صعوبات التعلم أكثر دقة في سن السابعة... ولا تهاون في الفحص المبكر
اختصاصية صعوبات التعلم فاطمة العرادي
إعداد: نورة بوحجي
تعد صعوبات التعلم من الاضطرابات التي شهدت نموا متسارعا في الآونة الأخيرة، إذ بلغت نسبة الزيادة في فئة صعوبات التعلم 34 % خلال 10 سنوات بحسب إحدى الدراسات الأميركية، أما في مملكة البحرين فبحسب آخر الإحصاءات المنشورة قبل 4 أعوام فإن عدد الطلبة في المدارس الحكومية المشخصين بصعوبات التعلم في العام الدراسي 2017 بلغ 8290 طالبا وطالبة موزعين على المدارس الحكومية، ليشكلوا 5.59 % من إجمالي عدد الطلبة في ذلك العام الدراسي.
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم نموا متسارعا في أعداد الحالات، يشدد اختصاصيو صعوبات التعلم على أهمية الفحص المبكر في الصغر، إذ تقوبل اختصاصية صعوبات التعلم فاطمة العرادي «هناك اختلاف بشأن تحديد السن الأمثل لتشخيص صعوبات التعلم، فبالإمكان تشخيص الطفل في سن الرابعة، وحتى الثالثة من العمر، إلا أن نتائج التشخيص تكون أكثر دقة ووضوحًا في سن السابعة؛ نظرًا لوجود اختلافات بين الأطفال في استعداداتهم وقدراتهم التعلُّمية».
ما هي صعوبات التعلم؟
هي اضطراب في واحدة أو أكثر في العمليات النفسية الأساسية التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة، والتي تظهر في عدم القدرة على الإصغاء أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو أداء العمليات الحسابية، فالأطفال ذوو صعوبات التعلم يظهرون انخفاضًا في تحصليهم الدراسي (صعوبات في اللغة والحساب) رغم تمتعهم بمعدل ذكاء متوسط أو فوق المتوسط.
هل هناك أسباب وراثية وراء الإصابة بصعوبات التعلم؟
نعم، تعد الوراثة والعوامل الجينية أحد الأسباب المرتبطة بالإصابة بصعوبات التعلم.
هل هناك أسباب تكمن وراء حالات صعوبات التعلم؟
قد يكون هناك خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، ويكون مرتبطا بعدم اتزان الموصلات العصبية المسؤولة عن نقل النبضات العصبية بين الخلايا، الأمر الذي يؤدي إلى خلل في وظائف الدماغ.
كما أن العوامل الجينية الوراثية تلعب دورا كبيرا في الإصابة بهذا النوع من الاضطراب، فالأطفال الذين ينتمون إلى أسر يعاني بعض أفرادها من صعوبات في القراءة يكونون أكثر عرضة للإصابة بصعوبات القراءة عن أقرانهم الذين لا ينتمون إلى أسر يعاني بعض أفرادها من ذلك، وكذلك الأمر في حالة اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه، إضافة إلى أنه قد يكون سبب هذا الاضطراب ناتج عن اضطراب التوازن البيوكيميائي والتمثيل الغذائي.
ما السن المناسب للتشخيص؟
هناك اختلاف بشأن تحديد السن الأمثل لتشخيص صعوبات التعلم، فبالإمكان تشخيص الطفل في سن الرابعة وحتى الثالثة من العمر، إلا أن نتائج التشخيص تكون أكثر دقة ووضوحًا في سن السابعة نظرًا لوجود اختلافات بين الأطفال في استعداداتهم وقدراتهم التعلُّمية.
وعموما لابد من الاهتمام منذ الطفولة المبكرة بتطور النمو المعرفي وتطور قدرات الطفل بشكل يتناسب ومرحلته العمرية كاستخدام المكعبات والألعاب مع إتاحة الفرصة له للاكتشاف والتجريب واللعب والتفاعل مع الآخرين.
ما أعراض صعوبات التعلم؟
هناك أعراض عدة لصعوبات التعلم، ويمكن للأهل التعرف على هذه الأعراض وملاحظة أطفالهم، ومن هذه الأعراض:
1. صعوبة التمييز بين الأشكال والرموز ومعكوسها.
2. صعوبة تآزر العين مع اليد عند أداء بعض المهام (صعوبة التآزر البصري الحركي).
3. صعوبة تمييز الشيء وفصله عن البيئة المحيطة (صعوبة التمييز بين الشكل والأرضية).
4. صعوبة إدراك العلاقات المكانية والتمييز بين الاتجاهات.
5. صعوبة تمييز أوجه الشبه والاختلاف بين الأشكال والعناصر.
6. صعوبة في التعرف على الصيغة الكلية لشيء ما من خلال جزء منه (صعوبة الإغلاق البصري).
7. صعوبة في الحفظ والتذكر.
8. صعوبات في اتباع التعليمات.
9. صعوبة في إدراك المفاهيم الرياضية والكمية.
10. صعوبة في إجراء العمليات الحسابية.
11. صعوبات اتباع التسلسل المنطقي وخطوات الحل.
12. محدودية المفردات التي يمتكلها الطفل وضعف التعبير الشفهي.
13. صعوبة التعبير عن الأفكار.
14. صعوبة القراءة.
15. ضعف الكتابة اليدوية.
16. صعوبة فهم النصوص المكتوبة أو المقروءة.
ما أنماط صعوبات التعلم؟
تُصنف صعوبات التعلم إلى صنفين، فهناك صعوبات تعلم إنمائية أو تطوّرية وهي بدورها تنقسم إلى صعوبات أولية تتمثل في صعوبات الانتباه والإدراك والذاكرة، وصعوبات ثانوية تتمثل في صعوبات التفكير واللغة الشفهية.
أما الصنف الثاني فهو صعوبات تعلم أكاديمية وتتمثل في صعوبات القراءة والكتابة والتعبير والحساب.
ما هي صعوبات القراءة؟
تعد صعوبات القراءة أكثر أنواع صعوبات التعلم شيوعًا وانتشارًا وارتباطًا بتعلم المواد الأخرى، وهي تعبر عن صعوبة أداء العمليات الرئيسة للقراءة كالتعرف على الحروف والكلمات والمزج الصوتي، فيكون مستوى الطفل في القراءة أقل من عمره الزمني بمعدل انحرافين معياريين، وتتمثل في بطء القراءة، وقد يلجأ الطفل أحيانًا إلى القراءة بسرعة لتجنب ملاحظة الأخطاء التي يقع فيها، حذف أو إضافة كلمات أو بعض الأجزاء منها، تكرار قراءة بعض الكلمات أكثر من مرة دون مبرر، صعوبة في التمييز بين الأحرف المتشابهة في الكتابة وكذلك الأحرف المتشابهة في النطق، القراءة بصورة معكوسة، الخطأ في ترتيب أحرف الكلمة عند القراءة.
ما أعراض تشتت الانتباه والتركيز؟
الانتباه هو الاستجابة الموجهة والمركزة نحو مثير معين، وهو المرحلة الأولى في عملية معالجة المعلومات، وإن اضطراب الانتباه يؤثر ويحول دون بلوغ الإدراك وتحقيق النتائج المرجوة من التعلم. ومن أبرز أعراض اضطراب الانتباه والتركيز عدم القدرة على الاحتفاظ بالتركيز في المهمة أو العمل دون الاكتراث للمثيرات الموجودة في البيئة المحيطة، صعوبة الانتهاء من إنجاز العمل الذي يقوم به، عند التحدث إلى الطفل يبدو وكأنه لا يسمع، الافتقار إلى التنظيم والترتيب، التردد وصعوبة في اتخاذ القرار، صعوبة المحافظة على الانتباه فترة طويلة، صعوبة في استيعاب المفاهيم الاجتماعية وتعابير الوجه، تركيز العين على شيء محدد كإطالة النظر إلى السقف، وبعض الأطفال يكون لديهم اندفاعية.
ما الطرق المتبعة في علاج صعوبات التعلم؟
هناك 3 برامج أساسية لعلاج صعوبات التعلم، إذ هناك برنامج التدريب على العمليات ويتم التركيز فيه على تنمية المهارات النمائية كالانتباه والإدراك والذاكرة، وبرنامج التدريب على المهمة، وهنا يتم التركيز على معالجة وتنمية المهارات الأكاديمية المحددة (أي التي يعاني التلميذ من صعوبة في أدائها).
وهناك أيضا البرنامج الذي يجمع بين التدريب على العمليات وتدريب المهمة، وهو ما يسمى بالبرنامج التعويضي أو البرنامج البديل.
كيف يتم تدريس صعوبات التعلم؟
هناك أساليب واستراتيجيات لتدريس ومعالجة صعوبات التعلم، منها أسلوب تعدد الحواس (VAKT) الذي يعتمد استخدام أكثر من حاسة في التعلم، أسلوب تحليل المهمة ويتم فيه تقسيم وتجزئة المهمة إلى مهام فرعية (أصغر) ومتسلسلة يسهل تعلمها، أسلوب الربط الحسي ويتم من خلال ربط المهارة بأشياء حسية ملموسة حتى يتمكن التلميذ من إتقانها دون الاستعانة بالمواد الحسية، استراتيجية تبادل الأدوار الذي يتم فيها تبادل الأدوار بين المعلم والتلميذ، أسلوب النمذجة ويقوم فيه المعلم بعرض وتطبيق المهارة ثم يقوم التلميذ بتطبيقها وشرح خطواتها أمام المعلم والزملاء.