+A
A-

د. هيثم غانم: مضاعفــات التهابات الأذن قد تؤثر علـى قدرة السمــع عند الطفـل

تعد التهابات الأذن من أكثر مشكلات الأطفال الصحية شيوعا، وقد تسبب أحيانا مضاعفات كفقدان مؤقت للسمع، وفي كثير من الأحيان يعتقد البعض أن تغطية أذن الطفل تمنع الإصابة، إلا أن استشاري طب الأطفال في المستشفى الملكي التخصصي د. هيثم غانم أكد أن ارتداء قبعة أو تغطية الأذن لا يمنع من إصابة الطفل بالتهاب بالأذن، إذ إن الالتهاب لا يأتي من خارج الأذن.
وفي لقاء معه قال: الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن، إذ إن الأطفال الأصغر سنا لديهم قنوات استاكيوس أضيق، ما يزيد من احتمال إصابتهم بالالتهاب. وفيما يلي نص اللقاء:

ما أسباب التهابات الأذن عند الأطفال؟ 
من الشكاوى الأكثر شيوعا التي تدفع الأهل لزيارة طبيب الأطفال هي آلام الأذن، فإنها من أهم 3 أسباب لزيارة طبيب الأطفال. وعادة ما يكون السبب هو التهاب في الأذن الوسطى.
ومن المعتقدات أن التهابات الأذن الوسطى تأتي من خارج الأذن، وكثيرا ما نسمع من ينصح بارتداء قبعة أو تغطية الأذن حتى لا يصاب الطفل بالتهاب بالأذن، ولكن هذا غير صحيح، فإن هذا الالتهاب لا يأتي من خارج الأذن، إنما من الجزء الخلفي من الحلق أو الجزء الخلفي من الأنف، من خلال قناة تسمى قناة استاكيوس، وبسبب صغر حجم قناة استاكيوس عند الأطفال تزيد الإصابة من ضيق القناة، أو قد تؤدي لانسدادها، وبالتالي لا تعمل بشكل صحيح، إذ لا يتم التصريف الطبيعي للسوائل من الأذن الوسطى. وقد يؤدي لتراكم السوائل خلف طبلة الأذن. وعندما تتجمع هذه السوائل، تكون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفيروسات والإصابة بالتهاب الأذن الوسطى. وقد يتكون أيضا صديد تحت الضغط، ويشعر الطفل بألم شديد.

كيف يتم تشخيص التهابات الأذن؟

قد تشبه أعراض التهاب الأذن الوسطى حالات أو مشكلات طبية أخرى، وقد يعاني الأطفال من أعراض مختلفة. كما أن الأطفال الأصغر سنا غير قادرين على التعبير عن أعراض الألم في الأذن، أو الأطفال الرضع الذين لم يكتسبوا القدرة على التواصل والكلام. وقد تظهر أعراض الالتهاب عند الأطفال في صورة انزعاج غير معتاد، وصعوبة النوم أو كثرة النوم، السحب أو الشد في إحدى الأذنين أو كلتيهما، أو ارتفاع في الحرارة، أو خروج السوائل أو الصديد من الأذن، أو فقدان التوازن، أو صعوبات في السمع، أو ألم الأذن.
لذلك من المهم جدا إجراء فحص دقيق لأذن الطفل عندما يأتي إلى عيادة الأطفال، ومن الضروري معرفة أن هناك درجات مختلفة من التهابات الأذن، وتشمل الاحمرار البسيط أو التهابا شديدا في الطبلة، وتظهر منتفخة وممتلئة بالسوائل أو الصديد، ما يمكن أن يؤدي إلى ثقب في الطبلة.
عندما يتم تشخيص نوع ودرجة التهاب الأذن، فالعلاج قد يكون مضادا حيويا، وفي الحالات البسيطة التي تكون بسبب التهاب فيروسي، يمكننا فقط مراقبة الطفل ليتحسن من تلقاء نفسه.

هل تسبب التهابات الأذن فقدان السمع؟ وما المضاعفات الأخرى التي يمكن أن تحدث؟
عادة ما تسبب التهابات الأذن فقدانا أو ضعفا في السمع. ولكن يكون ذلك مؤقتا، وبمجرد علاج الالتهاب يعود السمع إلى طبيعته، ولكن عدم علاج عدوى الأذن أو إذا بقي السائل في الأذن الوسطى لفترة طويلة أو تكرار الالتهابات، يمكن أن يسبب ضررا، وقد يؤدي إلى فقدان سمع دائم.
من المضاعفات الأخرى هو احتمال انتشار العدوى في بعض الأحيان إلى مناطق مجاورة مثل النتوء الخُشائي، كما أن التهابات الأذن قد تؤدي إلى تأخر الكلام، أو حتى تأخر في التقدم والنمو في الأطفال.

 ما الفئة العمرية الأكثر إصابة بالتهابات الأذن، ولماذا؟
عادة ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن، حيث إن الأطفال الأصغر سنا لديهم قنوات استاكيوس أضيق. ومع ذلك، فإننا نرى التهابات الأذن خارج هذه الفئة العمرية، كما أنها تحدث أيضا عند البالغين على الرغم من أنها أقل شيوعا. وأظهرت الدراسات أنه بحلول عمر 3 سنوات، فإن 80 % من الأطفال يصابون بنوبة واحدة على الأقل من التهاب الأذن الوسطى.

 كيف يتم علاج التهابات الأذن، وما النصائح التي يمكن أن نقدمها للوالدين؟
عادة ما تكون التهابات الأذن ناجمة عن التهاب فيروسي، ولا تحتاج جميع التهابات الأذن إلى العلاج بالمضادات الحيوية. ويتحسن الالتهاب من تلقاء نفسه وقد يستغرق أسبوعا للتخلص منه، وننصح الأهل بعدم تعريض الطفل للمضادات الحيوية من دون داع أو بكثرة؛ إذ إن ذلك قد يسبب بكتيريا مقاومة، كما يتسبب بالقضاء على البكتيريا النافعة في أمعاء طفلك. وفي هذه الحالات قد نوصي بعلاج البكتيريا النافعة لإعادة تلك البكتيريا الجيدة، ومن المهم أيضا زيارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح.
وهناك بعض العوامل التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالتهابات الأذن عند الأطفال، ومنها الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل، فالأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل احتمالا للإصابة بالتهابات الأذن، إضافة لتوفير التطعيمات الروتينية للأطفال في الوقت المحدد، وتجنب التعرض لدخان السجائر، والتغذية الصحيحة.