+A
A-

الإعلامي هشام أبوالفتح:

من‭ ‬منا‭ ‬كفكف‭ ‬دموعه‭ ‬وهو‭ ‬يشاهد‭ ‬حلقة‭ ‬أو‭ ‬حلقات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ "‬منا‭ ‬وفينا‭" ‬على‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين؟‭ ‬ستكون‭ ‬إجابة‭ ‬كثيرين‭ ‬منا‭ ‬بالإيجاب‭ ‬مع‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬المحبة‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكاتف‭.. ‬مهلًا،‭ ‬هل‭ ‬تذكرون‭ ‬حلقة‭ "‬الشلل‭ ‬الدماغي‭" ‬التي‭ ‬شارك‭ ‬فيها‭ ‬الفنان‭ ‬أحمد‭ ‬مبارك؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬الحلقة‭ ‬تواصل‭ ‬مواطن‭ ‬مع‭ ‬الإعلامي‭ ‬هشام‭ ‬أبوالفتح‭ ‬ليخبره‭ ‬بأن‭ ‬البرنامج‭ ‬عرفه‭ ‬على‭ ‬صديق‭ ‬قديم‭ ‬باعدته‭ ‬عنه‭ ‬السنين،‭ ‬وكان‭ ‬لزامًا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يزوره‭ ‬في‭ ‬منزله‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أجمل‭ ‬معنى‭ ‬للإنسانية‭ ‬والمحبة‭ ‬والوداد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاعر‭ ‬الكريمة‭ ‬لـ‭ "‬منا‭ ‬وفينا‭"‬؟‭ ‬عموما،‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬الإعلامي‭ ‬أبوالفتح‭ ‬عبر‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬مفعمًا‭ ‬بسمات‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام‭:‬

 

 

عدت‭ ‬إلى‭ ‬الشاشة‭ ‬والعود‭ ‬أحمد،‭ ‬كيف‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬‭"‬منا‭ ‬وفينا‭"‬؟

في الواقع، ودعني أرسل هذه العبارة بكل المشاعر الصادقة، فليس هناك أجمل من أن ترد إلى مسامعك بعض العبارات التي تحمل بين طياتها الأحاسيس بكل ما فيها من عمق لتحيطك بشكر الناس وتقديرهم ومدى ارتباطهم بالبرنامج.. حدث ذلك في الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة، فما إن أنهيت الحلقة بكلمة ختامية باعتبارها "آخر حلقة"، حتى وجدت بعدها المكالمات تتوالى ورسائل "الواتس أب" بل وحتى الرسائل المباشرة على الانستغرام، وكان الجميع يتحدثون أو يتساءلون أو يعاتبون عتابًا لطيفًا: "هل هي خمس عشرة حلقة من البرنامج.. لماذا؟ ولأي سبب لن نلتقي في الليالي المقبلة من الشهر الفضيل وقد اعتدنا عليكم؟"، فلك أن تفتخر بهذه المشاعر وبثمار جهد فريق العمل بلا استثناء، والضيوف الأكارم بلا استثناء.. أتدري لماذا؟ أسالك "لماذا" واسألني!؟

 

يلزم‭ ‬أن‭ ‬أسألك‭ ‬لماذا،‭ ‬فلدي‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬بشأن‭ ‬البرنامج‭ ‬ومدى‭ ‬تفاعل‭ ‬الناس‭ ‬معه،‭ ‬لكن‭ ‬لكونك‭ ‬الأقرب‭ ‬فستكون‭ ‬الإجابة‭ ‬لديك‭.. ‬لماذا؟

أجيبك عزيزي.. تلك المشاعر والأحاسيس والتفاعل والترابط والارتباط مع البرنامج وأهله، هي دليل محبة الناس ودليل مهم وجوهري على نجاحه، فعلى مدى 14 حلقة من الشهر الفضيل رافقنا المشاهدين الكرام بعد الإفطار مباشرة.. سواء على مستوى بلادنا مملكة البحرين أو دول الخيلج أو العالم العربي، ولأن في كل حلقة الجميل والمبشر والمشرف وإن كان مبكيًا، إلا أن دموع السعادة والغبطة والتكافل والتعاضد هي جوهر الرسالة، وسألتني كوني بالقرب، فإنني وأنت وغيرنا رأينا وشاهدنا وسمعنا بعض المقارنات مع برامج أخرى، والتقييم الأقوى إذًا من المشاهدين والمشاهدات من مختلف الأعمار الذين مثلوا القناة المهمة لانتشار البرنامج.. مثلًا، حين يتحدث متابع لأصدقائه ويطلبون منه إرسال رابط الحلقة، ويقول آخر إنه ارتبط ليليًا بالبرنامج، وهذا يخبر ذاك عن هذه الحلقة وضيفها ومضمونها ورسالتها، ويتبادلون الروابط، فإنهم بذلك إنما يؤكدون أن الرسالة وصلت.. الأمر بالنسبة لي ولأسرة البرنامج والضيوف بل أجزم بضرس قاطع.. حتى الأمر ذاته بالنسبة للمسؤولين في مختلف أجهزة الدولة، هو وصول الرسالة بمضمون هادئ جميل ومحبوب ومشوق للمشاهد، وتمامًا كما هي درجة تشويقه، هناك درجة تقدير محتواه وأهدافه.

