أكد استشاري جراحة الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء في مركز سيرجي كير أنه يتم حاليا الاستثمار في أحدث التقنيات العلاجية لتسريع شفاء قرحة قدم السكري بدعم من “تمكين”، مشيرا إلى أن داء السكري يعد من أكثر الاضطرابات الأيضية شيوعا على مستوى العالم.

وأوضح أنه يترافق ارتفاع معدلات السكر مع ارتفاع منتشر مستدام في معظم البلدان الغربية وانتشار سريع النمو في الشرق الأوسط ودول الخليج بالذات، إذ بلغت نسبة الإصابة 20 % من عدد السكان، وبلغ الإجمالي التقديري للمرضى 463 مليونًا في العام 2019 ومن المتوقع أن يتجاوز 700 مليون بحلول العام 2045، لافتا إلى أن اضطراب التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم بسبب نقص إشارات الأنسولين هو السمة الوحيدة السريرية المحددة لمرض السكري، إلا أن المضاعفات طويلة المدى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والعصبية والمضاعفات الكلوية هي السبب الرئيس للعجز والوفاة.

وأكد أن تقرحات القدم والساق هي من أهم المشكلات التي يسببها مرض السكري الذي لا يتم التحكم به بشكل جيد، وقد تؤدي هذه التقرحات إلى بتر أصبع القدم أو أجزاء من القدم أو أسفل الساق، موضحًا أن نحو 25 % من مرضى السكري يعانون من قرحة قدم واحدة خلال مسار المرض، في حين أن المعدل الإجمالي لعمليات بتر الأطراف السفلية الجديدة في ازدياد على الرغم من التطور العلمي الكبير في رعاية قدم السكري والجروح المزمنة وعلاجها.

وذكر أن العلاجات الفعالة لتعزيز التئام قرح القدم والساق السكري قد تقلل من خطر البتر والوفاة المبكرة، مبينًا أن العلاجات الحالية لتقرحات القدم والساق تشمل معايير العناية بالتئام الجروح من خلال التضميد الجراحي، والحفاظ على بيئة الجرح الرطبة بالضماد، وتفريغ الجرح، وتقييم الأوعية الدموية، وعلاج العدوى النشطة، إضافة إلى العلاج الصارم لمرض السكري، خصوصا السيطرة على نسبة السكر في الدم. وإضافة إلى ذلك، هناك العديد من العلاجات المساعدة قيد الاستخدام أو قيد الدراسة لتحسين نتائج تقرحات القدم والساق السكري، مثل العلاج بالأكسجين عالي الضغط، وعلاج الجروح بالضغط السلبي، وعلاج مصفوفة الجلد اللاخلية، وتطعيم الجلد، والإعطاء المحلي لعوامل النمو المختلفة. ومن بين علاجات عامل النمو، إذ إن عامل النمو المشتق من الصفائح الدموية من أكثر العلاجات فعالية.

وقال د. صادق: في عيادة قدم السكري وعلاج الجروح تم العمل على توفير أكثر الطرق فاعلية وأمانًا لعلاج تقرحات القدم والساق السكرية، وقد وجهنا تركيزنا على الأساليب التي يمكن أن تحفز النشاط الخلوي لتنشيط عملية التئام الجروح.

وأضاف: من المعروف أن الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) يعزز الاستجابات الخلوية الوضعية والمناعة والتخثر الازمة لإصلاح الأنسجة وتجديدها، ويمكن أن تؤدي إضافة نظام توليد ATP إلى تكاثر واستقطاب عوامل التحفيز الأنسجة الضامة، ما يعزز إطلاق السيتوكينات والكيموكينات ويحفز تكاثر الخلايا الجذعية في جروح وتقرحات مرضى السكري.

وتابع: نستخدم في العيادة عدد من التقنيات الحديثة والتي من أهمها تقنية الخلايا الجذعية، تقنية الأكسجين الموضعي، تقنية الليزر، إلى جانب الخبرة الطويلة في علاج وتضميد القدم السكري المتقدم، إزالة الأنسجة الميتة بالألترساوند الجراحي، فتح الشرايين بالقسطرة، علاج انتفاخ وتورم الساقين، والبديكيور الطبي للعناية والوقاية لقدم السكري.

وأكد أن العيادة تستثمر في التقنيات الحديثة من خلال برنامج “تمكين” لدعم القطاع الصحي؛ لتوفير أحدث التقنيات العلاجية لالتئام الجروح في العالم بتوفير ليزر البلازما الباردة، الذي أثبت فاعلية عالية جدا في التخلص من الجراثيم والفطريات والفيروسات في الجروح المزمنة، ما يسرع في التئام التقرحات في وقت أسرع، إضافة إلى تقنية الطعوم الدقيقة من خلال خزعة نسيجية من جلد المريض نفسه، ما يوفر جلدا جديدا للاستعاضة عن الجلد المفقود من غير الحاجة إلى عمليات جراحية.