العدد 6114
الجمعة 11 يوليو 2025
banner
القادة السيئون وصناعة ضحايا في بيئة العمل
الجمعة 13 يونيو 2025

تعتبر الصحة النفسية من القضايا الحيوية في بيئات العمل، حيث يرتبط تأثيرها بشكل مباشر بأداء الموظفين ورضاهم الوظيفي. غالبًا ما تتبادر إلى الذهن صور سلبية عند الحديث عن الصحة النفسية، فيتصور المتلقي مباشرةً المستشفيات النفسية وما يتبعها من أمور سلبية. لكن يغفل الكثيرون معاناة الموظفين والعمال بسبب القادة السيئين، الذين يؤثرون على سلوكهم النفسي ويجعلون مِن الموسسات كم هائل من الضحايا.

يجب علينا اليوم أن نقف ونتحمل المسؤولية تجاه موضوع الصحة النفسية في المنشآت، ومدى الرضا الموجود في أروقتها، سواء كانت هذه المنشآت ربحية أو غير ربحية. ينبغي التركيز على الأثر المترتب على نمو المجتمع العمالي بشكل عام. الكل يعرف أن الموظفين الذين يتعاملون مع قادة نرجسيين والقائد المتسلط، غالبًا ما يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة، خاصة عندما يأتي هؤلاء القادة عبر الواسطات أو تحت ظروف معينة، دون إدراك لنتائج الضرر الذي يمارس على العقول والنفسيات المحتاجة إلى قادة متخصصين في إدارة شؤون المعرفي والسلوكي في المؤسسات.

يلعب القادة والمدراء دورًا أساسيًا في تشكيل بيئة العمل، حيث يمكن لأسلوب إدارتهم وطريقة تعاملهم مع الموظفين أن تسهم في خلق أجواء صحية أو ضاغطة. نلاحظ أن أكثر المتضررين هم الفئة التي لا تريد أن تعبر عن مشاعرها، ولا تثق بأحد في المؤسسة. هؤلاء الموظفون، الذين يميلون إلى الصمت، يعالجون مشاعرهم باجتهادات غير مدروسة، بعيدًا عن المختصين الذين يمكنهم مساعدتهم في المطالبة بحقوقهم.

من المهم أن يتوفر فهم مشترك حول مستويات الضغط النفسي، حيث يمكن أن يسهم إدراك الأثر السلبي للضغوط النفسية على التصرفات في تحسين العلاقات داخل المؤسسة. 

لتخفيف معاناة الموظفين، يمكن اقتراح عدة مبادرات، مثل تقديم علاوات للصحة النفسية لدعم الموظفين الذين يعانون من ضغوط نفسية. كما يمكن تنظيم برامج دعم نفسي تشمل ورش عمل أو جلسات استشارية منتظمة، وزيادة التحفيزات النوعية داخل المؤسسات بالتعاون مع مختصين في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء نادي صحي كجانب آخر يمكن أن تدعمه المؤسسات ضمن إطار العلاوات النفسية.

إن الصحة النفسية في بيئات العمل موضوع بالغ الأهمية يتطلب اهتماما خاصا ومن خلال تعزيز الوعي وتبني استراتيجيات فعالة، يمكن للمؤسسات تحسين بيئة العمل ودعم موظفيها، مما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على مستوى الأداء العام والرضا الوظيفي. ومن الجيد أن يكون تقييم إدارة الموظفين متبادلًا بين الرئيس والموظفين، بحيث يُتوقع من كل عامل يتم تقييم مستواه الوظيفي من قبل مسؤوليه أن يقيم أيضًا دوروأداء مديره أو من مشرفه، وأن يحدد ما إذا كان المديرأو المسؤول يقوم بواجباته كاملة، أم يمارس المحاباة ويدعم أولئك الذين يمارسون النفاق الاستراتيجي تحت مسمى الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل.

نختتم بالقول إن اهتمام القادة بالصحة النفسية يمكن أن يقلل من ضحايا الأضرار النفسية في بيئة العمل ونطمح إلى تنمية الصحة النفسية في جميع المؤسسات، من أجل تحقيق ابتكار عالي الجودة وزيادة الإنتاجية وتقليل الإصابات المهنية.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية