+A
A-

الخبير الأسري والتربوي جاسم المطوع

كلام‭ ‬الطفل‭.. ‬سخيف‭!‬

ويشرح المواهب بأنها أصناف وأنواع فحين نريد تطويرها، إما أن تكون فكرية كالاهتمام بالعقل والمنطق، وهؤلاء الأطفال لديهم قدرة على التحليل والاستنباط وأحيانًا لديهم ربط، فعلى سبيل المثال، يقول الطفل: لون السيارة أزرق ولون السماء أزرق، فهما لونان متطابقان، فهنا هذا الطفل لديه القدرة على التحليل والاستنباط وهذا النوع لديه قدرة فكرية وهذه الفئة تتأمل وعقلها يعمل بشكل مستمر، لكن بعض الآباء والأمهات يرون كلامهم سخيفًا، وهذا غير صحيح، هذه موهبة أودعها الله سبحانه وتعالى في الطفل الذي من الممكن أن يكون في المستقبل مفكرًا أو عالمًا لأنه لديه القدرة على استخدام عقله وهذه من الأمور التي نشجعها.

كذلك، قد تكون الموهبة فنية، فبعض الأطفال لديهم اهتمام بالرسم، وحين يعشق الطفل الرسم فهو موهوب مثلما بعض الأطفال لديهم موهبة فكرية فآخرون لديهم موهبة فنية ونراهم يهتمون بالأصوات وتلفت تلاوة القرآن الكريم انتباههم، وكذلك في الموسيقى والزخرفة وتناسق الألوان والديكور، أما الموهبة الرياضية، فيكون اهتمام الطفل بالرياضة أكثر من أي جانب آخر.

التقليد‭ ‬موهبة‭.. ‬يلزم‭ ‬تنميتها

تقول إحدى الأمهات أن ابنها الكبير يقلد الصغير، ونقول إن التقليد بحدِّ ذاته موهبة، فأكبر الممثلين في العالم اليوم يضحكون الناس من خلال قدرتهم على التقليد: تقليد الأصوات.. اللغات.. اللهجات.. الحركات، ولا يجب أن ننزعج من كون الطفل الكبير يقلد الصغير، وهذا لا يعني أن الكبير لا شخصية له! بل يجب أن ننمي موهبته، فمن طرق اكتشاف الموهبة هو مراقبة الطفل ونرى ما الذي يلفت نظره.. مثال: حين يهتم الطفل بالآلة الحاسبة ويلعب بها كثيرًا في البيت، فهذا يعني أن لديه موهبة في الحساب أو الهندسة والتصميم وينظر إلى الأشكال الهندسية، أو ربما يكتشف الأرقام.

بوفيه‭ ‬بالأنشطة‭ ‬والمهارات

لاكتشاف الموهبة، يجب أن تكون عيوننا تراقب الطفل ونرى ما الذي يلفت نظره، ومن هنا نكتشف المواهب والقدرات، وكذلك، قد يكون ابني أو ابنتي معجب بشخصية معينة.. وأراقب لماذا هذا الولد أو البنت مرتبط بهذه الشخصية، فبالتأكيد لديه شيء يهتم به أطفالنا، وهناك طريقة عمل نظام البوفيه، من خلال مجموعة أطباق كما نعلم، لكن هنا نعمل للطفل بوفيهًا بالأنشطة والألعاب والمهارات، ونجعل الطفل يمر على أكثر من طبق فكري وفني ورياضي، ونرى أي طبق مال إليه، فحين يحب التركيب فلديه موهبة التركيب والتخطيط والهندسة، وحين يندمج ويربط بين الأمور ويحلل فهنا لديه موهبة فكرية وهناك نقطة مهمة: من أي عمر نستطيع اكتشاف الطفل؟ والجواب: من السنة الأولى إلى الخامسة من العمر هي أفضل مرحلة لتنمية الإبداع والموهبة، حتى في الألعاب، حين نشتري الألعاب، فواحدة فيها هدف جمالي، وأخرى فيها هدف فكري وثالثة فيها هدف رياضي ونرصد مدى انسجامه مع موهبته وقدراته، كما أنه من المهم أنا كأب أو أم أتكلم مع الأبناء عن مواهبنا نحن، وكذلك عن هواياتنا فيبدأ الطفل في التفكير بمواهب الأم والأب والأقرباء وكل واحد منهم ما هي مواهبه وقدراته، والطفل مع الوقت ستنمو مواهبه وقدراته ويكتشف نفسه، وهي أساليب تقليدية وهناك أساليب علمية لاكتشاف المواهب والقدرات.

ذكاء‭ ‬عاطفي‭ ‬وجمالي‭ ‬ورقمي

وبالنسبة للذكاء الاجتماعي لدى الطفل، أقول إنه قبل أكثر من ثلاثين سنة كان العلماء يقسمون الأطفال إلى ذكي وغبي، ومع قاعدة أنه لا يوجد إنسان غبي وإنما هناك مستويات، فهناك ذكاء عاطفي وجمالي ورقمي أو حسابي ولغوي تعبيري والذكاء العاطفي هو كيف يعرف الطفل نفسيته ونفسية الناس ويتعامل وفق ذلك، أما الذكاء البيئي فهو مهمل من جانب الكثير من الآباء والأمهات، فحين أركب مع الطفل ويعرف الطريق إلى بيت جده فهذا الذكاء الجغرافي أو البيئي، وهذه الموهبة تميز الطفل في التعامل مع الخرائط والمواقع بشكل سريع ويستوعب الطرق والتضاريس، فلابد من البحث أطول في كل هذه الأمور.

لتنمية الذكاء الاجتماعي أن يحاكي والديه في التعامل من خلال العلاقات مع الناس، ويرى قدوته بالعلاقات الحسنة، أما الوسيلة الثانية فهي غرس التعرف على الناس وكيفية التعامل مع المواقف التي تصدر مع الناس ويهتم الأب أو الأم بتقديم نماذج من المعاملات والعلاقات لشرحها بشكل يناسب فهم الطفل.