+A
A-

الرئيس التنفيذي لـ ”البا”: علي البقالي

أعلنت‭ ‬البا‭ ‬أخيرا‭ ‬عن‭ ‬نتائجها‭ ‬المالية‭ ‬للعام‭ ‬2020‭. ‬كيف‭ ‬تلخصون‭ ‬الأداء‭ ‬المالي‭ ‬للشركة؟

في الوقت الذي كنا نطمح لتحقيق نتائج أفضل خلال العام 2020، إلا أننا ولله الحمد نجحنا رغم جميع التحديات في إحراز التقدم واختتمنا هذا العام الاستثنائي بأفضل طريقة ممكنة، محققين أداءً ماليًا جيدًا لتصل الأرباح إلى 9.7 مليون دينار بحريني (25.9 مليون دولار أميركي)، أي بارتفاع بلغ 81 % على أساس سنوي. فخلال الربع الرابع 2020 فقط تجاوزت أرباح الشركة 32 مليون دينار بحريني بحريني (85.1 مليون دولار أميركي). وتمكنا كذلك من الحفاظ على التكاليف المبسطة وسجلنا وفورات إضافية بقيمة 45 مليون دولار أميركي ضمن المرحلة الرابعة لمشروع تايتن. والحمد لله تحقق كل ذلك مع الحفاظ على سلامة موظفينا، وهو الأمر الذي يعتبر الأولوية الأبرز لدينا.

 

بالحديث‭ ‬عن‭ ‬سلامة‭ ‬الموظفين،‭ ‬كيف‭ ‬تتعاملون‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬السلبية؟ 

لا يخفى على أحد أن السلامة تأتي في قمة هرم أولوياتنا في البا. وبصفتنا شركة وطنية مسؤولة، كانت ومازالت أبرز اهتماماتنا تتمثل في الحفاظ على سلامة موظفينا وعمال المقاولين لدينا وأفراد المجتمع البحريني عموما. وأبرز دليل على ذلك كان تحقيق أكثر من 24 مليون ساعة عمل آمنة دون أي إصابات مضيعة للوقت خلال  2020، وهو أعلى إنجاز في السلامة على مدى تاريخ الشركة. وها نحن نعود من جديد وبقوة للتميز في هذه المجال.

أما بالنسبة للتعامل مع جائحة كورونا، فقد كانت البا من أُولى الشركات التي سارعت لوضع الإجراءات الاحترازية بما يتماشى والتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وتوجيهات فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والتوصيات الصادرة عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، إذ طرحنا إستراتيجية الاستجابة في وقت مبكر منذ بدء تفشي الجائحة، وتبنينا نهجًا استباقيًا سريعًا وشاملًا أعدنا من خلاله ترتيب أولوياتنا للتركيز على احتياجات الشركة الأكثر أهمية مثل سلامة وصحة موظفينا بالإضافة إلى استمرارية سير عملياتنا التشغيلية.

وشملت الإجراءات التي اتخذناها فحص درجات الحرارة لجميع الموظفين والمقاولين بشكل يومي عند بوابات الشركة، وإتاحة العمل عن بعد للرجال والنساء لاسيما الأم العاملة؛ وذلك حرصًا منا على وضعها في صدارة اهتماماتنا، ومنحنا المرأة الأولوية في العمل عن بعد وحرصنا على تسهيل حصولها على الإجازات المرضية وتقليص ساعات عملها بما يراعي التوفيق بين مسؤولياتها الوظيفية وواجباتها الأسرية. بالإضافة إلى ذلك، استمررنا في عمليات تعقيم الأقسام، وتوزيع مستلزمات السلامة وغيرها من المبادرات والحملات التوعوية والتثقيفية، وكان الجميع فريقًا واحدًا متكاتفًا في شركتنا. هذه الإجراءات كان لها أثر إيجابي على جميع الأصعدة، إذ ساعدت في التكيف السريع مع الوضع الجديد الذي فرضته الجائحة ووضع تدابير السلامة الملائمة.

ومن خلال تفعيل خطة استمرارية الأعمال بالشركة وخطة الجاهزية للطوارئ نجحنا في إظهار مرونة استثنائية، وحرصنا على تأمين إمداد مستمر ومستدام للمواد الخام لتشغيل عملياتنا بسلاسة، وكذلك تسليم منتجاتنا للعملاء في جميع أنحاء العالم وفقًا للجدول الزمني الموضوع.

وعلاوة على ذلك، لم تقتصر استجابتنا على نطاق الشركة، بل شملت العديد من المبادرات الخارجية الموجهة للمجتمع المحلي وشملت توزيع كمامات الوجه والقفازات وعمليات التعقيم. كما شجعنا الموظفين وعمال المقاولين على الانضمام إلى فريق المتطوعين من البا ضمن فريق البحرين.

واستلهامًا من مبادرة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في ديسمبر الماضي، بادرت الإدارة التنفيذية في الشركة إلى أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ونستمر حاليًا في تشجيع الجميع على أخذ اللقاح.

وأود أن أوضح هنا أننا تعلمنا الكثير من الدروس من هذه الجائحة، وساهم تكيفنا معها في فتح آفاق جديدة خصوصا فيما يتعلق بالتزاماتنا في مجال التدريب والتطوير، إذ سارعنا لاتخاذ ما يلزم للانتقال السلس من الدورات التدريبية والمحاضرات التعليمية وورش العمل التقليدية إلى الاعتماد على المنصة الافتراضية.

 

تولي‭ ‬البا‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بموظفيها‭ ‬وتعتبرهم‭ ‬ثروتها‭ ‬البشرية‭. ‬ما‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الشركة‭ ‬لتطوير‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬وإعداد‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية؟‭ ‬

باعتبارنا شركة وطنية رائدة، ننتهج سياسة لا تتمحور حول مجرد زيادة نسبة البحرينيين بين موظفينا وحسب، بل ونطمح لما هو أبعد من ذلك بكثير، إذ نهدف من خلال برامجنا المختلفة لتمكين القوى العاملة البحرينية وتزويدها بالمهارات الفنية والإدارية اللازمة؛ من أجل تأسيس جيل واعد من القياديين المؤهلين والقادرين على حمل مسؤولية الشركة في السنوات المقبلة. وعلاوة على ذلك، فقد عمدنا خلال الفترة الماضية لتركيز جهودنا واهتمامنا بالموظفين في الدرجات غير الإشرافية؛ وذلك بحثًا عن الكفاءات الشابة والطموحة التي تنبئ بمستقبل مشرق لخدمة الشركة ومملكتنا الغالية.

وللحديث بلغة الأرقام، تبلغ نسبة البحرنة حاليًا 83.7 % من إجمالي القوى العاملة بالشركة، ونهدف لرفعها خلال الفترة المقبلة. وقد أعلنا حديثا عن ترقية 199 موظفًا بحرينيًا من مختلف دوائر وأقسام الشركة، بما يعكس التزامنا بتطوير الكفاءات الوطنية لتتقلد المناصب العليا من خلال برامج التدريب والتطوير المعدة خصيصًا من قبل الشركة.

وفيما يخص الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال، فالمبادرات عديدة ومستمرة. فمن منطلق إيماننا التام بأن موظفينا هم الثروة الحقيقية لشركتنا وهم حاضرنا المشرق ومستقبلنا الواعد، ندرك أن لبرامج التدريب والتطوير دورًا مهمًا في نمو البا، لذلك لم تتوقف الشركة يومًا عن تقديم التدريب لموظفيها. ومواصلة على هذا المنوال فإننا لا نألو جهدًا في تقديم كل ما يصب في مصلحة تنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية بما يعزز إنتاجية الشركة ويضمن إحلال الكفاءات البحرينية في المناصب العليا في الشركة.

 

ما‭ ‬تطلعاتكم‭ ‬للفترة‭ ‬المقبلة؟

يسودنا تفاؤل حذر، ونعمل بلا كلل أو ملل لبناء مستقبل أفضل لشركة البا والأجيال القادمة. إننا متفائلون لأننا أثبتنا لأنفسنا بأننا قادرون على تجاوز مختلف التحديات بالاعتماد على الجهود المخلصة لموظفينا وعملنا كفريق واحد، وهو الأمر الذي لمسناه في العديد من المواقف خلال السنوات الماضية. إلا أننا نبقى حذرين؛ لأننا في عالم مليء بأنواع التحديات، وليست تلك المتعلقة بالصناعة فقط، إلا أنها جميعًا تؤثر بشكل أو بآخر على صناعة الألمنيوم. لذلك، فإننا متيقظون لأي متغيرات حولنا حتى نكون على أتم الاستعداد لها.

وبالأخذ بعين الاعتبار المعايير الدولية التي تعتمدها كبرى الشركات العالمية والتوجهات العامة لصناعة الألمنيوم حول العالم، فقد طرحنا أخيرا رؤية ومهمة وقيم الشركة؛ لتمثل بذلك خارطة الطريق لنا في الفترة المقبلة تماشيًا مع هذه المعايير والتوجهات. وتتمثل رؤيتنا الجديدة في أن نصبح المنتج الأول للألمنيوم للأجيال القادمة. ونسعى من خلال مهمتنا لخلق القيمة الحقيقية لجميع الأطراف المعنية والمجتمع من حولنا باعتبارنا شركة مواطنة مسؤولة. فيما تتمثل قيمنا في توفير بيئة عمل آمنة وخضراء، والعمل كفريق واحد، والالتزام بأخلاقيات العمل، والسعي نحو التميز، والمرونة في العمليات. ونأمل أن نبدأ حقبة مشرقة جديدة للشركة محورها السلامة وتطوير العنصر البشري والحوكمة والاستدامة.

كما وضعنا أهدافنا للعام 2021، التي سيكون لها دور رئيس في المحافظة على مكانة البا في مقدمة صناعة الألمنيوم، من خلال التركيز على أربعة محاور رئيسة هي:

التميز في السلامة: إذ إن مسؤوليتنا كانت وستظل حماية كل موظف في الشركة.

برنامج الحصالة: لدينا اعتقاد راسخ بأن خفض التكاليف مسؤولية الجميع، وأن إدارة التكاليف ستمكننا من البقاء في صدارة المنافسة، وستضمن لنا أيضًا مستقبلًا مستدامًا لموظفينا ومساهمينا.

النظرة المستقبلية: نركز على زيادة مبيعاتنا ذات القيمة المضافة في الأسواق الدولية مع الالتزام بمبادراتنا المستدامة حين الانتهاء في الوقت المحدد من الأعمال الإنشائية بمشروع مصنع معالجة بقايا بطانة خلايا الصهر، والتقدم في مشروع الألواح الشمسية إلى جانب المشروعات المستدامة الأخرى التي سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.

العودة القوية: نهدف إلى تخطي التحديات استنادًا إلى ما أثبتناه في الماضي من قوة أدائنا وقدراتنا الإستراتيجية وقدرة موظفينا على التكيف والتعامل مع مختلف الظروف.

وتماشيًا مع التزامنا بتمكين القوى العاملة الوطنية وتعزيز البحرنة، أطلقنا حديثا برنامج الجسر، الذي نسعى من خلاله إلى تطوير الموظفين البحرينيين من الدرجات غير الإشرافية وتزويدهم بالمهارات الفنية والشخصية على مدى 4 سنوات واختصار المدة الزمنية اللازمة بأكثر من النصف؛ ليصبحوا مؤهلين للتقدم للوظائف الإشرافية عند إتمامهم البرنامج بنجاح.

كما نركز في البا على التعليم المستمر ونعتبره عنصرًا أساسا من عناصر التدريب والتطوير لإحلال الموظفين في المناصب الإدارية بالتعاون مع العديد من كبرى المؤسسات التعليمية المحلية والدولية لتوفير برامج تعليمية عالية الجودة لموظفينا المختارين لبرامج ماجستير إدارة الأعمال وبرامج البكالوريوس والدبلوم.

