العدد 702
الخميس 16 سبتمبر 2010
banner
تنبؤات القرن الحادي والعشرين (1 - 2)
الأحد 19 مايو 2024

في الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول أن تبقى على قيد الحياة وتكافح لكي تبعد عن نفسها أخطار الحاضر، هناك دول أخرى تحاول الإبقاء على الوضع الراهن والسعي لمواجهة أخطار المستقبل المتوقعة والعمل على منع وقوعها وتضع الخطط وتنفق الأموال لكي تمنع مولد هذه الأخطار من الأساس.


والولايات المتحدة بطبيعة الحال هي أكثر دولة في العالم يهمها بقاء موازين القوى العالمية على ما هي عليه الآن وتريد للعصر الأمريكي أن يطول أكثر وأكثر، ولذلك نجد الباحثين الأمريكيين منهمكين دوما في الدراسات المستقبلية والتنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه السنوات القادمة من أحداث.


“جورج فريد مان” المدير التنفيذي لشركة “استرانفور”، كبرى الشركات الخاصة في مجال الاستخبارات واستشراف المستقبل نشر كتابا تحت عنوان “المئة عام المقبلة”، يتنبأ فيه – اعتمادا على تحليلات معينة – بأن العصر الأمريكي سيمتد طوال القرن الحادي والعشرين وأن الولايات المتحدة ستبقى قوة وحيدة وراسخة وأنها نتيجة لقوتها وموقعها الجغرافي ستبقى القوة التي سيتمحور حولها تاريخ هذا القرن.


ويقول “فريدمان” ان قوى ثانوية ستقوم بمحاولة تشكيل تحالفات للسيطرة على الولايات المتحدة واحتوائها، ولكن الولايات المتحدة ستتحرك بشكل استباقي لمنع تشكيل هذه التحالفات.


ويضرب الكاتب مثالا على ذلك بالقول “ان زمرة من المسلمين حاولت إحياء الخلافة الإسلامية، وقامت بتوجيه ضربة للولايات المتحدة – متمثلة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 – لجرها إلى حرب لإظهار ضعفها وإطلاق انتفاضة إسلامية”، ولكن الولايات المتحدة ردت باجتياح العالم الإسلامي، ليس من أجل الانتصار عليه، ولكن لإشاعة الفوضى فيه، ووضعه في مواجهة مع نفسه بحيث لا تنهض امبراطورية إسلامية.


ويتنبأ الكاتب بأن القرن الحادي والعشرين سيشهد حروبا أكثر من القرن العشرين، ولكن هذه الحروب ستكون أقل كارثية، ويقول ان صراعا سينشب بين الولايات المتحدة وروسيا بعد أن تعيد الأخيرة بناء نفسها، ولكن روسيا لن تستطيع الانتصار في النهاية، بسبب مشكلاتها الداخلية وتناقص عدد سكانها وضعف بنيتها التحتية.


ويستبعد الكاتب أن تمثل الصين تحديا للولايات المتحدة في هذا القرن لأسباب من بينها الموقع الجغرافي، ومحدودية قواتها البحرية، وعدم استقرارها الداخلي.


كما يتنبأ الكاتب بأن تتحول بعض الدول – التي لا تعد قوى عظمى اليوم – إلى قوى جديدة بحلول منتصف القرن وتصبح أكثر قوة خلال العقود التالية وهي اليابان وتركيا وبولندا. وتوقع الكاتب أن تؤثر العلاقة بين تلك الدول والولايات المتحدة إلى حد كبير على احداث القرن الحادي والعشرين، مما سيؤدي في النهاية إلى نشوب الحرب العالمية القادمة،التي ستكون مختلفة عن أي حرب في التاريخ، حيث ستستخدم فيها أسلحة تدخل في نطاق الخيال العلمي. ويرى الكاتب أن اليابان هي التي ستشن هذه الحرب بالتضافر مع تركيا ضد الولايات المتحدة، وأنهما ستحققان انتصارا في البداية، لكن الولايات المتحدة ستستجمع قواها وتعود للانتصار، وهو الأمر الذي سيكرس سيطرتها على العالم لفترة طويلة تمتد على الأقل حتى نهاية هذا القرن.


وللحديث بقية...

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .