+A
A-

بذور الصبر

مليكة‭ ‬جعفرالشيخ‭ ‬

 

في عيد ميلادي الماضي حين أكملت تسع سنوات من عمري، أقمت حفلًا ودعوت الأهل والأصدقاء..

كان الحفل جميلًا جدًّا، وقدّم لي الجميع هدايا جميلة ومتنوعة.

لكن هدية جدي كانت مختلفة، فقد أهداني كيسًا صغيرًا به بعض البذور.

سألته ما هذه البذور يا جدي، فقال لي إنها بذور الصبر.. ازرعيها واسقيها كل يوم واعتني بها.

شعرت بالخيبة فقد تمنيت هدية مختلفة.

وضعت البذور في حوض صغير قرب نافذتي وقمت أسقيها بالماء كل يوم وأنا أنتظر أن أرى الصبر الذي أخبرني عنه جدي، في صباح أحد الأيام سمعت صوت العصافير عند نافذتي ففتحت النافذة فرأيت بعض الورود التي تفتحت في ذلك الحوض الصغير. وحولها بعض الفراشات التي تدور بالقرب منها.

فرحت جدًّا وخرجت مسرعة للحديقة، اتصلت لجدي أشكره فسألني هل عرفت لماذا أعطيتك هذه الهدية؟ إنها لم تكن بذور الورد فقط.. إنها بذور نبتة الصبر التي لابد أن تنبت داخلك لتعلمك القوة والصبر والرضا.

شكرت جدي على هديته التي كانت أكثر من بذور ورد..  إنها أجمل هدية حصلت عليها فقد علمتني الكثير.