وللعلم فإن خططنا التدريبية والتطويرية تشمل توفير التدريب المستمر لجميع الموظفين في مختلف جوانب العمل وفقًا لخلفياتهم الدراسية واهتماماتهم ومهاراتهم وخبراتهم المهنية وذلك من خلال الخطة التدريبية الشاملة التي أطلقناها في العام 2019.

وهنا أود التأكيد أن طموحنا لا يقوم على بناء نموذج عمل تجاري فحسب؛ بل نهدف للاستثمار في موظفينا وإعداد قياديي المستقبل في الشركة بما يسهم في تحقيق رؤيتنا بأن نصبح في طليعة منتجي الألمنيوم.

ما‭ ‬أبرز‭ ‬إنجازات‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة؟

تمكنا خلال العام المنصرم من تسجيل أعلى إنتاج لنا منذ بدء عملياتنا التشغيلية قبل 50 عامًا محققين 1,548,500 طن متري بزيادة 13 % على أساس سنوي مقارنة بإنتاج 1,365,005 طن متري في العام 2019. جاء هذا الإنجاز برغم التحديات التي واجهناها خلال العام 2020، إلا أننا رفعنا مستوى أدائنا التشغيلي وأنهينا العام 2020 بقوة. ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى القوى العاملة من موظفي الشركة وعمال المقاولين الذين ارتقوا إلى مستوى التطلعات وكانوا عند حسن الظن.

أما على صعيد الجوائز والامتيازات، فقد حصل خط الصهر السادس للتوسعة في البا على جائزة أفضل مشروع صناعي في الخليج لهذا العام من مجلة MEED، وحلت الشركة في المركز الأول في الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة بين شركات البحرين بعد أن تصدرنا قائمة شركة ESG Invest للعام الثاني على التوالي. وفازت الشركة بجائزتي الشركة الرائدة وجائزة أفضل متخصص في مجال علاقات المستثمرين في البحرين ضمن حفل جوائز جمعية علاقات المستثمرين بالشرق الأوسط. كما حصدنا جائزة السلامة الدولية مع الاستحقاق للعام 2020 وفزنا بجائزة الميدالية الذهبية عن فئة الصحة والسلامة للعام 2020 من الجمعية الملكية لمكافحة الحوادث (روسبا) للعام السابع على التوالي. وحصدت البا كذلك 5 جوائز دولية في مجال السلامة من مجلس السلامة الوطني وهي جائزة القيادة في السلامة للعام 2020، وجائزة التميز المهني للعام 2020، وجائزة التحسن الكبير للعام 2020، وجائزة السجل المثالي بالإضافة إلى جائزة الإنجاز المهم من مجلس السلامة الوطني بالولايات المتحدة الأميركية. وحصلت البا على شهادة الأداء من منظمة مبادرة استدامة الألمنيوم نظير التزامها بمعايير الأداء فيما يتعلق بحماية البيئة والمبادرات الاجتماعية والحوكمة، والتي تعطي البا ميزة تنافسية في الوقت الذي نسعى فيه لتقديم منتجات مستدامة ذات قيمة مضافة، إلى جانب الميدالية البرونزية من منظمة التصنيف والتقييم الدولية (إيكوفاديس).

 

بالرغم‭ ‬من‭ ‬توليك‭ ‬دفة‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬البا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬إلا‭ ‬أنك‭ ‬البحريني‭ ‬الوحيد‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ "‬فوربس‭" ‬لأقوى‭ ‬100‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬كيف‭ ‬تعلق‭ ‬على‭ ‬ذلك؟

لا شك أن اختياري ضمن قائمة فوربس لأقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط للعام 2021 محل فخر واعتزاز لي. ويشرفني أن أكون سفيرًا لشركة البا ومملكة البحرين في المحافل الدولية. إن هذا التقدير لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير والمستمر من رئيس مجلس إدارة الشركة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة وأعضاء مجلس الإدارة كافة، ومساندة فريق الإدارة التنفيذية وجميع موظفي الشركة. وأعتبر نجاحي هذا نجاحًا لشركة البا ولكل موظف فيها، كما أن نجاح أي فرد في الشركة هو نجاح لنا جميعًا ودليل واضح على العمل بروح الفريق الواحد.