+A
A-

صديقتي السمكة الزرقاء

 

بقلم:  جود يوسف أحمد سالم

في مزرعة خالي «وائل» بحيرة صغيرة، لكنها جميلة ومليئة بالأسماك الملونة الصغيرة والكبيرة، وأنا أستمتع كثيرًا حينما أجلس على طرف البحيرة وأطعم السمك بالخبز وبعض الحبوب أحيانًا، وكان خالي حريصًا على أن يكون ماء البحيرة نقيًا صافيًا، فيقوم العمال بتنقيته باستمرار حتى لا يتعكر.

كنت أتخيل سعادة السمك أثناء سباحتها في ذلك الماء النقي وأحيانًا أتخيل أنني سمكة صغيرة أسبح معها هنا وهناك في البحيرة لا سيما أن الماء بارد وقت الصيف.. إنه شعور منعش وما أجمل منظر السمك الملون بتلك الألوان الزاهية البديعة، سبحان الله الخالق المبدع..

 

وحين نزور مزرعة خالي مع الأهل والأصدقاء، نراقب السمك في البحيرة وكذلك في مجرى نهر صغير يمتد لمسافة ثلاثة أمتار تقريبًا بين الأشجار والزهور.. لكن، كم كانت المفاجأة مدهشة في عيد ميلادي.. سررت بها كثيرًا، فقد أهداني خالي ذلك الحوض الجميل وفيه سمكات ملونات: صفراء وحمراء وبيضاء وأكبرها كانت سمكة زرقاء اللون وكل السمكات جميلات ففرحت بهذه الهدية كثيرًا.

 

اشترى لي والدي علبة فيها طعام خاص للسمك، وتعلمت كيفية تنظيف الحوض واستبدال الماء وكذلك إطعام السمك، فخصصت لها ثلاث وجبات بانتظام: الفطور والغداء والعشاء، ومع مرور الوقت، كنت كلما أجلس وأشاهد حوض السمك الجميل أشعر أن السمكات أصبحت صديقاتي وأكبرها السمكة الزرقاء.. كان يخيل لي أنها تنظر إلي وتبتسم وكأنها تريد أن تتحدث معي، فتتحرك في الماء وتغطس وتطفو وتحرك زعانفها كلما رأتني.

 

ويومًا بعد يوم.. كانت السمكات تكبر وتكبر، فأهدتني والدتي حوضًا أكبر ووضعنا فيه السمكات.. ولأنها أصبحت صديقاتي كتبت هذه النشيدة التي أتغنى بها مع نفسي أو مع أخواتي:

 

عندي حوض فيه أجمل السمكات

هاذي تطفو.. هذي تسبح.. في كل الأوقات

ويمر الوقت وتكبر السمكات ونصبح معًا صديقات

أما السمكة الزرقاء.. فهي الأكبر في حوضي

ما أجملها.. ما أجمل كل السمكات..