+A
A-

أشهر خرافات العلاج الطبيعي

•             جذور العلاج الطبيعي تعود إلى 400 سنة قبل الميلاد

•             شلل الأطفال وإصابات الحرب العالمية أسست للدور المعاصر للعلاج الطبيعي

•             بعض الرياضيين لا يقنعهم العلاج الطبيعي الخالي من الألم

 

تتبادر للأذهان بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن العلاج الطبيعي، إذ يظن البعض أنها مهنة حديثة الوجود لم يمضِ عليها أكثر من 50 عاما.

إلا أن الوثائق تبين أن جذور العلاج الطبيعي ترجع إلى 400 سنة قبل الميلاد، عندما وضع أبقراط أسس العلاج اليدوي، الذي يعتبر أحد ركائز العلاج الحديث.

وتطورت المهنة منذ ذلك الوقت حتى تم تأسيس أول جمعية للعلاج الطبيعي في بريطانيا نهاية القرن التاسع عشر، تلا ذلك تأسيس الجمعيات المختلفة في نيوزلندا والولايات المتحدة الأميركية بدايات القرن العشرين الماضي.

ويعتبر تأسيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية في نهايات التسعينات أول مبادرة رسمية لتشكيل جمعية من هذا النوع في منطقة الخليج العربي تعنى بمتابعة أمور المهنة وتطويرها.

ومن الأمور التي تغيب عن ذهن البعض هو دور العلاج الطبيعي، إذ يعتقد بعض العامة أن العلاج الطبيعي مقصور على علاج مشاكل وآلام العظام والعضلات والمفاصل والإصابات الرياضية.

إن الدور الحقيقي لهذه المهنة في العالم المعاصر نشأ مع انتشار وباء شلل الأطفال في العام 1916، وما صاحبه من حاجة ماسة لإعادة تأهيل الأطفال المصابين بالشلل نحو الحركة مرة أخرى، تلا ذلك الحاجة لإعادة تأهيل الجنود المصابين في الحرب العالمية الأولى.

ومنذ ذلك الحين وتخصصات العلاج الطبيعي في توسع مستمر لتشمل إعادة تأهيل الأعصاب وحالات الأطفال والقلب والرئة والتقدم بالعمر، كما تطورت تخصصات أخرى حديثة لتشمل علاج مشاكل المرأة والرجل والسرطان والتورمات والأطراف الصناعية.

ومن الخرافات الأخرى التي يتداولها البعض أن العلاج الطبيعي عبارة عن مساج، وهذه العبارة ليست دقيقة، فالمساج العلاجي هو أحد أنواع العلاجات المستخدمة في العلاج الطبيعي لحالات التشنج العضلي وآلام الرقبة وأسفل الظهر، وتحسين الدورة الدموية في منطقة معنية ولمدة لا تتجاوز الثلث ساعة، ويختلف هذا التوجه العلاجي بشكل كامل عن المساج الاسترخائي المقدم في بعض الأندية الصحية والمشافي العلاجية، الذي يستهدف الجسم بأكمله لحوالي ساعة.

كذلك يجب التنويه أن طلبة برامج بكالوريوس العلاج الطبيعي لا يتدربون على تقنيات المساج العلاجي أكثر من أسبوعين دراسيين من أصل 4 سنوات دراسية كاملة.

ويظن بعض المرضى أن استخدام وسائل العلاج بالكهرباء والحرارة هو الحل الأمثل لمشاكلهم بناءً على خبرة سابقة، إذ يعتبر البعض أن الجلسات العلاجية التي تفتقر لهذه الوسائل لا تكون قد استهدفت مصدر الألم.

هنا يجب التنويه أن هذه الوسائل العلاجية لها فائدتها في علاج بعض الحالات لمدة بسيطة وليس جميع الحالات، كما أن اختصاصي العلاج هو المخول لتحديد أسلوب العلاج المناسب للحالة تبعًا لمعايير مختلفة، منها طبيعة الحالة وحدة الألم وقوة العضلات ومرحلة التطور في البرنامج العلاجي.

وأمر آخر، يقتنع بعض اللاعبين أن العلاج الطبيعي الفعّال هو العلاج المرتبط بالألم؛ نظرًا لقابليتهم على تحمل الألم الشديد، وهذه خرافة أخرى، إذ إن الوسائل العلاجية عمومًا لا تستهدف زيادة الألم إلا ما ندر منها، ولحالات معينة فقط مثل تليف العضل والجلد بعد حوادث القطع والحروق.

لذا، فإن علاج حالات الإصابات الرياضية وغيرها يتم في مدى حركي لا يصل لمرحلة الألم الشديد؛ لأن ازدياد الألم بشكل كبير يؤدي إلى تشنج العضلات وتقلصها وضعف الدورة الدموية للمكان كردة فعل لتقليل الألم، وهذه الأمور تؤدي إلى تراجع في الحالة وتزيد من المشاكل العضلية التي يعاني منها المريض على المدى البعيد.