العدد 700
الثلاثاء 14 سبتمبر 2010
banner
عودة الشيخ
الأحد 19 مايو 2024

علاقة سماحة الشيخ بإيران هي علاقة من نوع خاص، فهو أكثر بحريني يخلص لها ويرتبط بها منذ سنوات طويلة، ويدل على ذلك زياراته المتكررة التي تستغرق وقتا طويلا لها، خاصة عند اقتراب بعض الأحداث البحرينية، حيث يتطلب الأمر منه أن يجتمع بالمرجعيات الإيرانية من أجل اتخاذ موقف ما تجاه هذا الحدث أو ذاك، يكون متوافقا مع رؤية هذه المرجعيات، ولذلك فهو الرجل الوحيد بعد الشيخ حسن نصر الله الذي لم ينتقد السياسة الإيرانية مرة واحدة، رغم أن فترات معينة مرت في علاقات البحرين بإيران كانت تستدعي من الشيخ أن يدلو بدلوه في الرد على بعض التصريحات التي أساءت للبحرين، الدولة التي يحمل جنسيتها ويعيش على أرضها.
ومن الأشياء التي أعطت سماحة الشيخ القدرة على التأثير وصنع المواقف في الداخل كونه يتمتع بمصداقية كبيرة لدى الطرفين، فهو ينقل رؤى ونبض مجموعة لا بأس بها من البحرينيين إلى المعنيين في إيران حتى يتسنى لهم تقدير الموقف على نحو صحيح، ثم ينقل إلى أتباعه في البحرين رؤية هذه المرجعيات، التي يتحدد على أساسها طبيعة التحرك القادم فيما يتعلق بحدث من الأحداث. كما يزيد من قدرة سماحته على التأثير قدراته الكبيرة في الخطابة وفي الحديث وقدرته على توصيل الرسالة التي يريدها بصياغة محكمة تقيه شر توجيه تهمة التحريض له.
فهو بلا منازع الشيخ الأقدر على إلهاب مشاعر الشباب وتحريكهم، على الرغم من أنه يدعو في مقدمة حديثه وفي مؤخرته إلى نبذ العنف والبعد عن الفتنة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية البحرينية، كان لابد لسماحة الشيخ أن يقوم برحلته التقليدية إلى إيران للاتفاق على طبيعة الاستعداد والتحرك من أجل نصرة الجمعية الذي يعد الأب الروحي لها.
وعندما يعود سماحة الشيخ من إيران حتمًا سيقوم بجولة داخلية في بعض المدن والقرى، كما فعل قبل انتخابات عام 2006 من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن مما يسمى بالكتلة الإيمانية، على اعتبار أن التصويت للجمعية التي يدعمها الشيخ واجب ديني لا يمكن التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف.
سماحة الشيخ يتسلح خلال تحركه هذا بمقولة أطلقها قبل فترة، وهي مقولة ترفع رجل الدين فوق مستوى بقية البشر وتعطي له قدرا كبيرا من الحصانة والقداسة، فقد أعلن سماحته مرة أن “من رد على الأئمة (عليهم السلام) فقد رد على الله ورسوله”، فمن الذي يمكن أن يتجرأ على الله ورسوله؟؟
ومن لا يعرف أهمية هذه المقولة لسماحة الشيخ وأحبائه، فعليه أن يسأل المواطن البحريني مهدي الجلاوي.
فمهدي الجلاوي هذا مواطن كاد يفقد عينه اليسرى عندما حاول أن يناقش هذه المقولة ذات مرة، حيث تلقى لكمة هائلة من أحد أعضاء هيئة المواكب الحسينية أسكنته مستشفى السلمانية (نسأل الله السلامة).
لا يوجد أدنى شك أن الشيخ بعد عودته سالما من زيارته إلى إيران سيكون أهم وأكبر آلة دعاية انتخابية للجمعية التي يرعاها فكريا وروحيا من خلال جولته التي ستحاط بالقداسة اللازمة لرجل دين في مكانته، خاصة في بعض القرى المؤهلة أصلا للقتال والقتل دفاعا عن هذه القداسة، وليس فقط الذين يخافون من مصير مهدي الجلاوي!!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية