العدد 1014
الأحد 24 يوليو 2011
banner
مصر في خطر
الأربعاء 01 مايو 2024

لم تكن مصر في خطر كما هي الآن، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، وبعد ستة أشهر على اندلاع الثورة التي أطاحت بالنظام وأدت إلى محاكمة أركانه تتعرض مصر الآن لحالة من الفوضى الأمنية نتيجة لما حدث لجهاز الشرطة في أيام الثورة الأولى.
وعلى الرغم من محاكمة كبار رجال الأمن وفي مقدمتهم حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق المتهم بقتل المتظاهرين، وإقالة عدد كبير من كبار الضباط،إلا أن الحالة الأمنية في مصر تنذر بالخطر،وهو ما يعرض كل شيء للخطر حتى الثورة نفسها.
وإن أكثر شيء يساعد على عدم استتباب الأمن في مصر وعدم العودة إلى العمل والانتاج،هو استمرار الثورة بشكل يفقدها تعاطف الشعب معها بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة الأسعار وندرة الكثير من السلع.
لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تعمل وسط هذا الضجيج المتواصل على مدى ستة أشهر ،حيث المظاهرات المليونية في كل أيام الجمعة تقريبا،ابتداءا من جمعة الغضب،حتى جمعة التطهير.
ولم يحث في التاريخ أن تم اختيار وزراء حكومة بكاملها من قبل المتظاهرين الموجودين في ساحة عامة.
لاشك أن ما يجري في مصر حاليا هو ثورة مضادة،ليس من قبل فلول النظام السابق كما يحلو للبعض أن يصورها،ولكنها ثورة مضادة لا إرادية،إن صح هذا التعبير،فأصحاب المصلحة هم الذين سيضيعون مكاسب الثورة،وليس أتباع النظام السابق،لأن أتباع النظام أضعف من أن يقوموا بثورة مضادة،فمعظمهم انخرطوا في الوضع الجديد وانقلبوا على ماضيهم رغبة في الحصول على مكاسب جديدة أو على الأقل تفادي أي ضرر قد يصيبهم بسبب ولائهم السابق.
النظام المصري سقط نتيجة لاحتشاد بضعة ملايين،ثلاثة،أو أربعة،أو قل خمسة،وقفوا في ميدان التحرير وفي غيره من ميادين المحافظات،وكان هذا منطقيا وله شرعية معينة،ولكن من غير المنطقي أن يصنع كل شيء في مصر  من خلال هؤلاء المحتشدين الذين لم يرحلوا حتى الآن،فهم الذين يصنعون كل الأحداث تقريبا،لدرجة أنهم تولوا اختيار وزراء آخر حكومة تشكلت، عندما طرحوا أسماءا لرئيس الوزراء لكي يختار من بينها.
اما أخطر شيء يمكن أن يعيد كل شيء في مصر إلى نقطة الصفر،فهو محاولات الوقيعة بين الشعب وبين الجيش.
ذلك الجيش الذي استطاع أن يمر بمصر إلى بر الأمان في أحلك الظروف وانحاز لمطالب الشعب ورفض الاحتكاك بالمتظاهرين وحقن دماء المصريين في وقت الخطر.
إن أشد أعداء مصر حاليا هو من يحاول إحداث هذه الوقيعة ويسعى إلى تصوير المجلس العسكري على أنه خصم وليس راع للثورة وحامل لعبء كبير.
حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية