الموهبة دون اهتمام.. لن تورق أغصانها
الباحثة والمدربة التحفيزية خولة البوسميط
قدرات طبيعية ومكتسبة
وفي لقاء "أجيال البلاد" مع الباحثة والمدربة التحفيزية خولة البوسميط، مجال كبير لإلقاء الضوء على هذا الجانب، وبدأت بالقول أن ما لا يمكننا أن نراه هو عندما نرى ذلك الرياضي الذي يكسب الميدليات المختلفة، عازف الآلات الموسيقية، عندما يبدع في عزفه هو مقدار الوقت الذي قَضَاه وهُو يعمل ويتعلم بجدٍّ ويتدرب قبل أن يصبح على ما هو عليه من تميز، كذلك هو الحال فيما يتعلق بأطفالنا فإنَّنا لابد وأن نميل إلى البحث عن قدراتهم الطبيعية والمكتسبة وإبداعاتهم المختلفة وحثّهم على صقلها ، لذلك احرص على تطوير مهارات طفلك وادعمه دائمًا، وقد تظهر في أعوامه الأولى مواهب عديدة أو موهبة واحدة على الأقل كالشغف بالموسيقى أو الرسم أو الغناء، مع ذلك يجب عليك أن تقوم بدعمه في أي موهبة يمتلكها، كونها قد تكون الموهبة الأساسية التي يتمتع بها طفلك والتي سيصبح متميزًا بها في المستقبل .
إنصات وإشادة وتقدير وغيرها..
وبالتأكيد، لكون السؤال التقليدي الذي نطرحه على المتخصصين هو: "كيف بإمكاننا أولياء الأمور أن نكتشف مواهب وشغف أطفالنا؟ وهنا تحدد لنا هذه النقاط:
-1 الإنصات إلى أفكار الطفل وطموحاته.
-2 الإشادة بالجهود التي يبذلها في المجال الذي يحب.
-3 قدّر النجاحات التي يحققها وأثني عليها.
-4 شجّع طفلك على التحلي بالعزيمة والإصرار للوصول لهدفه وعدم تثبيطه.
-5 عزّز العلاقة الصحية المتوازنة بينك وبين طفلك بالاستماع إليه ونصحه.
-6 حاول أن تراعي اهتمامات طفلك وميوله.
-7 اصنع له البيئة التي يحتاجها للإبداع.
-8 اختر له المكان المناسب لتنمية وصقل مواهبه.
وترشدنا محدثتنا البوسميط إلى ضرورة الانتباه إلى بعض الصفات التي يتميز بها بعض الأطفال، والتي تكون واضحة للآباء كتمتع الطفل بذاكرة قوية مما ينم عن ذكاء واضح أو اكتسابه لغة بشكل ملفت أو عندما يقوم بحل المشكلات البسيطة التي يتعرّض لها كذلك وجود الفضول لدى الطفل وقوة التركيز كلها ملكات لابد من ملاحظتها والعمل على صقلها.
دعوة لأولياء الأمور: اكتشفوا مواهب أطفالكم عن طريق "الشغف"
8 نقاط ضعوها في الاعتبار
هل بإمكاننا آباءً وأمهات تنمية المواهب بعد اكتشافها؟ وتأتي الإجابة عبر هذه النقاط:
-1 واجب على كل أب وأم مساعدة الطفل على التدريب والتعلم خطوة بخطوة.
-2 عوّد طفلك على الاستفادة من كل الأخطاء، وبذلك يجب عليك ولي الأمر مساندة طفلك إلى أن يصل إلى أعلى المستويات في مواهبه.
-3 هذا الأمر سيخلق العديد من الأخطاء التي قد يقع بها، لذلك يجب تعويده على أنَّ هذه الأخطاء هي محطات الانطلاق إلى مواهب عظيمة بإذن الله.
-4 يجب أن تحرص على جعل طفلك مستفيدًا من وقته في تنمية موهبته، خاصّة في أوقات فراغه وإجازاته المدرسية.
-5 احرص على تعليم طفلك أن التدرب ببطء أفضل من السرعة لأن السرعة ليس لها علاقة بالدقة والإتقان، فالذي ينجح يجب أن يُعطي كل شيء حقه.
-6 تذكّر دائمًا أنه من الواجب عليك أن تمدح طفلك وأن تثني عليه مهما كانت موهبته صغيرة، هذا الأمر سيخلق فيه روح الإبداع والمثابرة وتنمية الموهبة التي يمتلكها وتطويرها.