 

 

أرى‭ ‬أنك‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬"الرسالة"،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمشاهد‭ ‬والمسؤول‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬هلا‭ ‬أخبرتنا‭ ‬"بو‭ ‬فيصل"،‭ ‬حقيقة‭ ‬تفاعل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهم‭ ‬ذوو‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟

هل تسمح لي بأن آخذك معي إلى ليالي العشر الأواخر وأيام عيد الفطر المبارك؟

لم‭ ‬لا‭.. ‬هي‭ ‬ليال‭ ‬وأيام‭ ‬نسعد‭ ‬فيها‭ ‬معكم‭.. ‬كلي‭ ‬آذان‭ ‬صاغية؟

أتكلم عن العشر الأواخر المباركة من الشهر الفضيل وقد انقضى بعد آخر حلقة خمس ليال.. وأتكلم عن مجالس العيد السعيد ولقاءاته مع الأهل والأصدقاء والمعارف وزيارات الأحبة، ولله الحمد، لم أدخل مجلسًا ولم ألتقي بعموم المواطنين وكذلك المسؤولين للتهنئة، إلا ويتبادر الحديث عن "منا فينا"، وآراء والناس واستحسانهم وشكرهم، فعبارة: "ما قصرتوا يعطيكم العافية"، كانت هي مذاق ثمر الجهد والتعب والنجاح.. بالمناسبة، اجتمعت مع مهندس بناء فبادرني بالقول: والدي يبلغك السلام كثيرًا، فهو يرى أن برنامج "منا وفينا" جعلنا نشعر ونتعرف على أمور كثيرة في الحياة كنا في غفلة عنها، ومن خلال البرنامج اكتشفنا أنه ليس هناك أمر صعب وبالإمكان حل الكثير من المشكلات. وبعد قول المهندس يسعدني كثيرًا أن أقول.. هنيئًا لنا نحن أبناء البحرين، فنحن في كنف قيادة وحكومة تقدم كل ما أمكن للناس ولحل قضاياهم، ولعل البرنامج أظهر بعض النواقص وربما تكون موجودة ومعروفة سلفًا، لكن الهدف هو أن نسعى نحو طرح القضايا والهموم وحلولها على ألا تكون مؤقتة، بل دائمة وفاعلة، وهذا ما أدركناه من اهتمام وتفاعل العديد من الوزارات: التربية والتعليم، التنمية، الداخلية، الصحة، المستشفيات الحكومية عبر المتابعة معنا بكل أريحية.

 

ماذا‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬يعارض‭ ‬استغلال‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج؟‭ ‬بصراحة؟

هناك من سأل: ما هو غير النمطي أو المغاير سوى ملامسة المشاعر والعواطف؟ وهذا الكلام طيب وأتقبله لكن لا يقتصر الأمر عند تحريك المشاعر وكفى! أي ألا يترك الموضوع والمشاهد والتفاعل دون نتيجة، وحينما نستضيف الإخوة والأخوات من الأصدقاء الإعلاميين والفنانين ومشاهير السوشال ميديا لطرح قضية بصورة مغايرة عما اعتاد عليه الناس، ومن بعدها تتواصل معنا الوزارت بالشكر والتجاوب ولفت النظر إلى العمل على حل مشكلة ما، فهنا يمكن القول إن طرح القضايا بصورة تتقبلها كل الأطراف دون توجيه لوم أو كشف جوانب تقصير بصورة سلبية له أثره، ولم نسمع من أي جهة أنها عاتبتنا أو تضايقت بل كانوا يكررون: "يعطيكم العافية"، وأكثر من ذلك، فالبعض كان صريحًا في القول بأن البرنامج أوضح لهم بعض الأمور التي لم تطرأ على بالهم وأن هناك مسارا للحلول.

