العدد 1035
الإثنين 15 أغسطس 2011
banner
لماذا الانزعاج من إطلاق سراح الموقوفين؟
الأربعاء 01 مايو 2024

بعضنا قابل قرار إطلاق سراح بعض الموقوفين، بناء على توصية من لجنة تقصي الحقائق برئاسة الدكتور محمود شريف بسيوني، بانزعاج شديد، معتبرين ذلك غير مقبول من اللجنة ولا يقع ضمن اختصاصاتها، وأن التهم ثابتة على هؤلاء الذين أطلق سراحهم.
ولكن هذا الانزعاج ليس له ما يبرره، فمهما كانت النتائج التي ستصل إليها لجنة تقصي الحقائق، ومهما كانت الأطراف التي سيتم إدانتها أو تبرئتها، فإن هذا يصب في مصلحة البحرين واستقرارها، وهذا يبرهن مجددا حكمة جلالة الملك المفدى وإصراره على المرور بالبحرين إلى بر الأمان.
لجنة تقصي الحقائق لم تتشكل ولم تأت إلى البحرين رغما عنا ولكنها أتت بكامل إرادتنا وبرغبة حقيقية من قيادة البلاد.
كما أن التعاون الذي تلقاه اللجنة من الجهات الحكومية المختلفة الذي تحدث عنه رئيس اللجنة بكل تقدير واحترام، يؤكد أن البحرين دولة محترمة وأنها لا تبرر التنكيل بأي من أبنائها بسبب رأي أو فكر.
اللجنة لم تأت إلى البحرين لكي تقدم خدمة للحكومة، أو تساعدها على تبرير أي أفعال وقعت، أو تساعدها على التجمل أمام الهيئات الدولية، ولكنها استقدمت من أجل الحقيقة التي لا تقبل التشكيك من أحد، وهذا قمة النزاهة من القيادة االبحرينية التي أرادت أن تقول للعالم وتقول لمن سعوا من الخارج لضرب استقرار البحرين، ها نحن نلزم أنفسنا بكشف الحقيقة قبل أن يلزمنا غيرنا بكشفها.
البحرين ليس لديها ما تخفيه والتعاون مع لجنة تقصي الحقائق تاج على رؤوسنا جميعا، فلا يجب أن نثير البلبلة من وقت لآخر كلما صدر تصريح أو توصية من قبلها، وليس من المنطقي أن نشيد باللجنة وبرئيسها عندما تظهر ما يوافق هوانا ونشن عليه الحرب إذا توصلت إلى أمور أو أوصت بما لا نريد.
هذا النهج في رد الفعل تجاه عمل اللجنة لن يؤثر على مصداقية اللجنة أو يشكك في مهنيتها، ولكنه سيشكك في مصداقيتنا نحن، لأن اللجنة ليس لها مصلحة ولم يفرضها علينا غيرنا لكي نشن الحرب عليها استنادا لنظرية المؤامرة.
إطلاق سراح بعض الموقوفين لا يجب أن يزعج أحدا، سواء كان هذا الإفراج على ذمة القضايا، أو كان إفراجا نهائيا، فنحن لسنا قضاة لكي نقول من الذي يستحق الإفراج ومن الذي لا يستحق، ومن الذي تهمته ثابتة ومن هو غير ذلك.
صحيح أن اللجنة أوصت بناء على ما لديها من معلومات بإطلاق سراح البعض ولكن القيادة البحرينية هي التي اتخذت قرار إطلاق سراحهم، تأكيدا على الشفافية الكاملة والتعاون مع عمل اللجنة.
وهناك شيء آخر غاية في الأهمية وهو أن التعاون على هذا النحو مع اللجنة يعزز الثقة في اللجنة وفي الحكومة البحرينية أمام العالم ويبطل حجة أي دولة أو جهة تسعى إلى تشويه صورة البحرين أمام العالم، لأننا أتينا بلجنة متخصصة ومهنية وصدقناها واحترمنا ما توصلت إليه من نتائج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .