وتغلب عليه بصبر أهله وإرادتهم
الطفل أحمد عباس تحدى السرطان في عمر لا يتجاوز 3 أعوام
إعداد: حسن فضل
كان طفلًا صغير يمارس حياته بشكل طبيعي، ولم يكن يشتكي من شيء، عاد من السفر للتو لتفاجئ والدته في اليوم الثاني بانتفاخ فكه، كان البعض يعتقد أن السبب قد يكون وجود مشكلة في الأسنان، لكنه كان بداية إلى طريقة طويل من العلاج استمر 8 أشهر، لكنه في النهاية انتهى بهزيمة مرض السرطان.
تواصل «صحتنا» توثيق تجارب المتعافين من مرض السرطان وعوائلهم، لتقدم لهم جرعات أمل ولتساهم أيضًا في توعية المجتمع بهذا المرض.
قصتنا في هذا العدد مع تجربة والدة طفل متعاف من السرطان أيضًا، فقصة المتعافي الطفل أحمد عباس من مرض لوكيميا الدم هي شاهد آخر على أن مرض السرطان يمكن هزيمته، وهي توثيق لتجربة أم واجهت وحشية المرض بالصبر والأمل بالله، فتقرأ كل ألمها وخوفها وقلقها على مصير ابنها.
تحلوا بالصبر والإيمان فالطب تطور والعلاج أصبح ممكنا
كيف كانت حياته قبل الإصابة بالسرطان؟
كانت حياته طبيعية جدًا مثل باقي الأطفال، ولم تكن تظهر عليه أعراض المرض، ولم يكن يشتكي من أي عارض في ذلك الوقت.
متى أصيب بالمرض وكيف تم تشخيصه وما نوعه؟
أصيب بالمرض في عمر السنتين و11 شهرًا، أي ما يقارب 3 أعوام، وتم اكتشاف إصابته في العام 2014، إذ تم تشخيص إصابته بمرض لوكيميا الدم.
كيف تلقيت خبر الإصابة وماذا تبادر إلى ذهنك في البداية؟
كنا عائدين من السفر في ذلك الوقت ولم تكن هناك أي أعراض عليه، إلا أنه في اليوم الثاني من الوصول بدأ يشتكي من ألم في الفك وكان فيه انتفاخ بسيط، ومباشرة ذهبت به إلى مستشفى السلمانية قسم الطوارئ. في البداية عاينه طبيب أسنان، فقد كان ظنهم أن أسنانه ملتهبة، مع سحب عينة من الدم للتحليل. في اليوم الثاني تواصلوا معنا وطلبوا إعادة تحاليل الدم لاحتمال وجود مشكلة معينة. شعرت حينها أن ولدي به شي خطير، ومباشرة بحثت في محرك البحث «قوقل» عن المشكلة المتوقعة، فعرفت اسم المرض قبل الذهاب إلى المستشفى. حين وصلنا المستشفى أخبرتنا الطبيبة أن أحمد يحتاج إعادة تحاليل وسيتم إدخاله المستشفى بقسم الأورام. لم نكن نعلم سبب إدخاله إلى قسم الأورام، وفي اليوم التالي تم أخذ خزعة من الظهر، وبعد يومين تبين أنه مصاب بلوكيميا الدم.
كيف استقبلتم خبر الإصابة؟
بعد أن أخبرتنا الطبيبة أنه سيدخل قسم الأورام انهار الجميع بالبكاء وأصبح الحزن يعم أجواء العائلة، فكان الخبر كالصاعقة على الجميع خصوصًا أنه لم يكن متوقعا أن يكون مصابا بالسرطان.
ماذا كانت خيارات العلاج ونسبة الشفاء؟
خيارات العلاج كانت محدودة، فكان العلاج كيماويا فقط، وكانت نسبة شفائه تصل إلى 80 %.
كيف كانت ظروف العلاج؟
كنت حاملا بالشهر الأول، وكان صعبا جدًا، ووالد أحمد يواجه صعوبة بين أخذنا إلى المستشفى لتلقي العلاج وبين عمله وكان قليل النوم. أصبحت حياتنا بين المستشفى والبيت فقط. كانت مناعته منخفضة جدا وبعض الأحيان كانت الزيارة ممنوعة، فدائما ترتفع حرارته ويتأخر في العلاج، فكان من المخطط له أن تكون فترة العلاج 6 أشهر ولكنها أصبحت 8 أشهر بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأجيل العلاج.
كيف أثر السرطان على حياتك الأسرية والاجتماعية وحياة أحمد كونه طفلا؟
لم يمارس أحمد حياته طفلا مثل باقي الأطفال يلعب ويمرح، فممنوع عليه أن يذهب إلى الملاهي كباقي الأطفال ولم يلتحق بالروضة بسبب المرض ونزول المناعة، لذا كانت حياته خالية من اللهو في تلك الفترة.
كيف أصبحت حياته وحياتك بعد تماثله للشفاء؟
أولًا نشكر الله على التعافي والحمد لله تغيرت حياتنا بعد شفائه، حيث التحق بالمدرسة كباقي الأطفال، وأصبحت حياته طبيعية وما زلنا في فترة المتابعة مع المستشفى.
ماذا أخذ منه ومنك السرطان وماذا أضاف لك؟ وهل تخشين عودته مجددًا؟
أخذ السرطان من أحمد طفولته، أما أنا ووالده فتعلمنا الصبر والقوة والإيمان بالله أنه سيشفى. إيماني بالله لا يشعرني بالخوف فقد وكلت أمر ابني إلى الله تعالى.
كيف تخطيتم مرحلة الإصابة وما العوامل التي أسهمت في تجاوز المحنة؟
نحمد الله أننا اكتشفنا المرض في بدايته وهذا سهل العلاج، وعمر ابني كان له دور أيضا؛ لأنه كان طفلا ولا يعرف مدى خطورة المرض، لذا من المهم الكشف المبكر فهو يساعد على سرعة التشافي.
هل شعرت بلحظات ضعف في مسيرتك؟ وكيف تغلبت على هذا الشعور؟
لم أشعر بلحظة ضعف أبدًا؛ لأن زوجي وجميع أهلي كانوا إلى جانبي، كنت أشعر بطمأنينة بوجودهم.
هل انخرطت في جمعيات التوعية بالسرطان؟
نعم سجلنا في جمعية سرطان البحرين وجمعية أحلام وجمعية ابتسامة، لنقل تجربتنا ولنكون مصدر أمل للآخرين.
ما أصعب اللحظات؟
أصعب اللحظات التي مر بها ابني هي مراحل جرعات الكيماوي وكانت على مدى 8 شهور، وأعتقد أن هذه المرحلة هي الأقسى على جميع المرضى.
ما رسالتك لمرضى السرطان وللعالم؟
لا تفقدوا أبدا الأمل بالله ورحمته، كما أن العلاج أصبح متطورا، ومرض السرطان يمكن هزيمته بالصبر والإرادة والقوة.
رسالتك لكل أمِ مصابٍ بالسرطان خصوصًا اللوكيميا؟
أتمنى من كل أم ابنها مصاب باللوكيميا أن تتحلى بالصبر والقوه والإيمان بالله وألا تظهر لطفلها أنها ضعيفة بسبب المرض، ونحمد الله ونشكره أن أصبح هناك علاج للمرض.