نسبة الكالسيوم تخضع لرقابة الجسم
اختصاصي طب العائلة د. محمد الحلواجي
يعيد اختصاصي طب العائلة د. محمد الحلواجي تأكيد ما طرحه الأطباء، أن الكالسيوم من المعادن الضرورية للمحافظة على الصحة، ويلعب دورًا كبيرًا في تنظيم نبضات القلب وتكوين العظام، ولذلك يلزم أن يكون جزءًا أساسا من من غذاء الفرد، وهنا نشير إلى أن أكبر مصدر له هو الحليب ومشتقاته.
ويلفت الحلواجي إلى نقطة مهمة بقوله «نسبة الكالسيوم في الدم تخضع لرقابة مشددة من قبل الجسم؛ لأن أي زيادة أو نقصان ولو بنسبة بسيطة تؤدي لعدم انتظام نبضات القلب وبالتالي إلى الوفاة لا قدر الله، ومن اللازم أن أنصح من لا يأخذون حاجة جسمهم اليومية من الكالسيوم بأخذه كمكمل غذائي ولكن بعد مراجعة الطبيب».
وعن المخاطر التي يشخصها بهذا الشأن يقول الحلواجي «الإكثار من أخذ مكمل الكالسيوم قد يسبب مضاعفات صحية بسبب ترشيح الكلى لما يزيد عن الحاجة، ولهذا من أبرز المخاطر الإصابة بالفشل الكلوي واضطرابات نبضات القلب والهذيان والإمساك، وأعيد تأكيد أن من لا يحصل على الكالسيوم من الحليب ومشتقاته والمعدن المهم ليس جزءًا من غذائه، بإمكانه أخذ المكمل لكن بعد استشارة ومراجعة الطبيب».
10 أعوام من دراسة الكالسيوم لدى 2742 شخصًا... ما النتيجة؟
من الدراسات المهمة عالميًا والتي أجراها باحثون في جامعة نورث كارولاينا الأميركية، تلك التي أخضع فيها فريق البحث 2742 مبحوثًا من الرجال والنساء فوق سن 40 عامًا لدراسة أعراض تناول الكالسيوم وأقراص الكالسيوم وتأثيراتها على الجسم، وما إذا كانت تسبب تصلب الشرايين. وتناولت إحدى المجموعات من الأشخاص الذين أجري عليهم الاختبار الكالسيوم عبر الأغذية وعبر حمية خاصة، فيما تناولت مجموعة أخرى الكالسيوم عبر الأقراص المكملة، وبلغت نسب الكالسيوم المتناولة يوميا بين 300 ملليغرام و2150 ملليغراما، وبعد 10 أعوام من الاختبار قدم العلماء نتائج دراستهم ونشروها في الدورية العلمية "جورنال أوف ذه أمريكان هيرت أسيسياشن"، إذ تبين أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 1400 ملليغرام يوميا من الكالسيوم عبر المواد الغذائية عانوا من تصلب الشرايين وأمراض القلب بنسبة 27 % أقل من الذين تناولوا الكالسيوم بمعدل يقل عن 430 ملليغرامًا يوميًا.
من جهة أخرى، عانى الأشخاص في المجموعة الأخرى من الذين تناولوا الكالسيوم عبر الأقراص من تصلب الشرايين وبنسبة بلغت 22 % أكثر، مقارنة بالأشخاص في المجموعة الذين تناولوا الكالسيوم عبر المواد الغذائية فقط، وأكدت نتائج الدراسة الحالية نتائج لدراسات مشابهة سابقة بشأن أقراص الكالسيوم، حيث لا تساعد الأقراص المكملة جسم الإنسان على تناول الكالسيوم، إذ يتجمع الكالسيوم في الجسم ولا يمكن للعظام الاستفادة منه، ولا يخرج الكالسيوم الفائض مع البول، بل يتجمع في مفاصل الجسم ويسبب تصلب الشرايين ويسبب أيضًا مخاطر على عمل الأوعية الدموية والقلب، ويرجع السبب إلى أن جسم الإنسان لا يمكنه تقبل جرعات كبيرة من الكالسيوم.
فيما لا يسبب التناول المفرط للكالسيوم الطبيعي في المواد الغذائية أي مضاعفات على جسم الإنسان، بل العكس من ذلك تماما، نقلا عن نتائج الدراسة. وقالت العالمة إرين موشوس وهي إحدى المشاركات في الدراسة إن "التناول الكبير للكالسيوم عبر المواد الغذائية له منافع أكثر من المضار".
ويحتاج جسم الإنسان في المعدل نحو 1000 ملليغرام من الكالسيوم، نقلا عن بيانات الجمعية الألمانية للتغذية، فيما نصحت الجمعية العامة في ألمانيا لأطباء العظام بألا تتجاوز نسبة الكالسيوم اليومية 1500 مليغرام للبالغين و1200 مليغرام لليافعين. ويوجد الكالسيوم بكثرة في الحليب والجبن، ويحتوي 200 ملليلتر من الحليب على نحو 240 ملليغراما من الكالسيوم، فيما يوجد الكالسيوم بكثرة في الكرنب الأخضر (القرنبيط أو القنبيط) وكذلك في نبتة الشمرة (الشومر) والبروكولي.