العدد 740
الأحد 24 أكتوبر 2010
banner
فلتتوقف الشعارات وليبدأ العمل
الأربعاء 08 مايو 2024

بعد أشهر من الضجيج والدعاية الانتخابية والوعود من قبل الجمعيات ومن قبل المرشحين المستقلين للمواطن البحريني، انتهى العرس الانتخابي البحريني، وربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، ولكن الشيء المهم هو فوز الديمقراطية البحرينية، وفوز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
ولا يسعنا إلا أن نقول هنيئا لمن فازوا بثقة هذا الشعب، ونقول للذين أخفقوا شكرا لكم، أديتم ما عليكم واجتهدتم، ولكن كان الرأي للناخب البحريني، فلا تصبوا جام غضبكم عليه، فالانتخابات لابد لها من فائز وخاسر، وقد يخسر الانتخابات أفاضل الناس وأكثرهم علما وثقافة، وقد ينخدع الناخبون ويسيئون الاختيار، ولكن لابد للجميع أن يحترموا ما أسفرت عنه تلك الانتخابات، طالما ارتضوا قواعدها وأصولها ولابد أن نحترم إرادة الناخب البحريني.
صحيح أن تركيبة الحياة السياسية البحرينية وتركيبة المجتمع البحريني نفسه والقائمين على التوجيه الفكري فيه يدفعون المواطن البحريني دفعا نحو الاختبار العاطفي غير القائم على العقلانية. وصحيح أنه ينتج عن ذلك حرمان شخصيات على قدر كبير من العلم والثقافة والوطنية والولاء للوطن الواحد ونبذ الطائفية من شرف الوصول إلى البرلمان عن طريق الانتخابات، ولكن على مثل هذه الشخصيات، سواء كانوا من المنتمين إلى تيارات سياسية أو المستقلين أو  المرأة ألا يسقطوا ضحية للإحباط والتقوقع، فالوطن في حاجة إلى جهود الجميع، فمجرد مشاركتهم في العملية الانتخابية هو إنجاح وإعلاء للعملية الديمقراطية في البحرين، مهما كانت النتيجة النهائية لهذه الانتخابات.
لا نقول هذا الكلام كعزاء لمن لم يحالفهم الحظ في انتخابات الأمس، ولكننا أردنا أن نبين أن الانتخابات ليست معيارا علميا أو أخلاقيا للحكم على الناس، ولكنها لعبة لها وسائلها وأصولها وقد تفتقر إلى الأخلاق في بعض الأحيان، ولكن لابد لمن يخوضها ويقبل بأصولها أن يرضى بنتائجها.
ولعل أهم دواء تستخدمه البحرين لمعالجة مثالب العملية الانتخابية البحرينية وما ينتج عنها من حرمان لكثير من أصحاب الخبرة والتخصص أو بالأحرى حرمان المجلس النيابي نفسه من جهودهم، هو قيام جلالة الملك بتعيين أعضاء مجلس الشورى من بين هؤلاء؛ للاستفادة من خبراتهم وعلمهم في صياغة القوانين والعمل على تحقيق المصلحة العليا للبلاد.
وسواء أصبح الإنسان عضوا شوريا أو نيابيا، أو لم يحالفه الحظ في هذا ولا ذاك، فمجالات خدمة الوطن والنهوض به لها أوجه كثيرة، وليست فقط من خلال البرلمان، فكل مدرس مخلص في عمله يرفع من شأن هذا الوطن، وكل عامل مخلص في مصنعه يخدم الوطن ويساعد على تقدمه،وهكذا الطبيب والصحافي وغيرهما.
أما الذين تحققت أحلامهم في نيل مقاعد البرلمان، سواء كانوا أعضاء سابقين أو وافدين جدد، فنهنئهم على ثقة الشعب البحريني، ونطالبهم في الوقت ذاته أن يتقوا الله في هذا الشعب الذي أعطاهم جواز المرور إلى البرلمان.
لا نريد برلمانا شبيها بالبرلمان السابق، ولا نريد مباريات في الخطابة وفي تصفية الحسابات، ولا نريد منهم أن يخاطبوا عواطف الناخبين طوال الوقت، وكفى ما قاموا به خلال حملاتهم الانتخابية، فالآن حان وقت العمل وانتهى وقت الشعارات. فكل نائب منهم الآن أصبح نائبا عن الشعب البحريني كله، وليس عن أبناء دائرته فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .