العدد 1010
الخميس 21 يوليو 2011
banner
لماذا انسحبت الــــوفـــــاق؟
الأربعاء 01 مايو 2024

انسحبت جمعية الوفاق من الحوار الوطني كما كان متوقعا، لأنها أتت إلى الحوار وهي غير مقتنعة به من الأساس، فالحوار معناه أننا وافقنا مقدما على أن نحقق بعض أهدافنا وليس كل أهدافنا، لأن لكل طرف مطالبه التي قد تتعارض مع مطالب الطرف الآخر، وبالتالي يكون التوافق وسيلتنا في صياغة ما يتم الاتفاق عليه.
هناك اسئلة عديدة لها أهميتها فيما يتعلق بموافقة الوفاق على الانخراط في الحوار ثم الانسحاب منه، رغم معرفتها بالمشاركين فيه والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، وتوقعها لسير الحوار ومواقف المشاركين فيه؟
فلماذا دخلت جمعية الوفاق الحوار من البداية؟ هل كانت مقتنعة أن يسير الحوار طبقا لما تتمنى ومقتنعة أن ما تطالب به حتما سيتم قبوله؟
الحقيقة ان جمعية الوفاق دخلت الحوار لكي لا تواجه اي لوم على المستوى الدولي على وجه الخصوص،وحتى لا يقال إنها ترفض الحل وتصر على التأزيم، فبنت قرارها بدخول الحوار، لا لتشارك فيه بجدية، ولكن لتفسده، وبالتالي تستطيع إعادة الأوضاع إلى نقطة الأزمة، وتستعيد الصورة القديمة وهي أن البحرين بها صراع بين الحكومة والمعارضة، أو بين الحكومة والشيعة، فهذه الصورة تخدم أهداف الوفاق أكثر، فهي ترضي إيران من ناحية، وتظهر أمام العالم بصورة الضحية، أما الحوار فمعناه التوافق على حل وسط،والوفاق لا تريد شيئا وسطا ولكن تريد تحقيق كل ما تريده دفعة واحدة مهما تعارض مع مصالح غيرها من الفئات المكونة للمجتمع البحريني.
صحيح ان هناك عيوبا في إدارة الحوار، وهناك شخصيات على الجانب السني تساعد هي الأخرى على التأزيم وتتشدد في رد فعلها تجاه الطرف الآخر، ولكن هذا لا يبرر لجمعية الوفاق أن تنسحب بشكل نهائي من الحوار، فالحوار سعي للحل مهما اختلفنا وتصارعنا، وهو نوع من توليد الأفكار وتقريب وجهات النظر،وهو بمثابة صياغة لأفكار وتمنيات وليس صياغة لقوانين أو لدستور لن يتغير، وبالتالي كان لابد من الانتظار مهما كان حجم الخلاف، وكل شيء سيتم رفعه لجلالة الملك، سواء اتفقنا عليه أو لم نتفق.
الوفاق بانسحابها من الحوار تريد أحد أمرين، فإما أن تقوم بابتزاز الحكومة وبقية الأطراف، وإما تقوم بزيادة التصعيد داخليا وتسيء للمملكة خارجيا، وهذا كله يبين أن الوفاق لا تريد حلا ولكنها تريد كل شيء ولا تريد لغيرها أي شيء.
وهل هي صدفة ان تقرر الوفاق الانسحاب من الحوار، عقب تصريحات إيرانية تعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي للبحرين؟ ألم يقم المسؤول الإيراني بتسفيه الحوار البحريني، ويدعو صراحة إلى إفساده، بل ويدعو إلى ما هو أكثر من ذلك عندما قال قولته المجنونة حول ضرورة فتح البحرين إسلاميا، وكأن البحرين ليست على الإسلام!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية