+A
A-

خبيرة تعزيز الصحة د. أمل الجودر

ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬حيال‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مغريات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬تحاصر‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬يدهم‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭.. ‬أي‭ ‬في‭ ‬أجهزتهم‭ ‬الذكية؟‭ ‬ماذا‭ ‬يقول‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬ومنهم‭ ‬خبيرة‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬الطبيبة‭ ‬أمل‭ ‬الجودر؟‭ ‬تبدأ‭ ‬إجابة‭ ‬الجودر‭ ‬بالقول‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الديجيتال،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬حولنا‭ ‬رقمي،‭ ‬من‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬والعملة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلينا،‭ ‬وتحول‭ ‬الأمر‭ ‬بمثابة‭ ‬ثقافة‭ ‬في‭ ‬عصرنا،‭ ‬ومنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬التدخين‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومنتجاته‭ ‬التي‭ ‬تتنوع‭ ‬في‭ ‬تصنيعها‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬وكبير‭ ‬وخطير‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬ولأن‭ ‬الموضوع‭ ‬حديث‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فإننا‭ ‬نتابعه‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬ريب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬مثبتة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ذهب‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ليست‭ ‬سجائر‭ ‬وليست‭ ‬شيشة‭ ‬وربما‭ ‬برر‭ ‬البعض‭ ‬بأنها‭ ‬أقل‭ ‬خطرًا‭ ‬من‭ ‬السيجارة‭ ‬والشيشة‭ ‬أي‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالتدخين‭ ‬العادي،‭ ‬لكن‭ ‬الخطورة‭ ‬هي‭ ‬ذات‭ ‬الخطورة‭ ‬وعوامل‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭.‬

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يضعون‭ ‬علامات‭ ‬خطر‭ ‬حمراء‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬ويزيلونها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬وللتوضيح‭ ‬أقول‭: ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التطعيم،‭ ‬قال‭ ‬البعض‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬خطر‭ ‬ولم‭ ‬تتم‭ ‬دراسة‭ ‬التطعيمات‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬وليست‭ ‬آمنة‭ ‬ومضمونة،‭ ‬فيما‭ ‬تجدهم‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬يجربون‭ ‬السجائر‭ ‬الإلكترونية‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬مخاطرها‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬أي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬وفق‭ ‬مفهومهم،‭ ‬وأقول‭ ‬لهم‭: ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منها،‭ ‬وهل‭ ‬تقارن‭ ‬أن‭ ‬تقضي‭ ‬وقتًا‭ ‬مع‭ ‬الشيشة‭ ‬أو‭ ‬التدخين‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬نوعه،‭ ‬وبين‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬مطالعة‭ ‬فيديو‭ ‬جميل‭ ‬أو‭ ‬القراءة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة‭ ‬كلها‭ ‬خيارات؟‭ ‬وأكرر‭ ‬أن‭ ‬حياتنا‭ ‬كلها‭ ‬خيارات‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬نأكل‭ ‬ونشرب‭ ‬ونلبس‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬بالصدفة،‭ ‬وطالما‭ ‬العمر‭ ‬محدد‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬إذن،‭ ‬لتكن‭ ‬جودة‭ ‬حياتك‭ ‬أفضل‭.‬

قد‭ ‬نخاطب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬القول‭: ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الأزمنة،‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أوجه‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭.. ‬كونوا‭ ‬القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬والمصاعب،‭ ‬فلا‭ ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬أبناؤنا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نسلك‭ ‬ذلك‭ ‬الطريق،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬التحفيز‭ ‬مهم‭.. ‬التحفيز‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬ونأخذهم‭ ‬لنخوفهم‭! ‬ماذا‭ ‬نقصد‭ ‬بذلك؟‭ ‬نأخذهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬مريض‭ ‬ليشاهدوا‭ ‬ويعرفوا‭ ‬ويدركوا‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشونها‭ ‬بينما‭ ‬هذا‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭.. ‬هذا‭ ‬التخويف‭ ‬مفيد‭ ‬لكي‭ ‬نزرع‭ ‬فكرة‭ ‬الردع‭.. ‬ثم‭ ‬راقبوا‭ ‬ممارساتهم‭ ‬ورفاقهم‭.. ‬شجعوهم‭ ‬على‭ ‬الهوايات‭ ‬المفيدة‭ ‬النافعة‭ ‬واشغلوا‭ ‬وقتهم‭ ‬بها‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والدراسة‭ ‬والهواية‭ ‬الطيبة،‭ ‬حتى‭ ‬يفرغون‭ ‬طاقتهم،‭ ‬إضافة‭ ‬لتعليمهم‭ ‬أسلوب‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي؛‭ ‬لكي‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬نقد‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخاطئة‭ ‬بمعرفة،‭ ‬بل‭ ‬وينتقدون‭ ‬حتى‭ ‬الإعلانات‭ ‬والإغراءات‭ ‬التي‭ ‬تخفي‭ ‬وراءها‭ ‬المخاطر‭.‬