العدد 1038
الخميس 18 أغسطس 2011
banner
لن يستطيعوا إعادة الأمور إلى الوراء
الأربعاء 01 مايو 2024

من حق لجنة تقصي الحقائق برئاسة الدكتور بسيوني أن تعبر عن انزعاجها وتغلق مقرها وترفض التعامل مع وسائل الإعلام، فما تعرضت له هو تصرف يدل على همجية مرتكبيه وهمجية الذين حرضوهم على القيام به.
أكبر خطأ ارتكبناه في البحرين هو استباق الأحداث والتوصل إلى استنتاجات خاطئة حول عمل اللجنة.
وقد سبق وحذرنا كثيرا من التدخل في عمل اللجنة والتشويش عليها طوال الوقت من أي طرف كان، ولكن لم يلتزم الكثيرون، ولم يعطوا الفرصة لأعضاء اللجنة لممارسة عملهم في هدوء.
وهذه هي النتيجة، مئات من المخربين اقتحموا مقر اللجنة وأساؤوا إلى أعضائها وهددوهم، بشكل همجي، وكأن هذه اللجنة لجنة حكومية بحرينية، وليست لجنة دولية محترفة جاءت إلينا بمحض إرادتنا.
هذا التصرف المخجل الذي مارسه بعض الخارجين على القانون لا يجب أن يمر هكذا دون عقاب، فهذه اللجنة مدعوة من أعلى سلطة في البلاد ولابد أن نحافظ على هيبتها وكرامتها، ولابد أن يفهم هؤلاء أن هذه اللجنة ليست جهة تنفيذية،ولكنها لجنة فنية محايدة جاءت لتفصل في أمور معينة بشكل علمي بعيد عن أي مجاملة أو محاباة لأي طرف.
ولكم تمنينا من البداية أن يكون عمل هذه اللجنة بعيدًا عن وسائل الإعلام وتمنينا عدم تسريب أي شيء عن عمل اللجنة وعن ما تتوصل إليه من حقائق، خاصة وأن جميع الأطراف متحفزة لأي نتائج تتوصل إليها اللجنة حتى ولو كانت أنصاف حقائق.
ما حدث قبل أيام هو تصرف غير مسؤول قامت به فئة ضالة جرى استخدامها من قبل أطراف لا تريد للبحرين أن تهدأ، بعد أن انكشفت نواياهم الخبيثة وسعيهم لجرها إلى حرب أهلية.
لا يوجد تفسير آخر لهذه التصرفات الحمقاء سوى السعي لإفشال عمل اللجنة وإطلاق قنابل دخان جديدة على الوضع الداخلي في البحرين لعمل غطاء لأعمال عنف جديدة تعيد الأمور من جديد إلى الوراء من أجل إقناع العالم بأن البحرين غير مستقرة وأن ما يجري فيها يعبر عن مطالب شعبية عامة وليس مطالب طائفية.
إننا باسم كل الشرفاء من أبناء البحرين نقدم اعتذارنا لرئيس لجنة تقصي الحقائق وللفريق العامل معه،ونعلن عن ثقتنا الكاملة في عملهم،وندعوهم باسم أبناء البحرين المخلصين إلى مواصلة عملهم من أجل كشف الحقائق الكاملة،ونحن واثقون في مهنيتهم وأدائهم النزيه،ونقول لهم أن الفئة التي تعدت على مقرهم والفئة التي حرضتهم لا يريدون خيرا للبحرين،وأن استراتيجيتهم في استباق الأحداث والنتائج معروفة لنا من قبل،فقد مارسوها في كثير من المواقف الانتخابية وغير الانتخابية من أجل ابتزاز الحكومة وتحقيق مكاسب غير مستحقة.
ونقول لكل من يسعى لإعادة الأمور إلى الوراء في البحرين أن مساعيكم لن تنجح مع هذه اللجنة لأنها تتعامل فقط مع المعلومات الموثقة ولن يستطيع أي طرف مهما كان أن يختطفها أو يسيسها.فاتقوا الله في البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية