+A
A-

عبير المعتوق

التغيير‭ ‬هو‭ ‬المستمر‭ ‬الوحيد

حلت عبير ضيفة على "أضواء البلاد" لتبدأ الحديث معنا بالإشارة إلى ما يعيشه العالم اليوم إثر جائحة كورونا (كوفيد 19)، وتختصر خلاصة أهم دروس الوضع في أن "التغيير هو المستمر الوحيد"، أي أنه مهما كانت الظروف، فلابد من مواجهة التحدي الأكبر في حياة أي إنسان وهو "تعزيز الأمان الداخلي" والرغبة بمرونة في تطوير المهارات الذاتية. وتوضح أنها تؤمن بأن كل ما يتعلق بتطور الإنسان ورقيه يستحوذ على اهتمامها طوال 20 عامًا مضت، وهي تعكف على دراسة جوانبه والتعلم منه واكتساب الخبرات، ولعل أهم التساؤلات التي تثيرها وتضع لها الإجابات الملهمة للآخرين والمؤثرة في انتقالهم إلى الأفضل هي "لماذا ينجح إنسان ويفشل آخر؟ هل هناك عوامل كالظروف المحيطة أو المؤثرات الخارجية أو الدعم؟ أم هي من قوة أدوات الإنسان الداخلية"، وكيف يمكن جمع كل هذه الجوانب وبلورتها في مسار صحيح نحو التغيير للأفضل؟

 

نجحوا‭.. ‬لأنهم‭ ‬قادة‭ ‬حقًا

سألناها ما أكثر الموضوعات أو المشكلات التي تصلها أكثر من غيرها، لتقول "تتصدر مشكلات العمل قائمة الاستشارات، والموضوعات التي تعزز تكوين جيل جديد من القادة، كل هذه الأمور تعد مهمة بالنسبة لي من تجارب الآخرين، ومنها على سبيل المثال مشكلات التعامل مع مسؤول العمل، فهل هو قائد في مكان صحيح؟ أي هل هو الشخص المناسب في المكان المناسب؟ نرى أن معضلة اختيار القائد تبنى على الناحية التقنية والمؤهلات والخبرات، وهذا جانب مهم، لكن هناك جانب آخر مهم وهو القيادة بأساليب صحيحة، ولهذا نجد أن الكثير من المهتمين اليوم بمجال القيادة هم من نجحوا أصلًا في تجاربهم القيادية، فهم يمتلكون أساليب التواصل والذكاء الاجتماعي والعاطفي والثقة العالية بالنفس.

من‭ ‬هو‭ ‬القائد‭ ‬الخائف؟

تستدرك لتضيف: يشغلني موضوع "القائد الخائف"، فمن هو؟ وللعلم، فهذه ظاهرة موجودة ويجب ألا نستهين بها، فالقائد الخائف من المشاكل الكثيرة التي تؤرق الكثير من الموظفين والموظفات، فشخصيته المرتبكة وغير المستقرة وقراراته غير الواضحة أو مواقفه الضعيفة، تؤدي إلى أن ينزل مستوى فريق العمل معه، والأخطر، يقلق القائد الخائف من نجاح الناس حوله، بل يعتبرهم يشكلون خطرًا على منصبه أو موقعه، ودعني أقول إنني حين أجلس مع إنسان محبط، فإنني أبحث معه العديد من الأسباب ومن أكثر من زاوية، فهناك الجانب النفسي وهناك الجانب الاجتماعي وهناك اختبارات معينة، ولذلك أقول دائمًا إن رب العالمين جل وعلا يختبرنا ويختبر إيماننا، فإذا كان الإنسان خائفا ويداري وينظر للقوانين الوضعية، الإنسانية أو الدنيوية، أكثر من القوانين الإلهية، فهنا كأنه يبحث عن الأمان في ثقب صغير في الباب المفتوح له، ونحتاج بالطبع إلى الدفعة الإيمانية بالتوكل على الله والسعي للنجاح بثقة واحتساب بأن الله سبحانه وتعالى يدبر الأمر، بيد أن علينا العمل بصورة صحيحة.

مطلوب‭ "‬جارج‭.. ‬شاحن‭"‬

وعموما، فإن من المشاهد المؤثرة على التوجه الصحيح لدى الكثير من الناس في المجتمع البحريني هو غياب الأولويات، أو لنقل إنها غير مضبوطة، ولنطبق مثلث "ماسلو" للاحتياجات الإنسانية لنستخرج اللب.. الإنسان مثلًا يبحث عن العمل والسكن، وحال توافرهما يتجه إلى درجة أعلى للبحث عن أساليب الحياة والعيش بسعادة، ثم يبحث عن حياة اجتماعية مميزة، وهذه الأمور ترتفع في كل مرحلة، فيما تكون لدى البعض بما أسميه "استشهاد اجتماعي"، كيف؟ تجد رب الأسرة أو ربة الأسرة في شغل و"ركضة" لتوفير متطلبات المعيشة، حتى أنك تجد عبارة تتكرر في المجتمع البحريني "قضى عمره من أجل عياله"، أو "مسكنية ضحت بسعادتها وحياتها من أجل العمل"، فهي معلمة و"تنافخ" في المدرسة وتعود إلى بيتها لترعى زوجها وعيالها.. هنا نتحدث عن "ماكنة" إذا لم تتم صيانتها فلن تعمل بشكل صحيح، جزء منها تجديد الروحية وجزء منها يتعلق بترتيب الأولويات بين العمل والبيت والحياة الاجتماعية والأوقات التي يختلي فيها الإنسان بنفسه ويزاول ما يحب.. باختصار "مطلوب جارج.. شاحن"، يمنحنا القدرة على ترتيب أولوياتنا.