+A
A-

في أروقة المحاكم وتحت قبة البرلمان والعمل التطوعي المحامي فريد غازي:

أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬منذ‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬ليحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الليسانس‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬بالعام‭ ‬1990‭. ‬طرز‭ ‬سيرته‭ ‬العملية‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المناصب،‭ ‬فهو‭ ‬محام‭ ‬مشتغل‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬المحاماة‭ ‬والاستشارات‭ ‬القانونية‭ ‬والتحكيم،‭ ‬ومجاز‭ ‬للترافع‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬والمحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬وعضو‭ ‬مستقل‭ ‬معتمد‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬تسوية‭ ‬المنازعات،‭ ‬ونائب‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ (‬2002‭ - ‬2006‭)‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تقلد‭ ‬مناصب‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬المفوضين‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعضو‭ ‬الهيئة‭ ‬الاستشارية‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وتشهد‭ ‬له‭ ‬عضوياته‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬البحرينية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬النقابات‭ ‬العربية‭ ‬والمجالس‭ ‬واللجان‭.‬

المحامي‭ ‬فريد‭ ‬غازي‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ "‬بلاط‭ ‬القانون‭ ‬والمحاماة‭ ‬والمحاكم‭ ‬والعدالة‭"‬،‭ ‬والمشوار‭ ‬مستمر،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬سنبدأ‭ ‬معه‭ ‬بذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬حيث‭ ‬يشير‭ "‬أنا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام‭ ‬1964،‭ ‬وطفولتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬فرجان‭ ‬المنامة،‭ ‬فأصلنا‭ ‬من‭ ‬المنامة‭ ‬حيث‭ ‬تربيت‭ ‬في‭ ‬فرجان‭ ‬الفاضل‭ ‬والحطب‭ ‬ورأس‭ ‬رمان،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الطفولة‭ ‬هم‭ ‬أصدقاء‭ ‬اليوم‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬ومنهم‭ ‬أحمد‭ ‬قراطة،‭ ‬محمد‭ ‬المعرفي،‭ ‬وكنا‭ ‬ندرس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬ابن‭ ‬سيناء‭ ‬الابتدائية‭ ‬الإعدادية،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬فكانت‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬الإعدادية‭ ‬للبنين،‭ ‬وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬درست‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحورة،‭ ‬والتوجيهية‭ ‬درستها‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الثانوية‭ ‬بالعدلية‭.‬

 

وكيف‭ ‬اخترت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬المحاماة؟‭ ‬

بعد الدراسة الثانوية وكنت من صغري في الحقيقة محددا.. أحدد الهدف وأحققته، ولهذا حولت دراستي الثانوية من العلمي إلى الأدبي لرغبتي في مواصلة دراستي الجامعية في مجال القانون، وبعد الثانوية التحقت بجامعة القاهرة.. لم أكن محتارًا في اختيار تخصصي "لا يمين ولا شمال".. درست القانون مباشرة، والجميل، أنني كنت محظوظًا في دراستي الجامعية بالقاهرة، وكان معي في كلية الحقوق العديد من الأصدقاء منهم المحامي المتقاعد محمد سعيد العرادي وكان يسكن معي في ذات الشقة الصديق أحمد يوسف القطري من أبناء رأس الرمان، والفنان التشكيلي عبدالجليل الراشد، ومن الأصدقاء أيضًا في تلك المرحلة سكرتير هيئة المنازعات بغرفة صناعة وتجارة البحرين أحمد حسين والمحامي المعروف محمد حبيب.

