ابتعدوا عن الإيجابية السامة وكلمات التعاطف عند التعامل مع المريض
الاختصاصية والمعالجة النفسية سندس الساعاتي
إعداد: حسن فضل
أكدت الاختصاصية والمعالجة النفسية سندس الساعاتي أهمية وجود اختصاصي نفسي في أي مستشفى حكومي أو خاص، حيث دوره يبدأ من بداية تلقي المريض لخبر مرضه، حتى مرحلة تقبل المرض. وأشارت إلى أن المريض يمر تقريبا بـ 5 مراحل، فما إن يتلقى الخبر الصادم تكون أول مرحلة هي الإنكار والثانية الغضب سواء الغضب اتجاه النفس أو الآخرين، والثالثة المساومة، ففي هذه المرحلة يريد أن يقايض الشخص الذي أمامه لعله يجد هناك حلا آخر أو علاجا، أو يفترض أن هناك خطأ في التشخيص، والمرحلة الرابعة هي مرحلة الحزن وهي تأتي ما قبل التقبل، فتأتي الرغبة بالعزلة والخوف وعدم الخروج إلى المجتمع والخوف من التنمر ويرفض إخبار الآخرين، ويعتريه حزن، في حين أن التقبل هو المرحلة الأخيرة.
وقالت: من المحبذ أن يكون هناك اختصاصي نفسي موجودا في كل هذه المراحل، لأن الاختصاصي مدرب على التعامل مع المريض في كل المراحل ولديه القدرة على التعامل مع المريض في كل مرحلة حسب متطلباته ونفسيته خلال هذه الفترة.
وأضافت: إن الاختصاصي النفسي يمكن أن يكون أي شخص، فيمكن أن يكون الأم أو الأخ أو الصديق أو الطبيب، ويمكن أن يكون الاختصاصي نفسه، فالمجتمع والأسرة لهما دور كبير جدا.
وأضافت: لابد من معرفة أثر الكلمة، فكلمات التعاطف يمكن أن تكون بسيطة لبعض الناس؛ ولكنها قد تقتل الهمم والقوة عند أشخاص آخرين بمجرد سماعها، فيجب أن ننتقي الألفاظ بعناية. وأوضحت أن الشخص نفسه يجب أن يقوي عنده الإرادة الذاتية والثقة النفسية، فالإعاقة لا تكون بالجسد بل بالفكر، والاستسلام لعبارات التعاطف يؤثر على المرض ويضعف الجهاز المناعي الذي لن يكون قادرا على محاربة الأمراض.
وبينت أن على الأهالي والمقربين من المريض ضرورة تجنب منح المريض الإيجابية السامة، فهي تخلق واقعًا افتراضيًا غير حقيقي وربما تجعل المريض يتخذ قرارات سلبية على صحته.
وأكدت أهمية وجود مراكز التأهيل لتأهيل المريض على الاعتماد على نفسه وليس على الآخرين في قضاء أموره، وكيفية تعايش المريض مع مرضه.
وألمحت إلى أهمية الطب التلطيفي الذي يستخدم للتدخل مع المرضى أصحاب الأمراض المزمنة والنادرة والخطيرة، التي لا علاج لها بوجود اختصاصيين نفسيين ليتمكنوا من عيش باقي أيامهم بهدوء وسكينة.