+A
A-

لطيفة عيد

الحوار‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬لذلك‭ ‬سألناها‭: ‬تطرحين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬والتساؤلات‭ ‬وربما‭ ‬بعضها‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬مضايقة‭ ‬مسؤول‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭.. ‬كيف‭ ‬تقيّمين‭ ‬تجربتك؟

أم مشعل: في الواقع، أود البدء بتوجيه كلمة شكر إلى المسؤولين الذين يتعاونون في مختلف أجهزة الدولة، وأعبر لهم عن تقديري لكثيرين منهم دون ذكر أسماء، فقد وجدت استجابة وتعاونًا وتواصلًا مع مسؤولين تجاه موضوعات طرحتها، وكذلك في نفس المسار، كنت وماأزال أتواصل مع الإخوة النواب والحمد لله، هناك تجاوب لأن لديك اليوم منصات إعلامية إلكترونية، وقبل جائحة الكورونا كنا نشارك في المنتديات وحلقات النقاش، والصوت الذي يقدم طرحًا محترمًا يصل إلى المسؤولين، ولا ريب أن الإعلام الاجتماعي له تأثيره الكبير كصوت شعبي يتفاعل معه الناس ويتناقلون محتواه.

ولكن‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬أنك‭ ‬تسبحين‭ ‬عكس‭ ‬التيار،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬لك‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬أقسام‭ ‬الصحافة‭ ‬وهي‭ ‬المعلومات‭ ‬والأرشيف،‭ ‬وتراكمت‭ ‬لديك‭ ‬معرفة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الشارع؟

أم مشعل: نعم عملت في صحف وطنية كبيرة أعتز بها كصحيفة الأيام وصحيفة أخبار الخليج، وآنذاك لم تكن منصات التواصل الاجتماعي بحجم انتشارها اليوم، وبالنسبة للسباحة عكس التيار.. لا.. كان البعض يقول إنني "أأذن في خرابة"، حينما أتناول موضوعًا هنا أو قضية هناك، وأنا أقول "حسنًا.. لطالما الخرابة هي المتوفرة فمن الأفضل أن (أأذن) فيها، فلم أيأس ولم أصب بخيبة أمل، وأشعر حقًا أن الدولة تعمل وتحاول إيجاد الحلول ولا تترك الأمور سائبة، وحين أبدأ مسيرتي تجاه موضوع معين، فإنني أتابع من خلال التواصل والتنسيق مع المسؤولين، ولي أسلوبي حتى في حال صعوبة الموضوع أو تعقيداته، وأحيانًا يجري التنسيق لنحقق صدى إعلاميًا وانتشارًا لموضوع ما، والهدف والله يعلم، هو أن نحقق المصلحة العليا للوطن والمواطن، وهذا ما حدث بالنسبة لموضوع سوق العمل وصغار التجار ورسوم السجل التجاري وقضية سواق الأجرة وغيرها الكثير، وستشعر بالطبع براحة نفسية حين يقول لك من وقفت معهم "مشكورين رحم الله والديكم".. وفي حالة طول مدى الموضوع، فأنا أؤمن بأن "كثر الدق يفك اللحام".. أما عبارات من قبيل "ما في فايدة.. ما بتحققين شي"، فلا تؤثر في هدفي.

وهناك نقطة، أنتم كزملاء في الصحافة تطرحون قضايا بسيطة لكنها قد "تقلب الدنيا"، واليوم لدينا السوشال ميديا وهي في الواقع أقوى من الكثير من الصحف وحتى من التلفزيون والإذاعة في حال كانا في مجتمع ما ضعيفين وغير مؤثرين.

أي‭ ‬المجالات‭ ‬ترين‭ ‬أنك‭ ‬نجحت‭ ‬فيها؟‭ ‬وما‭ "‬البزنز‭ ‬الأفضل‭" ‬وفق‭ ‬تجربتك‭ ‬أيضًا؟

أم مشعل: أعمل في قطاعات كثيرة منها التجميل، ومنها أيضًا مجالات التدريب وفي التصميم والدعاية والإعلان وقطاع المحاسبة، ومع فريق عمل متخصص لكل قطاع، ولله الحمد معي أولادي، مشعل (26 سنة) وفارس (24 سنة) وفواز (20 سنة) وتبارك الله فهم يسعون للابتكار والتطوير. أنا شخصيًا أحب مجال التجميل، لكن اتجهت للتدريب وللمقاهي لأن من يدخل مجال التجارة لابد أن يفكر ويبدع ويضيف مجالات في بلد تتسع فيها الفرص للمؤسسات الصغيرة، وبالتأكيد أنا من المؤمنين بالعمل من أجل المساهمة في اقتصاد البلد، فما نسبته 90 % من تلك المؤسسات تدعم الاقتصاد الوطني، وأستدرك هنا لأقول إنني لا أنصح بوضع البيض كله في سلة واحدة.. مثلًا.. مع الجائحة، قطاع صالونات التجميل خسر كثيرًا بين الفتح والإغلاق وأنا خسرت الكثير أيضًا حالي حال كثيرين مثلي، لكن في كل الحالات، فإن الذكي هو من يعرف كيف يرتب أموره دون الوصول إلى المحاكم والوقوع في مشاكل كبيرة، ولطالما لديك حنكة ودراية ستتمكن من السيطرة على الأمور.

 

ألا‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬مزاجك‭.. ‬راحتك‭.. ‬حياتك‭ ‬الأسرية؟

أم مشعل: بفضل الله، نحن كأسرة على مقدرة لاحتواء مختلف الظروف والمشاكل، وكأي عائلة، لابد أن نمر بصعوبات ومنعطفات بين الحلوة والمرة.. ولكننا نتشارك كعائلة، نفشل في بعض الأحيان وننجح في أحيان أخرى كأي أسرة وكأي إنسان، والتفاهم هو سيد الموقف، ونضع كل القضايا المهمة ونناقشها ونضع لها الحلول بكل هدوء.

 

يعز‭ ‬عليك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬لممارسة‭ ‬الهوايات،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟

أم مشعل: ليس لدي الكثير من الوقت، لكن في المتاح من وقت الفراغ أستمتع بركوب دراجتي الهوائية.. أحيانًا أمارس الرسم والقراءة والرياضة، وأعتني بحديقتي الجميلة، وأحب متابعة الأمور الجديدة رغم ضغط العمل، ثم أختار الوقت لعائلتي، ولي وقتي أيضًا مع المطبخ.. حتى الناس الذين لم ألتق بهم منذ زمن من المعارف والأصدقاء أحب التواصل معهم والسؤال عنهم توطيدًا للعلاقات. أما في الجانب الروحي، فإن الصلاة هي ملاذي وهدوئي، وأجعل لي علاقة مع "اليوتيوب" للاستماع إلى الدعاء وتلاوة القرآن.

هل‭ ‬مازالت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالسفر‭ ‬وطيدة؟‭ ‬يقال‭ ‬إنك‭ ‬عاشقة‭ ‬لبلدين؟

أم مشعل: عشت في الولايات المتحدة الأميركية عشر سنوات.. المجتمع الأميركي مجتمع فريد، وعشت في ريف "مين في نيوانجلاند" وارتبطت بعلاقة خاصة مع الغابات والبحر والمشي بين الجبال وكذلك النزول من الباراشوت في السافاري، وفي الحقيقة زرت معظم دول العالم، وفي كل دولة سواء كانت جميلة أو لا، لا شك أنك ستجد أمرًا تحبه، أما عن لبنان، فهو بلد الجمال والأناقة والثقافة والتنوع، وما تزال تربطني علاقات بأسر وعوائل في أميركا ولبنان نعتز بهم، فلدينا أصدقاء في أميركا نتواصل معهم حتى اليوم ويعتبرونني مثل ابنتهم.. منهم من غادر الحياة ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، ونزورهم أحيانًا، وهذه العلاقات لها أثرها الجميل في القلب.

 

قد‭ ‬يصل‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬اليأس،‭ ‬ماذا‭ ‬تقولين‭ ‬لهم؟

أم مشعل: أقول لهم لا تيأسوا، وفي الثقوب قد يأتي الضوء، ولكن أقول وأكرر... العمل الحرفي والمهني هو المستقبل، ولا تخجلوا من العمل الشريف ما دام فيه مكسب حلال للعيش، وكل العالم اليوم في حاجة إلى المهنيين والفنيين المهرة.. السباكة والنجارة والفلاحة.. على فكرة، كم نعتز بالمزارعين البحرينيين الذين أبدعوا حتى أصبحوا يوفرون لنا المحاصيل "أورغانيك"، فقد نتناول المنتجات الزراعية لكننا لا نقدر الجهد الذي بذل من أجل أن تصل إلى سفرتنا، فالأعمال الحرفية هي التي تجعل المجتمع يقف بقوة وهي صلب الحياة الاجتماعية، وأتمنى بصراحة القضاء على الفيزا المرنة ويحل محلهم أبناء البلد، ولو كانت لدي "بنت" لزوجتها إلى أي بحريني مهني.

 

هل‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لك‭ ‬بنت؟

أم مشعل: نعم تمنيت.. وإن شاء الله سيرزق رب العالمين أبنائي بالذرية، أولاد وبنات، وأفرح بهم.

اللهم‭ ‬آمين‭.. ‬وتقر‭ ‬عينك‭ ‬بهم‭.. ‬لنختم‭ ‬بأعمق‭ ‬درس‭ ‬أثر‭ ‬فيك؟

أم مشعل: فيروس كورونا.. أقول إنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، لكنه أزمة علمتنا كيف نحب وطننا وعوائلنا وناسنا، جعلتنا نفكر في حاضرنا ومستقبلنا وكيف نخرج بقوة ولو بنجاح بسيط وسيكون نجاحًا كبيرًا. هي نعمة من الله سبحانه وتعالى لكي نستيقظ من السبات الطويل، ونعرف قيمة ما لدينا من نعم، نرى ماذا قدمت لنا بلادنا في أحلك الظروف، وكلي قناعة بأن البحرينيين سيتغيرون بعد هذه الجائحة إلى الأفضل بالطبع.. ستقوى الوحدة واللحمة الوطنية بين الدولة وشعبها، فلا أحد يريد لوطنه الغالي أن يهتز، واليوم.. نتكلم بمشاعر وطنية غامرة بحب الوطن.