 

كذلك، العديد من ذوي العزيمة تواصلوا معنا وكان بعضهم يشير إلى أن ثمة قضايا أو احتياجات كانت قائمة لديهم لكنهم لم يتمكنوا من طرحها أو إيصالها إلى المسؤولين، ولهذا تشعر بالسعادة لأنك أديت رسالة وأمانة إلى مجتمعك.

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬الإعداد‭ ‬وكيف‭ ‬اخترتم‭ ‬الموضوعات؟

كان السؤال الأهم الذي نطرحه ويقلقنا ويمثل تحديًا بالنسبة لنا هو: "كيف سنوصل الرسالة؟ وكيف نربط مع الوزارات ونتواصل مع الوزراء والمسؤولين؟"، وللقراء الكرام أن يعلموا أن فترة الإعداد استمرت 19 شهرًا، ربما تخللتها تساؤلات أخرى مشروعة: كيف سنغير؟ وكيف نتعامل مع الصعوبات إن طرأت؟ لكن أقول، بعد حمد الله، إن إخلاص النية كان أساس انطلاقتنا، وبالمناسبة، كنا على موعد للتباحث في البرنامج مع وزير  شؤون الإعلام رمزان النعيمي أنا وأخي أحمد الشيخ، وتم تخصيص وقت مدته 25 دقيقة للاجتماع، وبالفعل تشرفنا بلقاء بوعبدالله وشرحنا له الفكرة، ووجدناه متفاعلًا بشكل كبير حتى أنه طلب تأجيل بعض الاجتماع إلى أن ننتهي، ومن اجتماع وقته 25 دقيقة، واصلنا التباحث مع معالي الوزير لساعتين وربع الساعة وتناولنا كل التفاصيل وأكد الوزير حينها أنه داعم لنا ما دام البرنامج يقدم رسالة لها أثرها القيم في المجتمع، وتواصلنا مع مركز الاتصال الوطني ولم يقصر الإخوة والأخوات هناك، حيث عملوا معنا في التواصل مع الوزارات.. مرت أيام، والتقيت معالي الوزير في حلبة البحرين الدولية وكنا نستعد للتصوير، فتفاجأت بكلامه الموجه لي بسؤال: "بوعبدالله.. أمورنا طيبة.. هل تحتاجون شيئًا؟"، فبادرته على الفور بالقول "نعم طال عمرك نحتاج"، ووجدت منه التجاوب السريع حين طلب كتابة كل الأفكار والمعوقات والحلول، ومع أن حديثنا سبقته إجازة الجمعة والسبت إلا أنه في مساء يوم الأحد كانت كل الأمور تسير على ما يرام بدعم معالي الوزير، ثم أن كل الوزارات تعمل وتساند، وهذا يعني الاهتمام بفكرة البرنامج وتقديم كل متطلبات تنفيذه على الصورة المثلى.

لقد اخترنا موضوعات ناجحة المحتوى ولله الحمد، بدءًا بفئة الصم والبكم، وموضوع هدر الطعام، ثم كبار السن، التنمر، الشلل الدماغي، رياضة ذوي الهمم، الأسر المنتجة، أطفال السكر، برك السباحة المخصصة لأصحاب الهمم، الإسعافات الأولية، المكفوفين، متلازمة داون، الكراسي المتحركة، تبعتها حلقات قصص النجاح التي استضفنا فيها الكفيف الملحن والعازف الناجح علي العليوي، وابتهاج جاسم وهي لا تسمع لكنها تعمل بجد واجتهاد ومن أنجح الموظفات، وروان السعد بطلة البحرين في التايكوندو من فئة متلازمة داون.

وللعلم، بعد مرور ثاني وثالث حلقة، تلقينا اتصالات من مسؤولين في مختلف الوزارات والهيئات يسألون عما ينقصنا أو إن كان هناك ما نحتاجه من دعم، وهذا التجاوب كان أساس شعورنا بأننا نؤدي عملًا بكل جد وإخلاص، واستمر معنا هذا التناغم الرائع الذي دفعنا للعمل بحماس فلا نخرج من الأستوديو إلا قرابة الثالثة فجرًا ونعكف على التعديلات والإضافات والحذف، ما جعل كل حلقة تمتاز برونقها ومضمونها.

 

وفق‭ ‬ما‭ ‬سمعنا‭ ‬بوفيصل،‭ ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬"منا‭ ‬وفينا"‭ ‬عوض‭ ‬فترة‭ ‬غيابك؟ 

حين ألتقى الكثير من الناس في فترات مضت يقولون هذه الكلمة: "افتقدناك"، وأنا أقول إن هشام ابتعد عن الشاشة الفضية لسنوات، لكن لم يبتعد في ذات الوقت! كيف؟ أقول إنني في عملي المؤسسي سواء في شركة طيران الخليج أو زين البحرين أو معهد البحرين للدراسات المصرفية وبنك البحرين الوطني كنت المرشح دائمًا لأمثل هذه المؤسسات وأتحدث لا سيما في الأمور الوطنية، فكنت الحاضر في الأستوديوهات في اللقاءات وكذلك في المناسبات على خشبة المسرح حين أقدم العرافة الرسمية في إطار المناسبات التي يحضرها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فصورة هشام الإعلامي كانت حاضرة، لكن لابد من أن أقول إنني رفضت أكثر من عرض للعمل في البرامج التلفزيونية الاعتيادية، وهذا بالطبع ليس تعاليًا على البرامج الأسبوعية، فقد عملت فيها وعملت في نشرات الأخبار والمونتاج والإذاعة واكتسبت خبرة لا بأس بها، إنما أريد منح فرصة للمتميزين لأن يعملوا ويتعملوا بطريقة صحيحة، فكل هذه المراحل كانت بالنسبة لي مهمة في الفترة من العام 1998 حتى العام 2006.

 

علمنا‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬سيستمر‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬يترقبه‭ ‬المشاهدون‭.. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟

قبل الإجابة، بودي أن أقول إكمالًا لما تحدثت فيه أعلاه، إنني مع المزج بين العمل المؤسسي وتمكني من اللغتين العربية والإنجليزية وكذلك خبرتي في العمل الإنساني والتطوعي والتسويق والعلاقات العامة وجوانب الإعلام المختلفة والصحافة، كان هاجسي هو الرجوع إلى الساحة بما يمثل خلاصة خليط الخبرة التي اكتسبتها كل هذه السنوات بعمل له مكانته من القوة والتميز، وإلا فالعودة هنا لن تجعل الناس تشعر بأنها افتقدتك، أو أن طاقة إعلامية بحرينية مميزة تقدم عملًا فريدًا، وكما تعلم فإنه في شهر رمضان المبارك يصبح البرنامج الذي يعرض أولًا فترة الإفطار هو الأكثر نجاحًا لأن الأسرة كلها مجتمعة، والشكر والتقدير الجزيل لوزارة شؤون الإعلام التي وافقت لجنة البرامج فيها بالإجماع على أن يكون "منا وفينا" بعد الإفطار.

أنا أصف الأمر بأنه طاقة إيجابية تستمد من برنامج إيجابي اختلف كثيرًا عن برامج أخرى بمضمون يطرح الموضوع وحلوله، ونعكف على إعداد تقرير شامل بشكل علمي للتقييم حتى نحقق المصداقية والتواصل الفعال، وبالنسبة للاستمرارية، فما رأيك أنني وقفت على قصص غريبة وعجيبة، ولدي كم هائل من القصص الواقعية التي تمكننا من إنتاج برنامج يقارب 42 حلقة، والأكثر من ذلك، أن هناك من منحنا الملاحظات المفيدة والأفكار البناءة.

عدت‭ ‬إلى‭ ‬الشاشة‭ ‬والعود‭ ‬أحمد،‭ ‬كيف‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬‭"‬منا‭ ‬وفينا‭"‬؟

في الواقع، ودعني أرسل هذه العبارة بكل المشاعر الصادقة، فليس هناك أجمل من أن ترد إلى مسامعك بعض العبارات التي تحمل بين طياتها الأحاسيس بكل ما فيها من عمق لتحيطك بشكر الناس وتقديرهم ومدى ارتباطهم بالبرنامج.. حدث ذلك في الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة، فما إن أنهيت الحلقة بكلمة ختامية باعتبارها "آخر حلقة"، حتى وجدت بعدها المكالمات تتوالى ورسائل "الواتس أب" بل وحتى الرسائل المباشرة على الانستغرام، وكان الجميع يتحدثون أو يتساءلون أو يعاتبون عتابًا لطيفًا: "هل هي خمس عشرة حلقة من البرنامج.. لماذا؟ ولأي سبب لن نلتقي في الليالي المقبلة من الشهر الفضيل وقد اعتدنا عليكم؟"، فلك أن تفتخر بهذه المشاعر وبثمار جهد فريق العمل بلا استثناء، والضيوف الأكارم بلا استثناء.. أتدري لماذا؟ أسالك "لماذا" واسألني!؟

 

يلزم‭ ‬أن‭ ‬أسألك‭ ‬لماذا،‭ ‬فلدي‭ ‬ما‭ ‬أقوله‭ ‬بشأن‭ ‬البرنامج‭ ‬ومدى‭ ‬تفاعل‭ ‬الناس‭ ‬معه،‭ ‬لكن‭ ‬لكونك‭ ‬الأقرب‭ ‬فستكون‭ ‬الإجابة‭ ‬لديك‭.. ‬لماذا؟

أجيبك عزيزي.. تلك المشاعر والأحاسيس والتفاعل والترابط والارتباط مع البرنامج وأهله، هي دليل محبة الناس ودليل مهم وجوهري على نجاحه، فعلى مدى 14 حلقة من الشهر الفضيل رافقنا المشاهدين الكرام بعد الإفطار مباشرة.. سواء على مستوى بلادنا مملكة البحرين أو دول الخيلج أو العالم العربي، ولأن في كل حلقة الجميل والمبشر والمشرف وإن كان مبكيًا، إلا أن دموع السعادة والغبطة والتكافل والتعاضد هي جوهر الرسالة، وسألتني كوني بالقرب، فإنني وأنت وغيرنا رأينا وشاهدنا وسمعنا بعض المقارنات مع برامج أخرى، والتقييم الأقوى إذًا من المشاهدين والمشاهدات من مختلف الأعمار الذين مثلوا القناة المهمة لانتشار البرنامج.. مثلًا، حين يتحدث متابع لأصدقائه ويطلبون منه إرسال رابط الحلقة، ويقول آخر إنه ارتبط ليليًا بالبرنامج، وهذا يخبر ذاك عن هذه الحلقة وضيفها ومضمونها ورسالتها، ويتبادلون الروابط، فإنهم بذلك إنما يؤكدون أن الرسالة وصلت.. الأمر بالنسبة لي ولأسرة البرنامج والضيوف بل أجزم بضرس قاطع.. حتى الأمر ذاته بالنسبة للمسؤولين في مختلف أجهزة الدولة، هو وصول الرسالة بمضمون هادئ جميل ومحبوب ومشوق للمشاهد، وتمامًا كما هي درجة تشويقه، هناك درجة تقدير محتواه وأهدافه.

أرى‭ ‬أنك‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬"الرسالة"،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمشاهد‭ ‬والمسؤول‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬هلا‭ ‬أخبرتنا‭ ‬"بو‭ ‬فيصل"،‭ ‬حقيقة‭ ‬تفاعل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وهم‭ ‬ذوو‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة؟

هل تسمح لي بأن آخذك معي إلى ليالي العشر الأواخر وأيام عيد الفطر المبارك؟

لم‭ ‬لا‭.. ‬هي‭ ‬ليال‭ ‬وأيام‭ ‬نسعد‭ ‬فيها‭ ‬معكم‭.. ‬كلي‭ ‬آذان‭ ‬صاغية؟

أتكلم عن العشر الأواخر المباركة من الشهر الفضيل وقد انقضى بعد آخر حلقة خمس ليال.. وأتكلم عن مجالس العيد السعيد ولقاءاته مع الأهل والأصدقاء والمعارف وزيارات الأحبة، ولله الحمد، لم أدخل مجلسًا ولم ألتقي بعموم المواطنين وكذلك المسؤولين للتهنئة، إلا ويتبادر الحديث عن "منا فينا"، وآراء والناس واستحسانهم وشكرهم، فعبارة: "ما قصرتوا يعطيكم العافية"، كانت هي مذاق ثمر الجهد والتعب والنجاح.. بالمناسبة، اجتمعت مع مهندس بناء فبادرني بالقول: والدي يبلغك السلام كثيرًا، فهو يرى أن برنامج "منا وفينا" جعلنا نشعر ونتعرف على أمور كثيرة في الحياة كنا في غفلة عنها، ومن خلال البرنامج اكتشفنا أنه ليس هناك أمر صعب وبالإمكان حل الكثير من المشكلات. وبعد قول المهندس يسعدني كثيرًا أن أقول.. هنيئًا لنا نحن أبناء البحرين، فنحن في كنف قيادة وحكومة تقدم كل ما أمكن للناس ولحل قضاياهم، ولعل البرنامج أظهر بعض النواقص وربما تكون موجودة ومعروفة سلفًا، لكن الهدف هو أن نسعى نحو طرح القضايا والهموم وحلولها على ألا تكون مؤقتة، بل دائمة وفاعلة، وهذا ما أدركناه من اهتمام وتفاعل العديد من الوزارات: التربية والتعليم، التنمية، الداخلية، الصحة، المستشفيات الحكومية عبر المتابعة معنا بكل أريحية.

 

ماذا‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬يعارض‭ ‬استغلال‭ ‬المشاعر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج؟‭ ‬بصراحة؟

هناك من سأل: ما هو غير النمطي أو المغاير سوى ملامسة المشاعر والعواطف؟ وهذا الكلام طيب وأتقبله لكن لا يقتصر الأمر عند تحريك المشاعر وكفى! أي ألا يترك الموضوع والمشاهد والتفاعل دون نتيجة، وحينما نستضيف الإخوة والأخوات من الأصدقاء الإعلاميين والفنانين ومشاهير السوشال ميديا لطرح قضية بصورة مغايرة عما اعتاد عليه الناس، ومن بعدها تتواصل معنا الوزارت بالشكر والتجاوب ولفت النظر إلى العمل على حل مشكلة ما، فهنا يمكن القول إن طرح القضايا بصورة تتقبلها كل الأطراف دون توجيه لوم أو كشف جوانب تقصير بصورة سلبية له أثره، ولم نسمع من أي جهة أنها عاتبتنا أو تضايقت بل كانوا يكررون: "يعطيكم العافية"، وأكثر من ذلك، فالبعض كان صريحًا في القول بأن البرنامج أوضح لهم بعض الأمور التي لم تطرأ على بالهم وأن هناك مسارا للحلول.

كذلك، العديد من ذوي العزيمة تواصلوا معنا وكان بعضهم يشير إلى أن ثمة قضايا أو احتياجات كانت قائمة لديهم لكنهم لم يتمكنوا من طرحها أو إيصالها إلى المسؤولين، ولهذا تشعر بالسعادة لأنك أديت رسالة وأمانة إلى مجتمعك.

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬الإعداد‭ ‬وكيف‭ ‬اخترتم‭ ‬الموضوعات؟

كان السؤال الأهم الذي نطرحه ويقلقنا ويمثل تحديًا بالنسبة لنا هو: "كيف سنوصل الرسالة؟ وكيف نربط مع الوزارات ونتواصل مع الوزراء والمسؤولين؟"، وللقراء الكرام أن يعلموا أن فترة الإعداد استمرت 19 شهرًا، ربما تخللتها تساؤلات أخرى مشروعة: كيف سنغير؟ وكيف نتعامل مع الصعوبات إن طرأت؟ لكن أقول، بعد حمد الله، إن إخلاص النية كان أساس انطلاقتنا، وبالمناسبة، كنا على موعد للتباحث في البرنامج مع وزير  شؤون الإعلام رمزان النعيمي أنا وأخي أحمد الشيخ، وتم تخصيص وقت مدته 25 دقيقة للاجتماع، وبالفعل تشرفنا بلقاء بوعبدالله وشرحنا له الفكرة، ووجدناه متفاعلًا بشكل كبير حتى أنه طلب تأجيل بعض الاجتماع إلى أن ننتهي، ومن اجتماع وقته 25 دقيقة، واصلنا التباحث مع معالي الوزير لساعتين وربع الساعة وتناولنا كل التفاصيل وأكد الوزير حينها أنه داعم لنا ما دام البرنامج يقدم رسالة لها أثرها القيم في المجتمع، وتواصلنا مع مركز الاتصال الوطني ولم يقصر الإخوة والأخوات هناك، حيث عملوا معنا في التواصل مع الوزارات.. مرت أيام، والتقيت معالي الوزير في حلبة البحرين الدولية وكنا نستعد للتصوير، فتفاجأت بكلامه الموجه لي بسؤال: "بوعبدالله.. أمورنا طيبة.. هل تحتاجون شيئًا؟"، فبادرته على الفور بالقول "نعم طال عمرك نحتاج"، ووجدت منه التجاوب السريع حين طلب كتابة كل الأفكار والمعوقات والحلول، ومع أن حديثنا سبقته إجازة الجمعة والسبت إلا أنه في مساء يوم الأحد كانت كل الأمور تسير على ما يرام بدعم معالي الوزير، ثم أن كل الوزارات تعمل وتساند، وهذا يعني الاهتمام بفكرة البرنامج وتقديم كل متطلبات تنفيذه على الصورة المثلى.

لقد اخترنا موضوعات ناجحة المحتوى ولله الحمد، بدءًا بفئة الصم والبكم، وموضوع هدر الطعام، ثم كبار السن، التنمر، الشلل الدماغي، رياضة ذوي الهمم، الأسر المنتجة، أطفال السكر، برك السباحة المخصصة لأصحاب الهمم، الإسعافات الأولية، المكفوفين، متلازمة داون، الكراسي المتحركة، تبعتها حلقات قصص النجاح التي استضفنا فيها الكفيف الملحن والعازف الناجح علي العليوي، وابتهاج جاسم وهي لا تسمع لكنها تعمل بجد واجتهاد ومن أنجح الموظفات، وروان السعد بطلة البحرين في التايكوندو من فئة متلازمة داون.

وللعلم، بعد مرور ثاني وثالث حلقة، تلقينا اتصالات من مسؤولين في مختلف الوزارات والهيئات يسألون عما ينقصنا أو إن كان هناك ما نحتاجه من دعم، وهذا التجاوب كان أساس شعورنا بأننا نؤدي عملًا بكل جد وإخلاص، واستمر معنا هذا التناغم الرائع الذي دفعنا للعمل بحماس فلا نخرج من الأستوديو إلا قرابة الثالثة فجرًا ونعكف على التعديلات والإضافات والحذف، ما جعل كل حلقة تمتاز برونقها ومضمونها.

 

وفق‭ ‬ما‭ ‬سمعنا‭ ‬بوفيصل،‭ ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬"منا‭ ‬وفينا"‭ ‬عوض‭ ‬فترة‭ ‬غيابك؟ 

حين ألتقى الكثير من الناس في فترات مضت يقولون هذه الكلمة: "افتقدناك"، وأنا أقول إن هشام ابتعد عن الشاشة الفضية لسنوات، لكن لم يبتعد في ذات الوقت! كيف؟ أقول إنني في عملي المؤسسي سواء في شركة طيران الخليج أو زين البحرين أو معهد البحرين للدراسات المصرفية وبنك البحرين الوطني كنت المرشح دائمًا لأمثل هذه المؤسسات وأتحدث لا سيما في الأمور الوطنية، فكنت الحاضر في الأستوديوهات في اللقاءات وكذلك في المناسبات على خشبة المسرح حين أقدم العرافة الرسمية في إطار المناسبات التي يحضرها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فصورة هشام الإعلامي كانت حاضرة، لكن لابد من أن أقول إنني رفضت أكثر من عرض للعمل في البرامج التلفزيونية الاعتيادية، وهذا بالطبع ليس تعاليًا على البرامج الأسبوعية، فقد عملت فيها وعملت في نشرات الأخبار والمونتاج والإذاعة واكتسبت خبرة لا بأس بها، إنما أريد منح فرصة للمتميزين لأن يعملوا ويتعملوا بطريقة صحيحة، فكل هذه المراحل كانت بالنسبة لي مهمة في الفترة من العام 1998 حتى العام 2006.

 

علمنا‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬سيستمر‭ ‬وهناك‭ ‬ما‭ ‬يترقبه‭ ‬المشاهدون‭.. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟

قبل الإجابة، بودي أن أقول إكمالًا لما تحدثت فيه أعلاه، إنني مع المزج بين العمل المؤسسي وتمكني من اللغتين العربية والإنجليزية وكذلك خبرتي في العمل الإنساني والتطوعي والتسويق والعلاقات العامة وجوانب الإعلام المختلفة والصحافة، كان هاجسي هو الرجوع إلى الساحة بما يمثل خلاصة خليط الخبرة التي اكتسبتها كل هذه السنوات بعمل له مكانته من القوة والتميز، وإلا فالعودة هنا لن تجعل الناس تشعر بأنها افتقدتك، أو أن طاقة إعلامية بحرينية مميزة تقدم عملًا فريدًا، وكما تعلم فإنه في شهر رمضان المبارك يصبح البرنامج الذي يعرض أولًا فترة الإفطار هو الأكثر نجاحًا لأن الأسرة كلها مجتمعة، والشكر والتقدير الجزيل لوزارة شؤون الإعلام التي وافقت لجنة البرامج فيها بالإجماع على أن يكون "منا وفينا" بعد الإفطار.

أنا أصف الأمر بأنه طاقة إيجابية تستمد من برنامج إيجابي اختلف كثيرًا عن برامج أخرى بمضمون يطرح الموضوع وحلوله، ونعكف على إعداد تقرير شامل بشكل علمي للتقييم حتى نحقق المصداقية والتواصل الفعال، وبالنسبة للاستمرارية، فما رأيك أنني وقفت على قصص غريبة وعجيبة، ولدي كم هائل من القصص الواقعية التي تمكننا من إنتاج برنامج يقارب 42 حلقة، والأكثر من ذلك، أن هناك من منحنا الملاحظات المفيدة والأفكار البناءة.

 

هشام‭.. ‬لماذا‭ ‬يطلب‭ ‬منك‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المونتاج‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬الأستوديو‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان؟

لا أتمالك نفسي أمام بعض المشاهد صدقني.. مرت علينا أوقات أثناء التنفيذ الفني تسيطر على كياني وفي بعض المواقف يتحدث معي الطاقم بالقول: "شوف الباب.. حياك بره"، فتلك المشاعر الجياشة التي عشتها كأنك تراها حية لأول مرة وتندمج معها بكل مشاعرك، ولا أفشي سرًا حين أقول للقراء الكرام إن هناك بعض المشاهد مؤثرة لأبعد ما يكون التأثير وباختيارنا لم نرغب في إظهارها.. لم نبث كل شيء، فلا نريد أن يعيش المشاهد في حالة يتلقى فيها جرعات من الحزن أو الألم أو الضيق، بل لنغرس الشعور النبيل والتفاؤل والتفاعل الطيب، ووجدنا أن الكثير من المشاهدين كانوا يتمنون أن تكون الحلقة أكثر مدة، وكنت أقول لهم: "تلك المدة المخصصة، ألم تكن كفيلة بإيصال الرسالة؟ الجواب: بلى، إذًا، هذا هو المهم.. الرسالة وصلت.

 

وماذا‭ ‬لديك‭ ‬في‭ ‬مسك‭ ‬الختام‭ ‬لتقوله‭ ‬لفريق‭ ‬العمل‭ ‬ولكل‭ ‬الشركاء؟

بالنسبة لفريق العمل فشهادتي فيهم مجروحة، فهم مني وأنا منهم، إلا أن من المهم أن أذكر بالشكر الجزيل والامتنان للأهالي الكرام ولزملائي وأصدقائي وإخوتي الفنانين والإعلاميين الذين شرفونا كضيوف وخضنا معهم هذه التجربة المليئة بالبركات، وهم: أحمد شريف، حسن محمد، خليل الرميثي، هيا القاسم، أحمد مبارك، منتخب كرة السلة: محمد قربان، ميثم جميل، أحمد حسن، مصطفى حسين، علي حسين، شيماء رحيمي، عيسى الملا، سامي رشدان، إيمان زينل، عبدالله الدرزي، الشيف محمد بديع "بو بديع"، محمد عيسى "بوعيسى"، علي العليوي، ابتهاج جاسم وروان السعد، فكل هؤلاء الأحبة بادروا من خلال اتصال واحد بالتجاوب وإبداء الاستعداد، ومن باب اللحظات السارة أن بعضهم كان يسأل عن موضوع حلقته، فأمازحهم بإعطاء فكرة عن حلقة غيرهم، وكل هؤلاء المتميزين الذين وضعوا أيديهم في أيدينا قدموا درسًا للمشاهد البحريني والخليجي والعربي بمعنى أن يبادر أبناء البحرين لخدمتها في كل الميادين.

 

وبالطبع، لا أستطيع أن أعبر بما يليق من مفردات شكر على الدعم غير المحدود من وزارة شؤون الإعلام وعلى رأسها معالي الوزير بوعبدالله، وليس غريبًا أبدًا، أن أجد من الرعاة من الشركات، كرم أهل البحرين، فمن خلال لقاء أو اجتماع أو حتى مكالمة هاتفية، ما هي إلا أربعة أيام حتى نجد الرد: "تفضل استلم الشيك" دون حتى أن يشاهدوا الحلقات قبل البث، فجزيل الشكر لرعاة البرنامج: بنك البحرين الوطني، شركة بنفت، شركة زين البحرين، شركة جاهز البحرين، شركة البحرين الوطنية القابضة، شركة البحرين الوطنية للتأمين، وشركة البحرين الوطنية للتأمين على الحياة، فما أجمل أن تكون كل تلك الأسماء اللامعة تتألق باسم البحرين.