتأسيس لصراع طائفي بين سنة وشيعة في مصر في المستقبل القريب وما قد يترتب عليه من أخطار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية