العدد 1034
الأحد 14 أغسطس 2011
banner
مجلس التعاون الخليجي عليه مسؤولية تجاه الشعب السوري
الأربعاء 01 مايو 2024


حمامات الدم التي تجري في سوريا والتنكيل والتعذيب الذي يتعرض له أبناء الشعب السوري، يبين أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يعد أمامه أي مخرج من الوضع الراهن في سوريا، ويبين أن الوضع مرشح للمزيد من التدهور، فالشعب يريد إسقاط النظام ولا شيء دون ذلك، والنظام لا يريد أن يسقط ويصر على التسويف ويعلن عن إصلاحات وانتخابات قادمة، ويعتبر من يواصلون الاحتجاج بعد هذه الوعود خونة وإرهابيين.
فهل سيتم ترك الشعب السوري المظلوم للقتل والتنكيل؟ وهل العقوبات الاقتصادية التي تفرضها دول العالم، ستجبر الرئيس الأسد على تلبية مطالب الشعب، أم أن الأسد سيتسبب في جلب ما هو أسوأ على سوريا ويعرضها للتفتت والضياع ضمن مسلسل إضعاف وتفتيت الأمة العربية؟
ما قامت به دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا من تعبير عن قلقها تجاه الوضع في سوريا، ثم قيامها باستدعاء سفرائها للتشاور، هو اقل ما يجب فعله تجاه الشعب السوري الشقيق، فقد طال الوقت وازداد عدد القتلى، ولا يعلم إلا الله وحده ماذا يجري في السجون والمعتقلات من تعذيب على أيدي رجال النظام الذين يشعرون أن النهاية اقتربت وأن عهدا جديدا سوف يبدأ في سوريا، وأنه لا مكان لهم فيه سوى السجون التي طالما فتحوها لغيرهم، وبالتالي يمارسون أشد درجات التعذيب مع صناع هذا العهد الجديد.
دول الخليج العربي عليها مسؤولية خاصة في الوقت الحالي تجاه الشعب السوري الشقيق، ذلك لأن بقية الدول العربية لديها ما يشغلها، فمصر لم تلتئم بعد، ودول الشمال الأفريقي لديها ما لديها، وإن كان بدرجات متفاوتة، والجامعة العربية منظمة لا تملك من الصلاحيات والإمكانات ما يمكنها من فعل شيء تجاه الوضع الدامي الذي يعيش فيه الشعب السوري، ولا أحد يلوم الجامعة في هذا، فالدول العربية مجتمعة هي التي يمكن أن تقوي الجامعة وهي التي يمكن أن تضعفها وتجعلها غير مؤثرة كما هو حادث الآن.
وبالتالي على دول مجلس التعاون الخليجي أن تقوم بمسؤوليتها الكاملة تجاه الشعب السوري الشقيق في هذه المرحلة العصيبة.
والشعب السوري لن ينسى، في ظل محنته الحالية، مواقف الدول الشقيقة ولن يغفر لمن لم يقف بجانبه، كما لن يغفر للدولة الفارسية تآمرها عليه من أجل الإبقاء على النظام تحقيقا لمصالحها في المنطقة حتى لو كان ذلك بالمرور فوق جماجم وأشلاء السوريين.
فكفى حرجا، لأن الشعب السوري هو الأبقى وليس النظام، وسواء كان ما جرى في سوريا مؤامرة كما يصورها النظام السوري، أم كان ثورة شعبية ضد الظلم الاجتماعي وضد أوضاع سياسية وأمنية معينة، فهذا لا يبرر أبدا أن يواصل النظام عناده ويضع بقاءه في كفة وبقاء سوريا كلها في كفة، ولا يبررالمذابح التي تجري على أيدي رجال النظام السوري، ولا يبرر اتباع هذه الطريقة الإيرانية في قمع المعارضة، لأن إيران تختلف عن سوريا، ولأن هناك من يريد القضاء على سوريا كلها بأيدي من يحكمونها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية