العدد 401
الخميس 19 نوفمبر 2009
banner
معارضة أم طابور خامس؟!
الأربعاء 01 مايو 2024

شتان ما بين المعارضة السياسية في دولة من الدول وبين ما يسمى بالطابور الخامس. المعارضة ليست كفرا ولا خيانة، لأنها في النهاية تحقق مصلحة الوطن والمواطن والنظام السياسي. ذلك لأنها تساعد في كشف الأخطاء وتقويم أي اعوجاج قد يحدث.
هذه هي المعارضة الوطنية، على رغم اقتناعنا من أن المعارضة في كل الدول – ومن بينها تلك العريقة في الديمقراطية – هدفها الأساسي هو الوصول للحكم. وقد تقوم المعارضة خلال سعيها نحو إدراك هذا الهدف إلى ارتكاب إساءات عديدة لمن هم في الحكم، ولكنها أبدا لا تسعى إلى إغراق الوطن أو تشويه الوطن أو الاستقواء بالأجنبي على أبناء الوطن، لأنها في هذه الحالة تحول نفسها إلى شيء آخر بغيض، حيث المنخرطون فيها يصبحون أقرب إلى الطابور الخامس منهم إلى المعارضة.
وسواء كانت الديمقراطية حاضرة أم غائبة في دولة من الدول، فلا مبرر إطلاقا أمام بعض أبناء هذه الدولة للاستقواء بالأجنبي، والعمل كطابور خامس يقوم بنقل واصطناع كل ما من شأنه الإساءة للوطن أو رموزه.
وقد رأينا في بعض الدول التي لم تنعم بعد بما نعمت به البحرين من حرية وديمقراطية وإصلاح سياسي، أن المعارضة، ومن يدورون في فلكها، تجتهد إلى أقصى درجة لكي تنأى بنفسها عن السقوط في وحل الأجنبي، وترفض أن تكون أداة في يد الأجنبي الذي يتخذها بدوره مطية لتحقيق أغراضه الخاصة، سواء كانت هذه الأغراض آنية يمكن تحقيقها بالضغط على هذه الدولة أو تلك، أو كانت أهدافا بعيدة المدى يتم توظيف هذه الشرذمة كأبواق للدعوة لها، ثم استخدامهم في المرحلة النهائية كطلائع لتحقيق الخراب التام لبلادهم.
وإذا كان قيام الشخص بنقل معلومات وأنصاف حقائق إلى من يريدون تشويه بلده في الخارج، هو عمل من أعمال الطابور الخامس، فما هو الوصف الذي يمكن أن نطلقه على من يقوم باختلاق أكاذيب و”شلخات” لا يمكن لها المرور من باب البحرين على اتساعه.
لدينا في البحرين - للأسف الشديد - إعلاميون يفعلون ذلك. لدينا للأسف من هم على استعداد دائم لسلخ جلد الوطن ليصنعوا منه طبلا يدقون به أبواب الأجنبي.
لدينا صناديد في الإعلام يفرحون بأن قنوات فضائية تفتح لهم أبواقها الرديئة، حتى وإن طلبت منهم أن يتجردوا من الحياء السياسي ومن الولاء للوطن.
فهل يعقل أن يقوم إعلاميون بحرينيون، يعيشون على أرض هذا البلد ويكتبون بكل حرية، بترويج أكاذيب عن وجود تطهير عرقي في البحرين ضد فئة من أبنائه، وكأن التطهير العرقي شيء يمكن إخفاؤه، وكأننا نعيش في القرن الخامس عشر الميلادي، لا وسائل إعلام حديثة، ولا تكنولوجيا اتصال تنقل كل شيء إلى كل أركان العالم.
إنني أخشى أن يخرج علينا غدا من يقول إن البحرين بها مقابر جماعية لأشخاص جرى إعدامهم على الخوازيق في السراديب الموجودة تحت المنامة، حيث توجد هناك مدينة كاملة تحت الأرض مخصصة لهذا الهدف.
الإدعاء بوجود تطهير عرقي في البحرين يكشف الوجه القبيح لمن يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، وعن الدستور والقانون، ويكشف إلى أي مدى يمكن أن يذهب هؤلاء في استعداء الأجنبي على البلد الذي يعيشون وينعمون على أرضه، خصوصاً في ظل الظروف الإقليمية المتوترة التي يراها البعض فرصة لتغذية النعرات وتغذية النكران وعدم الولاء للوطن.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية