+A
A-

”صنع في البحرين”... التحديات والطموح

تُرى‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬استشراف‭ ‬مستقبل‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬والإنتاجي‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‭ ‬وهل‭ ‬تتطابق‭ ‬الاتجاهات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بدعم‭ ‬وتطوير‭ ‬وتسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للمملكة‭ ‬2030؟‭ ‬

قد‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬تصور‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملحق‭ "‬أضواء‭ ‬البلاد‭" ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬أيديكم،‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬قد‭ ‬تتشكل‭ ‬فكرة‭ ‬شاملة‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬علامة‭ "‬صنع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭"‬،‭ ‬مع‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬وكذلك‭ ‬الطموحات‭ ‬التي‭ ‬خضعت‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬للبحث‭ ‬والدراسة‭ ‬وإعداد‭ ‬التقارير‭. ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬تدشين‭ ‬هذه‭ ‬العلامة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬المنتجات‭ ‬الصناعية‭ ‬الوطنية‭ ‬ومنحها‭ ‬طابع‭ ‬التميز‭ ‬عن‭ ‬المنتجات‭ ‬المتعددة‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ترسيخ‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقة‭ ‬المستهلك،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أم‭ ‬خارجها،‭ ‬بجودة‭ ‬ومستوى‭ ‬المنتج‭ ‬البحريني‭.. ‬أما‭ ‬الطموح‭ ‬فيتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الصادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬وتمكين‭ ‬منتجات‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والعالمية‭.‬

ملحقنا‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬أيديكم‭ ‬سيكون‭ ‬حافلًا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بالطبع‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ "‬بابكو‭" ‬وإسهاماتها‭ ‬التاريخية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ثم‭ ‬فخر‭ ‬الصناعة‭ ‬البحرينية‭ ‬شركة‭ ‬ألمنيوم‭ ‬البحرين‭ "‬البا‭"‬،‭ ‬فهذا‭ ‬القطاعان،‭ ‬وقطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬حيوية،‭ ‬هي‭ ‬محور‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬الناتج‭ ‬الوطني‭.‬

غير‭ ‬هذا،‭ ‬سيكون‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ "‬ترافكو‭"‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمستشفى‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬مهمًا‭ ‬للغاية،‭ ‬وسنقف‭ ‬بضع‭ ‬لحظات‭ ‬مع‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬ووجه‭ ‬آخر،‭ ‬في‭ ‬لطائف‭ ‬القول‭ ‬والذكريات‭ ‬والحكايات‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

سنقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬التحليلية‭ ‬واللقاءات‭ ‬والمقابلات‭ ‬موضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬ولو‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬البيانات‭ ‬المتوافرة،‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬مساهمة‭ ‬الصناعات‭ ‬المنتجة‭ ‬للسلع‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬تقارب‭ ‬نسبة‭ ‬45‭ ‬%،‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬واضح‭ ‬لاستقطاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬النمو‭ ‬واستقطاب‭ ‬رؤوس‭ ‬أموال‭ ‬مباشرة‭ ‬محلية‭ ‬وأجنبية‭ ‬تراكمية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الركائز‭ ‬لتنمية‭ ‬الصناعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومنها‭ ‬خطط‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬ومجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومركز‭ ‬صادرات‭ ‬البحرين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬البحرين‭ ‬اللوجستية‭ ‬ومركز‭ ‬البحرين‭ ‬للمستثمرين،‭ ‬ولكننا‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬كبير‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترويج‭ ‬للفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المتوافرة‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬الصناعي‭ ‬والتجاري‭.‬

تعول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيس،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬وفرة‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤهلة‭ ‬والمدربة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬خيار‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬أو‭ ‬اللوجستية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬توافر‭ ‬قاعدة‭ ‬معلومات‭ ‬صناعية‭ ‬يتم‭ ‬تحديثها‭ ‬سنويًا‭. ‬وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الخامسة‭ ‬عربيًا‭ ‬و54‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬أداء‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬بين‭ ‬167‭ ‬دولة،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقارير‭ ‬وحدة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬والتكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬التابعة‭ ‬ل‍مجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭.‬