+A
A-

د. إسحاق المبارك: المواليد الجدد فريسة سهلة للفيروسات وجهازهم المناعي تنقصه الخبرة

  • تطعيمات الحوامل تمنح مواليدهن مناعة تستمر لأسابيع بعد الولادة
  • سوء التغذية عند الفطام يؤثر سلبًا على مناعة الأطفال

 

الجهاز المناعي للأطفال كحال بقية أجهزة الجسم لا يكون متطورًا بشكل كامل في الأشهر الأولى، ما يجعل الطفل عرضة للعدوى بسهولة، خصوصًا مع انتقاله من وسط معقم بشكل كامل في رحم الأم إلى وسط جديد تحيط به الجراثيم والفيروسات.

وتشكل الأجسام المضادة التي تعطيها الأم للجنين في الأشهر الأولى خطًا مهمًا من خطوط الحماية للطفل.استشاري أمراض الأطفال د. إسحاق المبارك

وفي هذه المرحلة العمرية تكون الاستجابة المناعية أضعف منها في البالغين، خصوصًا مع عدم وجود تجارب سابقة للجهاز المناعي، وجميع ما يحيط به من بكتيريا وفيروسات يعتبر شيئًا جديدًا، ما يجعل الطفل عرضة بشكل أكبر للعدوى.

وينعكس ذلك على الاستجابة المناعية للتطعيمات أيضًا، ما يستلزم التعامل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بتطعيمات الأطفال كما هو المعمول به حاليًا.

في كل مرة يمرض فيها طفلك فإنه يكتسب مناعة وخبرة وأجسامًا مضادة جديدة، تسهم في بناء مناعته ومواجهته للأمراض في المستقبل، ولذلك نلاحظ أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى في سنين عمرهم الأولى، وتقل عدد مرات تعرضهم للوعكات الصحية كلما تقدموا في العمر.

وأهم الوسائل لتدعيم مناعة طفلك هو التشجيع على الرضاعة الطبيعية، إذ يحتوي حليب الأم على العديد من العناصر التي تعزز مناعة الطفل من البروتينات والدهون والسكر، إضافة للأجسام المضادة التي تفرز في الحليب، والتي تكونها الأم عندما تتعرض لأي عدوى، علاوة على كون حليب الأم غير ملوث عكس الحليب المحضر يدويًا، والذي يكون عرضة للتلوث حين يحضّر بشكل وظروف غير ملائمة.

 

تطعيمات الطفل

تعتبر التطعيمات أكثر وسائل الوقاية أمانًا وأسرعها وأكثرها نجاعة في مواجهة العدوى، وعلاوة على استفادة الطفل من التطعيمات، فإن التطعيمات التي تأخذها الأم أثناء الحمل تكون أجسامًا مضادةً تعبر المشيمة، وتعطي الجنين مناعة تبقى مع الطفل لأسابيع بعد الولادة.

وذات الأمر ينطبق على التطعيمات التي تأخذها الأم المرضع، إذ وجدت الدراسات أن الأجسام المضادة تفرز في حليب الأم وذلك بعد إحداث المناعة عبر تطعيم الأم، إذ يستفيد منها الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية.

وينطبق ذلك على الوضع الراهن ومرض (كوفيد 19) حسب آخر الأبحاث ذات العلاقة، والتي أثبتت وجود أجسام مضادة في حليب الأم المرضع المطعمة بجرعات اللقاح الخاصة بمرض (كوفيد 19).

 

 

التغذية وأثرها على مناعة الطفل

يبدأ أثر التغذية على مناعة الطفل من التغذية السليمة للأم، منذ بداية الحمل، ومرورًا بفترة الرضاعة الطبيعية، ووصولًا إلى وقت الفطام.

وتلعب بعض العناصر الغذائية، مثل: الحديد والزنك وفيتامينات مثل فيتامين (ألف) و (سي) و (دال) دورا مهمًا في تحقيق مناعة جيدة للطفل.

وحليب الأم يحتوي على معظم العناصر التي يحتاجها الطفل، رغم عدم احتوائه على الحديد وفيتامين (دال) بالكميات المطلوبة.

في حين ان مخزون الحديد لدى الطفل في أشهره الأولى يكفي حاجة الطفل حتى حلول فترة الفطام، إلا أن بعض المدارس تميل لإعطاء المواليد الجدد الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بشكل كامل جرعة صغيرة من الحديد بشكل يومي، وإعطاء الأطفال جرعة يومية من فيتامين (دال) تقدر بـ 400 وحدة يوميًا؛ وذلك لمنع مشاكل لين العظام، والمساعدة في امتصاص الكالسيوم بشكل كافٍ، ولدور فيتامين (دال) في المناعة خصوصًا مع عدم تعرض الأطفال حديثي الولادة للشمس بالشكل المطلوب.

وتعتبر فترة الفطام ونمط التغذية فترة مهمة، إذ إن سوء التغذية ينعكس بشكل كبير على أداء الخلايا عمومًا وخلايا الجهاز المناعي خصوصًا، وأداء الغدة الزعترية التي تلعب دورًا محوريًا في جهاز المناعة.

ولذلك ينصح بتنويع المصادر والأنواع الغذائية من لحوم وكربوهيدرات وخضروات وفواكه، لتتضمن جميع العناصر الضرورية لنمو ومناعة الطفل بما يحقق الهدف.