+A
A-

المستشفى الخليجي الأمريكي صرح وطني برؤى مبتكرة

  • المركز الطبي بالجنبية سكوير لمحة من المشروع الأكبر
  • المشروع سيعزز من موقع البحرين كميناء للسياحة العلاجية

 

تترقب البحرين بشغف حدثها الصحي الأبرز في يوليو المقبل، افتتاح صرح وطني صحي عصري يمثل ترجمة واستجابة سريعة لدعوة ملك البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته السامية لدى افتتاح دور الانعقاد الجاري، بتوجيه المؤسسات الاستثمارية رؤوس أموالها إلى المجالات التنموية ذات القيمة المضافة، والتي أثبتت الأزمة الصحية أهمية وجدوى تطويرها.

المستشفى الخليجي الأمريكي مشروع ستغير الكثير من المفاهيم في منظومة تقديم الخدمات الصحية في مملكة البحرين، ويطرح رؤى مبتكرة تعزز من موقع البحرين كميناء رئيس للسياحة العلاجية في المنطقة والعالم، ويسرع من عجلة تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030.

"صحتنا" التقت رئيس مجلس إدارة المستشفى الخليجي الأمريكي الأستاذ حسين سلمان العويناتي، لتسلط الضوء على هذا الحدث الوطني المرتقب، الذي سبقه افتتاح المركز الطبي بمجمع الجنبية سكوير في شهر مارس الماضي، بما يعطي لمحة مصغرة عن المشروع الأكبر الذي سيتم افتتاحه في يوليو المقبل.

وفيما يلي نص اللقاء:

 

المستشفى مسؤولية وطنية إنسانية

 

ما الذي يمثله حدث افتتاح المستشفى الخليجي الأمريكي؟

المستشفى الخليجي الأمريكي قبل أن يكون مشروعًا استثماريًا، هو مسؤولية وواجب وطني وإنساني.

نحن كرواد أعمال ومستثمرين نتخذ من توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ورؤى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بوصلة لتوجيه رؤوس أموالنا لسد ما يمثل حاجة ملحة للمجتمع، وتحقيق التطلعات العليا للمملكة، بما يسرع من عملية تحقيق الأهداف التنموية في مملكة البحرين.

عندما ننظر للأمر من هذه الزاوية، نجد أن حدثا بحجم افتتاح المركز الخليجي الأمريكي بما يتمتع به من إمكانات وتجهيزات متقدمة وكوادر متخصصة وأنظمة إدارية متطورة، وبيئة صحية محفزة، هو حدث وطني بامتياز.

كما يمثل إضافة نوعية للتجربة الصحية الرائدة في مملكة البحرين، التي أثبتت للعالم أجمع عراقتها ومتانة الدعائم التي تقوم عليها، وذلك بفضل الدعم اللامحدود من لدن جلالة الملك المفدى، والقيادة الحكيمة والشجاعة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي وفرت مظلة حماية شاملة لجميع القطاعات من الانهيار والسقوط أمام تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد 19)، وقدمت حزم دعم مختلفة ستساهم في تسريع عجلة تعافي الاقتصاد في المملكة.

 

البحرين تزخر بالكفاءات الوطنية المؤهلة

 

بماذا يتميز المستشفى الخليجي الأمريكي عن بقية المؤسسات الصحية؟

أعلنا سابقًا عن مشروع المركز الطبي بمجمع الجنبية سكوير، الذي باشر تقديم خدماته العلاجية فعلًا، وفي التوقيت المحدد له، والتي تشمل خدمات الطب العام والجلدية والليزر والصيدلة والمختبر والإقامة القصيرة،  وهو يمثل صورة مصغرة جدًا عن واقع المشروع الأكبر المتمثل في المستشفى الخليجي الأمريكي.

والحديث عن المميزات يبدأ من حرصنا على تطبيق اشتراطات الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية كافة، وهي اشتراطات عالمية معتمدة، بما يضمن توفير بيئة صحية مناسبة للمريض والدكتور والمستشفى.