 

التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬وكذلك‭ ‬العضويات‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬واللجان‭ ‬والاتحادات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬كانت‭ ‬كثيرة،‭ ‬ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬منها؟

في الحقيقة أؤمن بأن عشق العمل والنجاح فيه يقوم على الصدق والأمانة والمثابرة، وهذا ما تعلمناه من ديننا الإسلامي الحنيف، فأنا من عشاق العمل وهذا هو أسلوبي منذ أيام الدراسة حتى اليوم، ونظامي يبدأ بعد صلاة الفجر، فلا إجازة في جدولي ولا أنام أيام الإجازات، وأعمل في المنزل لأنني من عشاق النوم المبكر كالحمام والدجاج كما نقول، ولهذا أنا من عشاق الصباح وهو ترنيمة العمل الجميلة بالنسبة لي.

 

وماذا‭ ‬عن‭ ‬القراءات‭.. ‬أي‭ ‬المجالات‭ ‬تحبها؟

أنا من عشاق الروايات.. كنت منذ مرحلة الشباب حتى الآن، ولا أخفيك القول إنني قرأت غالبية الروايات العالمية من مؤلفات تولستوي وديكنز، لا سيما رواية "قصة مدينتين" التي أحبها كثيرًا، أما من الروائيين العرب فقد عشقت كتابات الأدباء الكبار كنجيب محفوظ وطه حسين ويحيى حقي ورائعته "قنديل أم هاشم"، ورواية "مدن الملح" لعبدالرحمن منيف، وأقرأ كذلك إصدارات صنع الله إبراهيم والطيب صالح.

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬السفر‭.. ‬أي‭ ‬المدن‭ ‬تعشق؟

القاهرة بالطبع هي عشقي الأول، أما بالنسبة للمدن الغريبة في سفراتي ورحلاتي فإنني أحب الريف الغربي، أما المدن الغربية فهي صامتة وجافة لا مشاعر فيها، ولأنني ذكرت القاهرة، فأقول إن المدن العربية فيها حيوية مبهجة للحياة وفيها جمال، ومناطق القاهرة جميلة كالفيوم والإسماعيلية والاسكندرية، وأحب كذلك من المدن المغربية مراكش وفاس.. هي مدن تضج بالروح.

 

مسيرتك‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬مرحلة‭ ‬الشباب‭.. ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬السبعينات،‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟

نعم، فأنا من محبي العمل التطوعي، بل تربيت في الجمعيات التطوعية والخيرية ومازلت، فأنا الآن نائب رئيس نادي مدينة عيسى، وكنت من أبنائه منذ العام 1977، وتاليًا، بعد مرور أعوام وفي العام 1992 تحديدًا دخلت إدارة النادي الذي أحبه كثيرًا، وعلى العموم انضممت منذ الصغر إلى نادي اليرموك في فريج الفاضل، الذي كان موقعه مقابل مركز ابن سيناء الصحي في رأس الرمان، وكان ذلك في أواخر الستينات، وفي السبعينات أصبح نادي مدينة عيسى جزءًا من حياتي إلى اليوم، وللعلم هذا الولع بالأندية فتح لي المجال لممارسة ألعاب أحبها كالتنس الأرضي وتنس الطاولة، والأندية هي التي منحتني فرصة التمثيل لحبي للمسرح، وعملت مع الفنان هاني الدلال أعمالا مسرحية عدة، وبالمناسبة فإن نادي مدينة عيسى فتح المجال لاكتشاف مواهب في الإخراج، ورئيس النادي الصديق العزيز أحمد جاسم العكبري تربطني به علاقة عميقة منذ الثمانينات.

 

ندخل‭ ‬باختصار‭ ‬في‭ ‬الختام‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الأسرية،‭ ‬ماذا‭ ‬تعني‭ ‬لك؟

الحياة الأسرية هي الأساس لكل شيء جميل، وهي الدافع كذلك لممارسة الحياة الاجتماعية في خدمة الوطن والمجتمع، ولله الحمد، لدي ابني الأكبر عبدالله وهو محام أيضًا، والمهندس محمد فريد، وابني أحمد يدرس الطب حاليًا، وآخر العنقود هي ابنتي شريفة، وعلى العموم فإن رحاب الأسرة هو رحاب عظيم للنجاح والتميز في كل شيء بتوفيق رب العالمين.