+A
A-

رهاب الظلام.. لا فرق بين صغير وكبير

يعد الرهاب من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا حول العالم، وله مسببات عدة يصعب حصرها، ويصاب به جميع فئات المجتمع بمختلف المراحل العمرية.

ويعرف الرهاب أنه خوف شديد وغير مبرر من شيء معين، ويصبح بحاجة للعلاج عندما يبدأ في التأثير على أداء الشخص ويمنعه من ممارسة حياته بالصورة الاعتيادية.

ويعد رهاب الظلام من أكثر أنواع الرهاب انتشارًا، إذ يعاني الشخص من أعراض القلق والخوف عند وجوده في مكان مظلم، ويرتبط في أحيان كثيرة بفترة الليل لما تتميز به من صفة الظلام.

وغالبًا ما تكون هذه الأعراض مزيجًا من سرعة دقات القلب، وصعوبة في التنفس، وتنمل في الأطراف، ودوار في الرأس، ورجفة في اليدين، وتعرق أو برودة في الجسم، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وقد تظهر على الشخص بمجرد التفكير أو تخيل وجوده في مكان مظلم.

إن هذا النوع من الخوف يمكن أن يحدث لأي فئة عمرية، ومن الممكن ملاحظته بكثرة في الفئة العمرية الأصغر سنًا مع اختلاف شدته، إذ من الممكن وجوده بحدة بسيطة أو شديدة.

وقد يستطيع بعض الأشخاص التعبير عن أفكارهم التي تولد هذا الخوف: كالخوف من ظهور أشباح أو جن، أو التعرض لدخول سارق متسلل للبيت في الظلام، بينما لا يستطيع الجزء الآخر التعبير عن سبب هذا الخوف ولكنهم يعيشونه ويعانون بسببه.

 

ومن ضمن أهم العوامل التي تساعد على الإصابة بهذا النوع من الرهاب هو ما يلي:

العوامل الجينية: إن الوراثة لها دور واضح في زيادة قابلية الشخص للإصابة بأمراض الرهاب، كغيرها من اضطرابات القلق.
القلق الزائد عند أحد الوالدين أو أحد المقربين ممن يقدم الرعاية للطفل: من الممكن أن يصاب الشخص بالخوف عندما يرى شخصا ما يتخذه قدوة له يعاني من هذا الخوف، وغالبًا ما يكون هذا الشخص أحد الوالدين أو الأشخاص الآخرين المهمين في حياته كالجدة مثلًا.

وهنا التعلم يكون عن طريق ملاحظة تصرفات القدوة والتأثر بها، إذ إن لهذه السلوكيات أثر أكبر من النصائح أو التعليمات اللفظية إلى حد بعيد.

الضغوطات: التعرض لحوادث الحياة السلبية عمومًا من شأنه أن يرفع مستوى القلق عند الطفل أو الشخص البالغ، وقد يكون مصحوبًا بالخوف من البقاء وحيدًا أو النوم وحيدًا في الظلام، فقد نلاحظ بعد حدث ما أن الطفل أصبح يطلب من الأم أن تنام معه أو يرفض إغلاق الإضاءة قبل النوم.
التعرض لصدمة في فترة الليل: التعرض لأي اعتداء كالاعتداء الجسدي من قبل أحد أفراد الأسرة، أو اقتحام المنزل من قبل أشخاص آخرين لغرض آخر كالسرقة على سبيل المثال، عادة ما يولد خوفًا من الوقت الذي حدث فيه هذا الاعتداء، إذ يقوم العقل بتمييز هذا الوقت من الأشياء الخطرة، ويكون الشخص في حالة تأهب مصحوبًا بالقلق والخوف كاستعداد لتكرار هذا الخطر مرة أخرى.
اضطرابات القلق الأخرى: إن وجود أحد اضطرابات القلق الأخرى كاضطراب القلق العام أو الخوف من الانفصال عن أحد الوالدين، من الممكن أن يكون مصحوبًا بالخوف من الظلام.

عند الحديث عن طرق العلاج المتاحة لهذا الرهاب، فهو يتمثل في طرق أساسية تعتمد كبداية ولكن يمكن الاستعانة بعلاجات أخرى عند الحاجة مثل استخدام الأدوية في الحالات الشديدة.

من الطرق الأساسية هي استخدام تقنيات الاسترخاء، العلاج المعرفي والعلاج السلوكي بالتعرض التدريجي.

في العلاج المعرفي يتم مناقشة أفكار الشخص التي تسبب له الخوف وتدريبه على استبدالها بأفكار واقعية.

أما في العلاج السلوكي فيتم وضع خطة سلوكية مفصلة لتعريض الشخص بالتدريج للمواقف المخيفة بالنسبة له، ويبدأ بالأقل شدة مع التكرار المستمر حتى يتم القضاء على الخوف ثم ينتقل للأكثر شدة، وهكذا إلى أن يعتاد على جميع المواقف التي كان يخشاها قبل ذلك.