-7 يجب أن توعِّي الطفل على أنَّ جميع المُبدعين والعالميين والناجحين لا يولدون كذلك، بل بنوا أنفسهم ومواهبهم شيئًا فشيئًا إلى حين الوصول لما هم عليه الآن.
-8 اترك المجال أمام طفلك بأن يُقلد الآخرين، ولكن لا يعني ذلك إلغاء شخصيته بشكلٍ كامل، بل التّعلم مِن الأشخاص الأكثر الموهبة منه، إلى حين الانفراد بموهبته.
اندثار المواهب.. التفوق أهم من الموهبة
وبالحديث عن أهم أسباب تراجع أو إهمال موهبة الطفل ، يأتي أهمها عدم اكتشاف الوالدين لتلك المواهب من عمر متقدم للطفل وتجاهلها بعدم الالتفات لها، وكذلك وجود ثقافات مجتمعية أخرى تركز على عدم الاعتراف بجدوى المواهب عند الأبناء وأهميتها في تشكيل مستقبل الطلب، وكثيرًا ما يواجه الأطفال الموهوبون الآباء الذين يفرضون عليهم التركيز على دراستهم في المدرسة، وترك ما لديهم من اهتمامات وأنشطة أخرى يمارسونها اعتقادًا منهم بأنها ستلهيهم عن دروسهم، فالكثيرون منهم تندثر مواهبهم في الطفولة بسبب آبائهم اعتقادًا بأن الدراسة والتفوق هي أهم من الموهبة التي يمارسها طفلهم .
وأحيانًا تأتي رغبة الآباء في تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من أمنيات في حياتهم عن طريق تحقيق أبنائهم لها وهذا فيه ظلم للأبناء لأنه يبقى للأبناء شخصياتهم الخاصة وطموحهم المختلف، كما أن لهم رغباتهم واهتماماتهم.
خصائص ومواهب كامنة
قد تكون لك كلمة تجدينها مهمة لأولياء الأمور، فما هي؟ تجيب البوسميط.. لابد أن يستوعب الآباء كذلك بأن لهؤلاء الأبناء خصائص ومواهب كامنة تنتظر الفرصة للظهور والانطلاق، ولكن الكبار يشعرون بالحيرة والقلق تجاهها لعدم وعيهم بطبيعة الموهبة وخصائصها، وعدم معرفتهم بدورهم في الكشف عن طفلهم الموهوب، وجهلهم بأساليب توفير المناخ الملائم لتنمية موهبته ورعايتها، بالإضافة إلى غياب دور المؤسسات العامة والخاصة التي ترعى هؤلاء المبدعين وذوي القدرات الخاصة.
هنا يأتي دور المؤسسات التعليمية الخاصة والمجتمعية في رعاية مواهب الأطفال وصقلها، وهنا يأتي دور المعلم فهو العنصر الأساسي على المستوى التنفيذي لرعاية مواهب الطلبة، فنحن هنا نتحدث عن إدماج برامج وأساليب تدريسية حديثة وأنماط سلوكية إبداعية تتضمن أنشطة تدريسية موجهة لتنمية قدرات ومواهب الطلبة، قائمة على الابتكار والتجديد، فلابد من وضع بعض المرتكزات التي تساعد على الإبداع لدى الطلبة، وذلك باعتماد مناهج تقوم على الاستفهام والاكتشاف والنشاطات بعيدًا عن التلقين.
مواهب الأطفال من عناصر التقدم
ختامًا، لابد وأن نعي بأن تنمية مواهب الأطفال عنصر من عناصر تحقيق التقدم لأي مجتمع لأنه يركز على العنصر البشري، هو محور تنمية المجتمع وتطوره، وهو ما يجعلهم أكثر قدرة على الإبداع والابتكار والإنتاج، ومراكز تنمية المواهب من المؤسسات التي تأتي بعد الأسرة والمدرسة في العناية بتنمية المواهب الإبداعية عند الطفل، من خلال توفير برامج ومساحات وفق أسس تربوية تساعد الطفل في ممارسة هواياته ومواهبه المحببة، لأن الموهبة دون اهتمام لن تورق أغصانها ولن تصنع مستقبلًا ننتظره من الأجيال القادمة.