العدد 712
الأحد 26 سبتمبر 2010
banner
المقترح المغربي سينتصر في النهاية
الأحد 19 مايو 2024

لقد اثبتت الأيام أن المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي لشعب الصحراء هو الحل الامثل لهذا الجرح المغربي الذي طال مداه وألحق أضرارا كبيرة بالعلاقات العربية العربية وحال دون اندماج وتكامل دول المغرب العربي.
والدليل على ذلك أن عددا كبيرا من الصحراويين قد استوعبوا هذا الحل الذي تمسكت به المغرب وسعت خلال فترة طويلة لدى كل المنظمات والمحافل الدولية لكي تقنع جميع الأطراف الدولية بأن هذا الحل هو الذي سيحقق مصلحة الصحراويين ويرضي تطلعاتهم في إطار وحدة التراب المغربي.
وعلى الرغم من وجود مقاومة كبيرة من قبل المتاجرين بهذه القضية الساعين إلى إطالتها إلى أقصى مدى، استطاعت الدبلوماسية المغربية من خلال الأداء الهادئ المدعم بالمعلومات الدقيقة أن تقنع العالم بأن المقترح المغربي جدير بالاحترام وقابل للتطبيق على أرض الواقع.
هذه الأعداد الكبيرة من الصحراويين المحتجزين في معسكرات تندوف بالجزائر التي باتت تطالب بالعودة إلى الوطن، لم تفعل ذلك من فراغ، ولكنها أيقنت أنها تستخدم من قبل آخرين لتصفية حسابات لا شأن لها بمصلحة الشعب الصحراوي.
ورغم أن حلم المحتجزين في “تندوف” في العودة إلى الوطن محاط بالمخاطر، تؤكد الدلائل أن العجلة بدأت تدور لصالح المقترح المغربي، وتؤكد أن الزمام بدأ يفلت رويدا رويدا من أيدي المتاجرين بآلام هؤلاء المحتجزين الساعين إلى تفتيت التراب المغربي.
لقد أعلن مصطفى ولد سيدي مولود المفتش العام لشرطة البوليساريو، بكل جرأة أن المبادرة المغربية هي الحل المنطقي والأكيد الذي يحقق أحلام الصحراويين ويحفظ وحدة التراب المغربي، وأدان الممارسات السيئة التي يرتكبها القادة الانفصاليون ومن بينها سرقة المعونات الموجهة للمحتجزين في تندوف.
ولد سيدي مولود قرر العودة إلى معسكرات تندوف الموجودة على الأراضي الجزائرية، لكي يحول قناعته هذه إلى عمل إيجابي على أرض الواقع، حيث قرر تعبئة المحاصرين هناك للقبول بالمبادرة والعودة إلى الوطن.
صحيح أن ولد سيدي مولود تعرض للتنكيل والخطف والاتهام بالخيانة العظمى من قبل الانفصاليين في البوليساريو ومن يقفون وراءهم، إلا أن هذا التنكيل يعد دليلا على إفلاس هؤلاء الساعين إلى تفتيت المغرب الشقيق.
لقد وقع هؤلاء في تناقض لا يمكن تبريره، فكيف يصورون أنفسهم أمام العالم أنهم يعملون من أجل حقوق الإنسان، وهم الذين ينكلون بكل من يسعى لتحقيق مصلحته ومصلحة أولاده في العيش الكريم على أرض وطنهم الواحد.
ترى، ما رأي الجمعيات الحقوقية الآن فيما جرى لمصطفى ولد سيدي مولود على أيدي قادة البولساريو ومن يقفون وراءهم، وهي التي أقامت الدنيا ولم تقعدها قبل أشهر من أجل أميناتو حيدر التي تنازلت عن جنسيتها المغربية؟!
هذه الأحداث رغم ما فيها من معاناة لأعداد كبيرة من المحاصرين في تندوف ولبعض القادة الذين انقلبوا على خطط البولساريو، تشير إلى أن الأيام القادمة ستسير لمصلحة وحدة التراب المغربي، خاصة بعد أن أعلن العالم احترامه للمقترح المغربي، وبعد أن أيقنت أعداد غفيرة من الصحراويين أن مستقبلهم يضمنه هذا المقترح أكثر من أي شيء آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .