+A
A-

حكاية أول صيدلية في البحرين

ولد علي بن التاجر والوجيه أحمد يتيم في المنامة العام 1890م وترعرع فيها. وتلقى تعليمه في مدرسة الإرسالية الأميركية منذ افتتاحها في العام 1902م، وهي أول مدرسة تدرس فيها اللغة الإنجليزية وبعض العلوم العصرية في البحرين.

وما إن أتم علي دراسته في الإرسالية الأميركية حتى قرر الهجرة إلى الهند لدراسة العلوم الصيدلانية، في وقت مثل فيه القطاع الصحي احتياجًا ماسًا للمجتمع نتيجة لتفشي الأوبئة، كوباء الكوليرا والطاعون وغيرها من الأمراض.

وفي العام 1908، سافر علي يتيم برفقة خليل بن إبراهيم كانو إلى الهند، إذ اتجه يتيم لدراسة الصيدلة بجامعة "عليكرة"، فيما اتجه كانو لدراسة ميكانيكا السيارات.

ولدى وجوده في الهند بين العامين 1908 و1910، تمكن يتيم من الاطلاع على الأدوية وطرق استعمالها، والأدوات والمعدات الطبية والكثير من المواد المستعملة للأغراض العلاجية، إضافة إلى الإلمام ببضائع خاصة للعناية بالنظافة العامة.

وعقد يتيم بعض الصفقات مع شركات مثل "شركة بليرام إخوان" التي تعمل في مجال بيع الأدوية والمعدات الطبية وتقع في بومبي، فكان يستورد منها الأدوية والعلاجات والأمصال والإبر وما إلى ذلك.

وشركة "بالي ولاي هوي" التي تبيع النظارات، فكان يستورد منها النظارات والعدسات الطبية.

عاد علي يتيم إلى البحرين في العام 1910، ليؤسس صيدليته التي تعد أول صيدلية في تاريخ البحرين، مستعينًا في ذلك على ما تعلمه أثناء وجوده في الهند من الصيدلانيين الهنود الذين يعدون من أمهر الصيادلة على مستوى العالم حينها.

وكان ليتيم آنذاك شهرته الواسعة على مستوى الخليج، كما كانت له علاقاته التجارية مع موردين من التجار في الهند، ما أتاح له الاطلاع على أصناف الأدوية المنتجة آنذاك في الهند أو المستوردة عن طريقهم.

واكتسب عبر تعاملاته مع الموردين المعرفة بأنواع الأعشاب المستعملة للأغراض الطبية المستخلصة منها والمركبة، ومواد ولوازم العناية بالمرضى وأغراض النظافة العامة كالمطهرات والمنظفات.

وتضمنت دفاتره توثيقًا لمعرفة يتيم بالكثير من الأدوية والمركبات التي استعملها في تلك الحقبة لعلاج الكثير من الأمراض والعلل.

وتضمنت سجلاته إشارات إلى معرفته لطرق قياس السوائل ووزن الأدوية، ووصف جرعات الدواء، واستعمال المكاييل الصيدلانية لأغراض صرف وتدوين الأدوية في السجلات وكتابة التعريف بالدواء على العبوات الدوائية، إضافة إلى قيامه بالأعمال الصيدلانية لتجزئة المحاليل والعقاقير وتحضيرها ومزجها، إذ دون ذلك في دفاتر الشركة، واحتفظ بمعدات مثل: السكاكين والمقصات الحادة لتقطيع المواد الدوائية الصلبة، وأدوات مزج المحاليل والسوائل اللزجة وذلك لغرض تحضير العقاقير بالشكل الصيدلاني المناسب للمرضى.

وكانت محتويات الصيدلية تشتمل على أدوية مركبة ومستخلصة معظمها مستوردة من الهند، أعشاب تستخدم للأغراض الدوائية، قناني زجاجية للمقاييس والمكاييل الصيدلانية، أدوات طبية وجراحية مثل الإبر، الملاقط، الغيارات، المحاقن وغيرها، أدوية وأدوات لعلاج الأسنان، لوازم للعناية بالنظافة العامة، ضمادات وغيارات، أربطة (سيور للمصابين بالفتق)، عبوات وعلب لحفظ الأدوية وتعبئتها للمرضى، نظارات وعدسات طبية، مناظير (درابيل)، وساعات، بعض أنواع الأقمشة، وخردوات وما إلى ذلك.

 

وكان يتيم يطبع على جوانب الوصفة الطبية أو ورقة الحسابات بعض العبارات التي تشير إلى خدمات الصيدلية، ومن تلك العبارات:

•       علي ومحمد يتيم محل الأدوية والنظارات في البحرين.

•       النظارات التي تقي العيون موجودة بمحل يتيم أخذ النمرة مجانًا للجميع.

•       أدوية يتيم مشهورة بحسن تركيبها وخلوها من كل مادة ضارة.

•       يُصدر لمحل يتيم من أوروبا أنواع البضائع كالصيني، الحديد، الخردوات، الحرير، الصوف، الزري الجرمي والسمين وغير ذلك.

•       ساعات الراسكوب هي التي تصدر لمحل يتيم خاصة، الثمن مُعتدل وللتجار تساهل خاص.