العدد 1017
الخميس 28 يوليو 2011
banner
خمسون ألفًا أعلنوها من جديد..
الأربعاء 01 مايو 2024

خمسون ألفا لبوا الدعوة للقاء الجماهيري الذي دعت إليه جمعية تجمع الوحدة الوطنية برئاسة الدكتور عبداللطيف آل محمود قبل يومين، فما معنى هذا؟
معنى هذا أن قسطًا كبيرًا من البحرينيين حريص على استقرار البلاد ورافض للدعوات الطائفية وحريص على الالتفاف حول القيادة البحرينية على اعتبار أن هذه القيادة هي الضمانة الأولى لبقاء البحرين موحدة وعصية على محاولات التقسيم والمحاصصة الطائفية.
ومعنى هذا أيضا أن البحرين تختلف اختلافًا كبيرًا عن غيرها من الدول العربية التي كشفت الأحداث فيها أن نظام الحكم هش ولا يتمتع لدى جماهيره بأي شرعية ولا يمتلك أي ركيزة تعينه على البقاء.
في دول عربية أخرى عندما انطلقت شرارة العصيان أشعلت الدولة بكاملها، خاصة عندما شعرت شعوب هذه الدول أنه لم يعد في إمكان النظام السيطرة على الأمور، فشاركت جميعها في العصيان والتمرد دون خوف من التنكيل بهم بعد أن تنتهي لحظة التمرد بطريقة أو بأخرى.
ولهذا كان الثمن إما سقوط النظام أو سقوط الدولة نفسها في مستنقع الاحتراب الداخلي.
العيب الوحيد الذي كان موجودا في البحرين من قبل هو أن الركيزة الأساسية التي يستند إليها حكم آل خليفة الكرام، وهي هذا العدد الكبير من أبناء البحرين الذين يرفضون محاولات هز استقرار البحرين والانقلاب على الحكم الشرعي فيها، كانت بلا إطار يجمعها وبلا عنوان يطلق عليها، وكان أفرادها بلا رابط يجمع بينهم، وهو ما جعل تجمعات أخرى أقل عددا ومكانة تشعر بقوتها وتتصرف على أنها تملك أغلبية وتأثيرًا وأنها تستطيع تحريك الجماهير وقيادتها.
ولكن عندما ولد تجمع الوحدة الوطنية وترأسته شخصية وطنية هي الدكتور عبداللطيف آل محمود، أصبح لهذا العدد الكبير من أبناء البحرين إطارا وقيمة وقدرة على تحريك الأحداث أو التأثير فيها، بعد أن عاشوا سنينًا يتفرجون على ما يجري في البلاد دون أن يصنعوه أو يشاركوا فيه.
تجمع الوحدة الوطنية أو جمعية تجمع الوحدة الوطنية في حاجة إلى المزيد من المساندة الجماهيرية من خلال التعبير العلني عن الرأي عن طريق المشاركة في الفعاليات المختلفة التي تساهم في رسم الصورة البحرينية في الخارج بالشكل الذي تستحقه، وبحاجة لتمثيل أقوى للمرأة البحرينية المشرفة بمواقفها.
تجمع الوحدة الوطنية لا يقدم مجرد شعارات ولا يتخذ موقفًا متطرفًا تجاه غيره من التجمعات أو تجاه الحكومة، ولكنه يصيغ مطالب معينة تحقق المصلحة للناس وتساعد في نفس الوقت على بقاء البحرين مستقرة وموحدة، فهو يطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية وتحسين دخول الناس، ويطالب في الوقت نفسه بتطوير الحكم في البلاد بشكل تدريجي واقعي لا يؤدي لأي هزات أو انقسامات، ويقدم رؤية عقلانية حول مسألة الدوائر الانتخابية والضجة المثارة حول تعديلها أو بقائها، لأن المهم هو أن تبقى البحرين موحدة مستقرة مهما كان الثمن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية