”المواطنة الحقة” هي معيار الانضمام
الكاتبة لولوة بودلامة
تناول كتابها الجديد "النهج الوطني في خطابات حمد بن عيسى"، الكثير مما يشمل فريق البحرين لكل مواطن ومواطنة، ويفتح الباب أمام الجميع للمشاركة في نهضة الوطن، ولهذا فإن ضيفتنا الكاتبة والإعلامية لولوة بودلامة تحدثنا عن أن هذا الإصدار يعتبر مرجعًا علميًا مهمًا لتعريف النهج الوطني البحريني ومرتكزاته، وأستطيع القول إن فريق البحرين هو انعكاس ومحصلة لاتباع الشعب البحريني النهج الوطني القويم، الذي يرتكز على التسامح والتعايش والطيبة والكرم، والتمسك بالهوية الوطنية، والتضحية والعطاء والإيثار، بالإضافة إلى الالتزام والإخلاص والاتقان والحس الوطني والوعي والانضباط الذاتي. نرى مرتكزات المنهج الوطني الذي أشار إليها كتاب "النهج الوطني في فكر حمد بن عيسى" تتجلى وتتطابق حرفيًا مع أهداف فريق البحرين الرامية إلى رفع اسم البحرين عاليا بسواعد أبنائه.
الموظفون جزء من الفريق
وتواصل بودلامة شرح الفكرة فتضيف "أجزم من خلال عملي الأكاديمي وارتباطي الوثيق بالطلبة أن الجميع دونما استثناء يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من فريق البحرين، وأن الجميع يسعى من أجل نيل الثقة بأن يكون جزءًا من هذا الفريق الوطني، ويعمل ساعيًا من خلال موقعه لبذل الغالي والنفيس من أجل خدمة الوطن، كما أنني لمست من خلال عملي الإداري وعلاقتي المباشرة مع المتدربين من مختلف القطاعات الحكومية، أن الموظفين يعتبرون أنفسهم جزءًا من فريق البحرين، ويؤمنون إيمانا راسخا بأن ما يقومون به من عمل يعتبر جزءا من مسؤوليتهم تجاه هذا الفريق الوطني.
ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن يتم تضمين مفهوم فريق البحرين في المراحل التعليمية الأساسية، لتحقيق رؤية لدى الطلاب في مرحلة عمرية مبكرة، إذ إنهم سيحملون لواء المسؤولية في المستقبل القريب".
وكونها إعلامية وكاتبة ومستشارة، ترى بودلامة أن "فريق البحرين هو مشروع وطن، هو شعار التفاف ووحدة من أجل النهوض بالوطن، يؤمن به كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، وهو شعار يُحمّل صاحبه مسؤولية المشاركة الفاعلة في عملية البناء والنماء وتطوير بحريننا الغالية، وفي رأيي المتواضع أرى أن فريق البحرين ترك الباب مفتوحًا لأي مواطن مخلص يريد المساهمة والمشاركة في عملية التطوير والنماء للبحرين، وهو ليس حكرًا على وظيفة معينة أو درجة وظيفية معينة، أو عمر معين، أو جنس معين، ففريق البحرين ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه للحاق بركب سفينة الوطن التي يقودها سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مليكنا المفدى، ويشرف على تنفيذ توجيهات جلالته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فأستطيع أن أجزم بأنه لا معيار للانضمام لفريق البحرين سوى (المواطنة الحقة) لهذا الوطن الغالي.
كما أنني أرى أن توحد الجميع حول هذا الشعار في حد ذاته بعد وطني رائع، فمن الجميل جدا أن نحظى بفريق وطني يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، حيث ساهم هذا الفريق في توحيد الصف، فنرى الجميع يعمل في صفوف فريق البحرين من صغيرنا حتى كبيرنا، فأصبح لهذا الفريق بعد وطني في توحيد الصفوف والالتفاف حول قائد همام، فكل في مجاله، يستطيع أن يكون شريكًا فاعلًا في فريق البحرين".
التنمية والإدارة الفعالية بالابتكار
وسألنا ضيفتنا: إن من ضمن أهداف "فريق البحرين" تعزيز الإبداع والابتكار وفق رؤية البحدين الاقتصادية 2030، فإلى أي مدى ترون أن مجالات الإبداع متاحة لكل المبدعين والمبدعات كل في تخصصه؟ فتجيب بالقول "أفتخر كوني أول بحرينية على مستوى الشرق الأوسط تحظى بنيل درجة الدكتوراه في مجال إدارة الابتكار، ومن أهم الأسباب التي جعلتني أنضم إلى هذا التخصص الجديد من نوعه، هو ما تضمنته رؤية البحرين الاقتصادية 2030 من أهمية حول التركيز على موضوع الإبداع والابتكار، وهو استشراف واضح من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فلا تنمية ولا إدارة فعالة دون عنصري الإبداع والابتكار، وأؤمن أشد الإيمان بأهمية الابتكار، فلكل شيء من حولنا تاريخ انتهاء وصلاحية، وما يضمن بقاءنا وتجددنا هو الابتكار.
والابتكار لا يعني بطبيعة الحال اختراع شيء جديد وحسب، ولكنه يعنى بشأن تطوير المتاح باستخدام الموارد المتاحة والمتوافرة حاليًا، ويهدف أيضًا إلى نقل التجارب الناجحة، وهذا ما نراه بالفعل في مملكتنا الغالية.
فبالبحث العلمي الأخير الذي قمت بالعمل عليه مع نخبة من الأكاديميين بالتعاون مع جامعة الخليج العربي ومعهد الإدارة العالمية، والذي نشر في دوريات ومجلات عالمية بخصوص الابتكار في مجال تعامل مملكة البحرين مع فيروس كورونا (كوفيد 19)، أثبت أن مملكة البحرين استخدمت الابتكار في الكثير من مراحل إدارة جائحة كورونا، ومنها على سبيل المثال تطبيق (مجتمع واعي) الذي يعمل باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، ومنها كذلك تصنيع أجهزة تنفس محليًا، ومنها تحويل طابق مواقف السيارات في مستشفى البحرين العسكري إلى مكان مهيأ طبيًا للعناية القصوى في أقل من أسبوع، بالإضافة إلى تحويل حافلات النقل العام إلى محطات للفحص العشوائي، وغيرها الكثير الكثير من الابتكارات التي جعلت من مملكة البحرين مثالا يحتذى به في مجال الابتكار في التعامل مع جائحة (كوفيد 19). ولهذا أتطلع أن يكون الابتكار ثقافة في جميع مؤسساتنا الحكومية، وأن تكون هناك إدارات معنية بالابتكار في كل مؤسسة حكومية لضمان نشر هذه الثقافة التي سينعكس أثرها بلا شك على مستوى الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين والمقيمين".
أروع وأكبر فريق وطني
وجميل أن نتعرف على رأي ضيفتنا عن مدى مساهمة فكرة "فريق البحرين" وتطبيقاتها في مختلف الميادين، في التخطيط والتنفيذ والقدرة على التعامل مع الظروف المختلفة والتحديات لاسيما الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا، وعليه، تلفت بودلامة إلى أن "بناء فريق عمل ليس بالأمر الهين، لاسيما إذا كان هذا الفريق متنوعا، ويضم الجميع، فعندما طرح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله فكرة فريق البحرين، سارع جميع المسؤولين لإبداء رغبتهم في الانضمام لهذا الفريق الذي يرأسه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، وبهذا تحقق أروع وأكبر فريق وطني في مملكتنا الغالية.
إن الالتفاف الوطني حول القيادة هو منهج وطني دأب عليه أهل البحرين، وما توحدنا جميعنا حول راية (فريق البحرين) إلا دليل راسخ لنهجنا الوطني القويم الذي يعتبر التلاحم أحد أهم سماته الوطنية".
فكرة من الخطاب الملكي السامي
ويطيب الختام بالمسك، وختام اللقاء هو سؤال يتعلق بالإصدار الرائع الذي تم تدشينه حديثا للكاتبة وهو كتاب "النهج الوطني في خطابات حمد بن عيسى"، فتحدثنا بودلامة بقولها "اختبار صعب خضع له العالم أجمع، وجهود دولية متفاوتة لمكافحة هذا الفيروس الذي اجتاح العالم بغتة، وخلال هذا التحدي العالمي بانتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد 19)، وهي نفس السنة التي قررت فيها أن أخط حروف هذا الكتاب الذي استلهمت فكرته من الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، من خلال البرنامج التلفزيوني (مجتمع واعي) الذي تشرفت بتقديمه على الشاشة الوطنية لتلفزيون البحرين في فترة انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث وجه صاحب الجلالة كلمة سامية لأبنائه وبناته الطلبة خلال هذه الجائحة العالمية لبث الطمأنينة للمواطنين وللمقيمين، وحث جلالته أبناءه الطلبة على مواصلة التحصيل الدراسي والتحول إلى التعليم الإلكتروني".
الطمأنينة في خطاب متكامل
كان الخطاب الذي وقفت عنده من خلال صفحات هذا الكتاب بالتحليل الدقيق والشامل خطابًا متكاملًا مطمئنًا لجميع أفراد الشعب والمقيمين في مملكة البحرين. ولعل مصطلحا واحدا نمّى لدي شغف البحث العلمي لإصدار هذا الكتاب وهو مصطلح ذكره صاحب الجلالة في هذا الخطاب وهو (النهج الوطني)، حيث ذكر صاحب الجلالة في خطابه الملكي السامي الذي ألقاه جلالته بتاريخ 12 أبريل العام 2020 النص التالي (في مثل هذه الظروف، يتحتم علينا أن نلتزم بنهجنا الوطني القويم في حماية وتقديم المصلحة العليا للوطن، وهو أمر ظاهر للعيان في سلوك أهل البحرين الكرام، ببذلهم المخلص، وانضباطهم الذاتي ووعيهم المسؤول، وصولًا إلى بر الأمان والشفاء التام وبعودة الحياة لسابق عهدها، بعون الله تعالى).
شغلني السؤال كثيرًا
وجّه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أبناء شعبه للالتزام بالنهج الوطني. ومعنى الفعل "نهج" لغويًا هو طرق أو سلك أو اتبع، والنهج والمنهج والمنهاج تعني: الطريق الواضح، فهل لدى البحرينيين نهج وطني ثابت؟ وإذا كانت الإجابة (نعم) فما هي أسس هذا النهج ومرتكزاته؟ شغلني هذا السؤال كثيرًا، لاسيما أنني أسمع الكثيرين من المسؤولين يتحدثون عن النهج الوطني أثناء كلامهم أو كتاباتهم، ولا أعلم ما إذا كان الجميع يتحدث عن مصطلح واحد لا لبس فيه، أم إن هناك اختلافا؟ فبما أن النهج يعني الطريق الواضح فيجب أن يكون محددًا وأن يكون واضحًا وموحدًا لدى الجميع، وأن يكون نبراسا لنا جميعًا، ويُعلم لأبنائنا، فهذا هو الطريق الوطني الذي يميز البحريني عمن سواه.
نتائج شكلت الكتاب
قمت باستطلاع رأي سريع سألت فيه أكثر من 40 شخصًا من المثقفين والكتاب والمسؤولين عن تعريفهم للنهج الوطني، ولم أجد تطابقًا في الإجابة، وهذا ما شجعني للبدء في رحلة بحث علمي ممتعة قمت بها وأنا أحاول جاهدة اكتشاف مفهوم النهج الوطني والوقوف على مرتكزاته، وفي هذا الكتاب سنتعرف على مرتكزات النهج الوطني من خلال تحليل الخطابات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث قمت بدراسة علمية تحليلية للخطابات الملكية السامية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم بالعام 1999حتى العام 2020، مركزة على القواسم المشتركة والتكرارات التي رادفت مصطلح النهج الوطني، ووصلت إلى النتائج التي شكلت فصول هذا الكتاب.
