+A
A-

لسانك.. مرآة لصحتك العامة

يحتوي اللسان على كتلة هائلة من العضلات الفريدة التي تحتل ثلث الفم تقريبًا، وهي كتلة ضرورية للتحدث والأكل والبلع والتذوق. لكن، بحسب الخبراء، لا يحظى اللسان باهتمام كبير من كثيرين. وإذا تغير نسيج ولون اللسان بشكل متكرر، فإنها قد تكون علامة على وجود مرض كامن. بالتالي، فإن تنظيف اللسان جيدًا يعد أمرًا بالغ الأهمية. ويؤكد الخبراء ضرورة الحفاظ على صحة اللسان؛ إذ إن أنسجة اللسان والفم أرق وأكثر حساسية من الجلد في أجزاء أخرى من الجسم، ما يسهل على الأطباء وأطباء الأسنان اكتشاف أعراض المرض في الفم.

لذا‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬أعراض،‭ ‬فحص‭ ‬اللسان‭ ‬والفم‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬تغييرات،‭ ‬والتي‭ ‬سيمكن‭ ‬ملاحظتها‭ ‬بسرعة‭ ‬وسهولة؛‭ ‬لأن‭ ‬اللسان‭ ‬غني‭ ‬بالأعصاب‭ ‬الحسية‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬إيلاء‭ ‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬بفحص‭ ‬اللسان‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬مرضى‭ ‬السكري‭ ‬والمدخنين‭ ‬ومرضى‭ ‬ضعف‭ ‬المناعة‭.‬

وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكشفها‭ ‬اللسان؛‭ ‬فاحمرار‭ ‬اللسان‭ ‬يكون‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬عناصر‭ ‬تغذية‭ ‬أساسية،‭ ‬مثل‭ ‬نقص‭ ‬حمض‭ ‬الفوليك‭ ‬وفيتامين‭ ‬B12،‭ ‬والعلامة‭ ‬الرئيسة‭ ‬هي‭ ‬ظهور‭ ‬لون‭ ‬لامع‭ ‬ضارب‭ ‬إلى‭ ‬الحمرة‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬المظهر‭ ‬الشاحب‭ ‬المعتاد‭.‬

أما‭ ‬ظهور‭ ‬بقع‭ ‬بيضاء‭ ‬على‭ ‬اللسان‭ ‬فدليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬عدوى‭ ‬فطرية‭ ‬تسمى‭ ‬القلاع‭ ‬الفموي‭. ‬وتنتشر‭ ‬إصابة‭ ‬اللسان‭ ‬بالقلاع‭ ‬الفموي‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬المناعة،‭ ‬وكذلك‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يتلقون‭ ‬علاج‭ ‬بأدوية‭ ‬ستيرويدية‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬جفاف‭ ‬اللسان،‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬علاجه‭ ‬بسهولة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شرب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬السوائل،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أيضًا‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إنتاج‭ ‬كافٍ‭ ‬للعاب‭ ‬بسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الغدد‭ ‬اللعابية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬شعور‭ ‬الإنسان‭ ‬بالحرقان‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬اللسان‭ ‬مصحوبًا‭ ‬بطعم‭ ‬معدني‭ ‬مر‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬التذوق،‭ ‬مع‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬بقع‭ ‬حمراء،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بالضغط‭ ‬النفسي‭ ‬والمشكلات‭ ‬الهرمونية‭ ‬ونقص‭ ‬التغذية‭.‬

وينصح‭ ‬بغسل‭ ‬الفم‭ ‬بالماء‭ ‬العادي‭ ‬بعد‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬المشروبات،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لبقايا‭ ‬الطعام‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬الفم‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬بشطف‭ ‬اللسان‭ ‬بالماء‭ ‬الدافئ‭ ‬مع‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الملح؛‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يعد‭ ‬أيضًا‭ ‬وسيلة‭ ‬رائعة‭ ‬لمنع‭ ‬نمو‭ ‬البكتيريا‭ ‬والفطريات‭ ‬في‭ ‬الفم‭.‬