العدد 723
الخميس 07 أكتوبر 2010
banner
فتوى المرشد الأعلى ورد شيخ الأزهر
الأحد 19 مايو 2024

عندما يتطاير شرر الفتنة هنا وهناك، يكون من واجب العلماء على كافة مللهم ومذاهبهم العمل الجاد على إخمادها قبل أن يتحول الشرر إلى حرائق كبيرة تأتي على الأخضر واليابس في منطقة يراد لها التفتت والانهيار التام.
والفتنة التي نخشاها لا تخص البحرين وحدها ولا تخص منطقة الخليج وحدها، ولكنها تخص العالم الإسلامي والعربي بكاملهما، وهي لا ترتبط فقط بالمذهبين الإسلاميين (السني والشيعي)، ومن يجري تضليلهم من أبناء هذين المذهبين، لبعث الفتنة من رقادها لحرق المسلمين بلا استثناء، ولكن الفتنة التي نخشاها ترتبط بشركاء الوطن الواحد في كل البلاد العربية والإسلامية.
ففي مصر حدثت مناوشات وأحداث طائفية وصدامات أيديولوجية بين المسلمين والأقباط لا تبشر بخير على الإطلاق، وفي لبنان الفتنة قائمة لا تنام، ومثلها بين جنوب السودان وشماله، ناهيك عن اليمن وما جرى ولا يزال يجري فيها.
ومن هنا فإن المحاولات المخلصة لوأد الفتنة لابد أن تكون محل تقدير من أجهزة الإعلام العربية والإسلامية، أيا كانت أطراف هذه الفتنة.
إن ما صدر من فتوى عن السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران قبل أيام لشيء يستحق التقدير ولابد للاعلام العربي والإسلامي أن يركز على أهيمة هذه الفتوى وصداها لدى العلماء الآخرين وأثرها في إطفاء الكثير من النيران والكثير من المحاولات المأجورة.
السيد خامنئي أفتى بتحريم الإساءة إلى صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، أو الإساءة لأمهات المؤمنين، زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي فتوى جاءت في موعدها تماما، خاصة بعد المحاولات الأخيرة لبعض المأجورين أرباب الفتنة للإساءة لزوج رسول الله العفيفة الطاهرة السيدة عائشة رضي الله عنها.
وقد جاء رد الأزهر الشريف مقدرا ومشيدا بحرص السيد خامنئي على وحدة المسلمين والتصدي للجهلاء والمتطرفين. فقد قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في بيان له: “تلقيت بالتقدير والترحيب الفتوى الكريمة التي أصدرها سماحة الإمام علي خامنئي بتحريم الإساءة إلى الصحابة – رضوان الله عليه – أو المساس بأمهات المؤمنين – أزواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وهي فتوى تصدر عن علم صحيح، وعن إدراك عميق لخطورة ما يقوم به أهل الفتنة، وتعبر عن حرص على وحدة المسلمين، ومما يزيد من أهمية هذه الفتوى أنها صادرة عن مرجع من أبرز المراجع الشيعية باعتباره المرشد الأعلى للثورة الإسلامية”.
وقال شيخ الأزهر انه من موقع العلم والمسؤولية الشرعية يقرر أن السعي لوحدة المسلمين فرض، وأن الاختلاف بين أصحاب المذاهب الإسلامية ينبغي أن يبقى محصورا في دائرة الاختلاف في الرأي والاجتهاد بين العلماء وأصحاب الرأي وألا يمس وحدة الأمة.
إن التركيز الإعلامي على مثل هذه الفتاوى والمواقف الهادئة التي تصدر عن العلماء المتفقهين العقلاء، أهم بكثير من برامج الفتنة والمناظرات الساخنة التي تزيد الأمور سوءا وتشعل عواطف الشباب، وتأخذهم إلى ما يضرهم ويشعل حرائق الفتنة في الأمة الإسلامية بكاملها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية