+A
A-

لا تتبع حمية "فود ماب" إلا تحت إشراف طبي

  • للعامل النفسي دور كبير في التعايش مع المتلازمة
  • الحمية الغذائية والأدوية "كوابح" للقولون العصبي
  • لا قاعدة غذائية ثابتة للسيطرة على القولون العصبي

 

تعتبر متلازمة القولون العصبي من أكثر الاضطرابات شيوعًا وانتشارًا، والتي تصيب الجهاز الهضمي وتحديدًا الأمعاء الغليظة.

وتتراوح أعراض المرض بين آلام البطن، الغازات، إسهال أو إمساك أو كليهما معًا، وتعتبر المتلازمة من الأمراض المزمنة والتي تحتاج لعلاج طويل المدى.

وتعتبر الحمية الغذائية إضافة إلى الأدوية ونمط الحياة من أهم عوامل السيطرة على الأعراض الناتجة عن متلازمة القولون العصبي، والتي تمكن المريض من التعايش معه.

إن العامل النفسي يحتل دورًا كبيرًا في التعايش مع المتلازمة، إذ إن معرفة كيفية السيطرة على عوامل التوتر والقلق تؤدي إلى السيطرة على أعراض متلازمة القولون العصبي والحد من أعراضه.

ومن الأعراض الشائعة أيضًا والتي قد يعاني منها البعض هي فقدان الشهية ونزول الوزن، لذلك تعتبر التغذية العلاجية لمتلازمة القولون العصبي أمرًا ضروريًا لمن يعاني من الأعراض، لما لها من أثر كبير في تخفيف حدة أعراض المرض، إلى جانب العامل النفسي مثل القلق والاكتئاب.

بداية، على المريض معرفة وفهم طبيعة جهازه الهضمي، فلكل شخص أعراض مختلفة عن الآخر ودرجة تحسس الجهاز الهضمي للأطعمة تختلف من شخص لآخر.

وليس هناك قاعدة غذائية تنطبق على جميع مرضى متلازمة القولون العصبي، لذلك فإن التغذية العلاجية تعتمد بنسبة 50 % على فهم الشخص لطبيعة جهازه الهضمي، عبر تدوين أنواع الأطعمة التي قد تتسبب في تهيج وزيادة الأعراض لدى المريض.

وقد يلجأ اختصاصي التغذية إلى استخدام بعض الحميات التي تساعد المريض في التعرف على نوعية الأكلات التي تسبب زيادة أعراض القولون العصبي، مثل حمية الـ "فود ماب"، وذلك في الحالات التي تعاني من أعراض حادة لا يمكن توقع أسباب ومصادر زيادتها؛ للتعرف على المصدر الغذائي المسبب للتهيج الشديد مثل الفركتوز والفركتان واللاكتوز.

وتشمل القائمة أيضًا بعضًا من أنواع الحبوب والخضروات والفواكه ومشتقات الحليب التي يجب الابتعاد عنها لفترة محددة، والعودة لها بالتدريج لمراقبة طريقة تفاعل الجهاز الهضمي معها.

ولا ينصح باتباع هذا النوع من الأنظمة من دون استشارة اختصاصي التغذية؛ لما يسبب من نقص شديد في المعادن والفيتامينات، والتي قد يضطر الاختصاصي إلى وصف بعض أنواع المكملات الغذائية لتعويض النقص الناتج من اتباع الحمية.

ومع الأسف الشديد، إن كثيرًا ممن يعانون من متلازمة القولون العصبي يلجأون لاتباع هذه الحمية بشكل يعرضهم للنقص الشديد، بل في بعض الأحيان يتعرض إلى مخاطر سوء التغذية؛ بسبب قلة الوعي الغذائي.

إن هذا النوع من الحميات يستخدم لفترة قصيرة جدًال، وذلك للوصول إلى تشخيص معين للمريض، وليس كنمط حياة أو وسيلة لتخفيف الأعراض.

نعم توجد بعض الأطعمة المثبتة بتسببها لتهيج أعراض القولون العصبي منها الكافيين، والمشروبات الغازية والمحتوية على نسبة عالية من السكريات، والأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الدهون، إضافة إلى الأطعمة المسببة للغازات مثل الملفوف والقرنبيط والبقوليات.

ويعتبر النمط الغذائي المعتدل من الأشياء المشتركة التي تساهم في تخفيف الأعراض عند جميع مرضى متلازمة القولون العصبي، مثل الأكل البطيء والوجبات الخفيفة المتكررة في اليوم، بدلًا من الاعتماد على الوجبات الرئيسة بكميات كبيرة، كما أن ترطيب الجسم بالمقدار الكافي من السوائل وممارسة الرياضة بانتظام يساعد بشكل ملحوظ في تخفيف الأعراض.