وتطبيقنا لهذه الاشتراطات منذ الافتتاح يضعنا في مقدمة المشاريع المحدودة جدًا في المملكة التي نجحت في تطبيق الاشتراطات التنظيمية.

والأمر الآخر يتعلق بحرصنا الشديد على استقطاب الكفاءات من جميع التخصصات، خصوصًا النادر منها.

ومن دواعي الفخر والاعتزاز، أن مملكة البحرين تزخر بمجموعة واسعة من الكفاءات الوطنية التي هي على مستوى عالٍ من التأهيل والخبرة الطويلة والسمعة الحسنة، والتي ستكون محل تقدير واحترام لدينا.

أضف إلى ذلك ما حرصنا عليه من اختيار للموقع الاستراتيجي المناسب لإقامة مبنى المستشفى، ليكون نقطة التقاء تربط بين جميع مناطق ومحافظات المملكة؛ لضمان سهولة الوصول إليه، فضلًا عن محاذاته للشارع السريع المؤدي إلى جسر الملك فهد، ما يعزز من دور المستشفى كرافد مهم للسياحة العلاجية في المملكة، ويدعم أهدافه ورؤاه نحو تقديم خدماته العلاجية لكل من يحتاجها في دول الخليج العربي وزوار المملكة من مختلف دول العالم.

وإذ إننا نسعى لتقديم أفضل جودة من الخدمات على اختلافها، فقد جهزنا المستشفى بأحدث التجهيزات والتقنيات العلاجية وفق آخر ما توصلت له التكنولوجيا في العالم، وهو ما يمثل قيمة مضافة لما يقدمه المستشفى من خدمات.

 

لا نسمح للظروف أن تقف عائقًا أمامنا

وفد القسم الطبي بالسفارة الأمريكية

 

ما هي طبيعة التحديات التي واجهت مشروع إنشاء المستشفى بفعل انتشار جائحة كورونا، وكيف تعاملتم مع هذا الظرف الاستثنائي؟

رغم ما مثلته جائحة كورونا (كوفيد 19) من تحدٍ حقيقي وكبير للمؤسسات العاملة كافة في القطاع الصحي، لاسيما فيما يتعلق بصعوبة توفير المعدات الطبية، وهامش الربح والخسارة في أسعارها، إلا أن ذلك لم يثن عزمنا على تجاوز هذا التحدي، والسعي نحو توفير الأجهزة والمعدات المطلوبة كافة من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال؛ من أجل تجهيز المستشفى بالجودة والكيفية المطلوبة في الوقت المحدد.

إن ما نؤمن به من مبادئ تحتم علينا العمل على عدم السماح لأي ظرف كان الوقوف بوجه مسيرة التطوير والتحديث في مملكة البحرين، وتحقيق التطلعات الوطنية الرامية إلى النهوض بالقطاع الصحي والصعود به على سلم الريادة.

 

التنافسية دافع للتطوير المستمر ومكسب للمستفيدين

 

ما هي الإضافة التي سيقدمها المستشفى للمنظومة الصحية في مملكة البحرين؟

وجود مستشفى حديث ومطابق للمعايير والاشتراطات الصحية الوطنية والعالمية، ويضم نخبة من الكفاءات المتميزة، ويقدم خدماته المتنوعة وفق أعلى معايير الجودة، وبأسعار في متناول شرائح المجتمع كافة، من شأنه أن يحقق مبدأ التنافسية، وهي أحد أبرز المبادئ الرئيسة التي قامت عليها الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030.

والتنافسية بطبيعة الحال ستصب في صالح التطوير المستمر للمؤسسات الصحية وخدماتها المختلفة، والمستفيدين من هذه الخدمات من المواطنين والمقيمين والزوار، عبر توفير احتياجاتهم وبالأسعار المناسبة، وهو ما نتطلع إليه ويشكل أحد أبرز أهدافنا، وهو ضمان وصول الخدمات الصحية للجميع وبأعلى المستويات.

 

تطبيق الضمان الصحي سيعزز شراكة القطاع الخاص

 

 

ما الذي يمثله لكم نظام الضمان الصحي كمؤسسة معنية بتقديم الخدمات الصحية في المملكة؟

الضمان الصحي هو فرصة وأمل للمؤسسات العاملة في القطاع الصحي الحكومية والخاصة كافة، فضلًا عن المستفيدين من الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات للمواطنين والمقيمين.

وإن تأخر إطلاق هذا المشروع الرائد والحيوي سيؤدي إلى استمرار تحميل الميزانية العامة للدولة المزيد من المصروفات والأعباء المالية، بما لا ينسجم مع أهداف التوازن المالي وإعطاء القطاع الخاص دوره بالمشاركة في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.

 

تقنيات حديثة وإدارة ذات كفاءة

ما هي أبرز ملامح المستشفى من حيث الأقسام والتجهيزات؟

حرصنا على أن يكون المستشفى بمثابة مجمع طبي متكامل، ليضم التخصصات الطبية الدقيقة والنادرة كافة، ويقدم مستويات الرعاية الأولية والثانوية والخدمات المساندة جميعها.

وينفرد المستشفى لأول مرة بوجود عيادة خاصة بصحة الرجل، مجهزة بأحدث التجهيزات، ومصممة بأعلى درجات الحفاظ على الخصوصية، إضافة إلى قسم مخصص للمسؤولية المجتمعية لرعاية الأنشطة الطبية والمساهمة في حملات التوعية الصحية العامة، والمساهمة في توفير خدمات الرعاية الطبية المجانية لمن يحتاجها، بعد دراسة الحالة مع الجهات المختصة.

ويتميز المركز بما يمتلكه من تقنيات حديثة ومتطورة جدًا تساهم في تقديم الرعاية الصحية اللازمة في وقت قياسي وبجودة أعلى من التقنيات المعروفة والمستخدمة في أغلب المستشفيات، والتي تدار من قبل أطباء وفنيين على درجة عالية من الحرفية والمهارة، وذي خبرة في التعامل مع هذه التقنيات.

 

 

الشراكة المجتمعية قمة الأولويات

 

كيف سيمارس المستشفى دوره كمؤسسة ذات مسؤولية اجتماعية؟

المستشفى هو عبارة عن مشروع وطني كبير ورائد، ويقدم خدمة اجتماعية إنسانية نبيلة، وهذا الدور هو أسمى ما نتطلع إليه.

كما أن إنشاء مشروع بهذا الحجم وما يضمه من إدارات وأقسام وما سيقدمه من مبادرات ومشاريع وخدمات، بالتأكيد سيتطلب توفير كوادر عاملة محترفة تدير عملياته، وبالتالي سيساهم في ضخ وظائف جديدة تسهم في دخول دماء جديدة إلى سوق العمل بمختلف قطاعاته.

ويعد تخصيص جزء من مبنى المستشفى لإنشاء قاعة خاصة لتدريب وتأهيل الكوادر الطبية، أحد أبزر المبادئ والاستراتيجيات التي نؤسس عليها؛ لضمان تطوير وتحديث السياسات والبرامج العلاجية والخدمات وفق أحدث الأنظمة المتبعة عالميًا، وتأهيل الكوادر الطبية لمواكبة كل جديد في عالم الطب والتكنولوجيا الطبية، كما يفتح الباب أمام بناء الشراكات مع مختلف مؤسسات القطاع الصحي للاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز.

وتأتي المشاركة المجتمعية والمساهمة في مختلف الفعاليات والبرامج المعززة للصحة في المملكة على رأس أولوياتنا واهتمامنا، وهو جزء لا يتجزأ من برنامج عملنا، ومسؤوليتنا تجاه المجتمع الذي يحتضننا، ورد الجميل للحكومة الموقرة وأجهزتها المسؤولة عن القطاع الصحي على ما توفره من دعم لا محدود، وتسهيلات تمكّن القطاع الخاص من ممارسة الدور الرئيس لتحقيق أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية.