+A
A-

العضو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "كليفر بلاي" الشيخة لطيفة آل خليفة

بين‭ ‬أيدينا‭ ‬مشروع‭ ‬بحريني‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ "‬تعليم‭ ‬المستقبل،‭ ‬بل‭ ‬لنقل‭ ‬تعليم‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬وتطورات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬فلقاء‭ ‬المؤسس‭ ‬والرئيس‭ ‬لشركة‭ ‬"كليفر‭ ‬بلاي"‭ ‬الشيخة‭ ‬لطيفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬يفتح‭ ‬شرفات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬شبابية‭ ‬فذة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القطاعات‭ ‬وهو‭ ‬التعليم‭.. ‬المحاور‭ ‬عديدة‭.. ‬المحطات‭ ‬كثيرة‭.. ‬الرؤى‭ ‬واضحة‭..‬النتائج‭ ‬مبشرة‭.. ‬إذًا،‭ ‬لنقرأ‭ ‬التفاصيل‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭: ‬

نجحنا‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬45‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬سنة

من‭ ‬المثير‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الأفكار‭ ‬التعليمية‭ ‬النمطية‭ ‬إلى‭ ‬أفكار‭ ‬حديثة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬باستخدام‭ ‬اللعب‭ ‬التعليمي‭ ‬الإبداعي،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬البدء‭ ‬بفكرة‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬"كليفر‭ ‬بلاي"؟‭ ‬

هي فرصة كريمة بلا شك أن أتحدث إلى "أضواء البلاد" وهذا أمر يسعدني ويشرفني، وردًا على السؤال أود الإشارة إلى أن ابن أختي "علي" (ربي يحفظه) حينما كان في السادسة من العمر، هو مصدر إلهام الفكرة.. لك أن تعيش الشعور: فأنا خالة لأول مرة، فأحببت مع أخواتي أن نعزز تعليمه التقليدي بمنهج إبداعي، فيكتسب مهارات مهمة بطرق تفاعلية، علاوة على التعلم من خلال الممارسة.. تلك كانت "شرارة الفكرة" لمشروع "كليفر بلاي" في العام 2018. وفي الواقع، فإن فكرة المشروع حضارية كونها نظرة لسد الثغرة بين أثر المهارات التي يتم تدريسها في المدارس وبين المهارات المطلوبة في المستقبل لسوق العمل بشكل خاص.

أضف إلى ذلك أن الدراسات اليوم تؤكد أن مهارات "steam" بما تشمله حروفها من ترابط بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تعطي مفهومًا أشمل تنضوي تحته الفنون أيضًا عموما، وهذه المهارات تنمي القدرات الوظيفية بصورة كبيرة جدًا، وهناك ما يزيد على 70 % من الوظائف تتطلب مهارات التفكير الإبداعي واستخدام الخيال والتفكير النقدي وتوظيف التكنولوجيا والهندسة والخوارزميات لخلق جيل صانع غير مستهلك للتكنولوجيا، وهذا هو هدفنا.

إذًا‭ ‬علي‭ ‬وكذلك‭ ‬شقيقه‭ ‬محمد‭ ‬هما‭ ‬أساس‭ ‬الفكرة،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬ذلك؟‭ ‬ولو‭ ‬سألناك‭ ‬عنهما‭ ‬اليوم،‭ ‬ما‭ ‬انطباعهما‭ ‬عن‭ ‬المشروع؟

لله الحمد والشكر، كان عمر علي كما أسلفت 6 سنوات، وعمر محمد 4 سنوات، واليوم هما معنا، حيث إننا نرى الأثر أمامنا، فهما يستخدمان المهارات التي اكتسباها من "كليفر بلاي" ويوظفانها في مشروعاتهما المدرسية من قبيل إنشاء موقع إلكتروني أو إعداد القصص والأنيميشن، وهذا كله اكتسبوه من خلال مشاركتهما معنا في الكثير من البرامج، كما أن والدتهما حريصة على أن يكتسبا المهارات التي تنعكس على طريقة تفكيرهما وأدائهما في مسيرة تحصيلهما الدراسي، حتى أن المعلمين والمعلمات يسألون "من أين اكتسبوا هذه المهارات وهي لم تعط لهم في المدرسة؟". في الواقع هي مهارات حاضرة في أمور حياتهما اليومية وهذا ما نتمناه لكل تلاميذنا.

هل‭ ‬ساهم‭ ‬اهتمامك‭ ‬بالعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والهندسة‭ ‬والرياضيات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬ضمن‭ ‬المشروع،‭ ‬وكيف؟

دراستي الجامعية كانت في مجال السياسة والعلاقات الدولية، وحينها، أي في مرحلة الدراسة الجامعية، كان لابد من أن يبحث طلبة هذا التخصص بعض المشكلات التي يعاني منها العالم، سواء في التعليم أو الصحة أو الخدمات الاجتماعية، أي ما يعاني منه كل مجتمع وليس مقتصرًا على دولة بعينها، وأتذكر أنني تناولت ملف التعليم حول العالم، وتجلى أنه تعليم لا يواكب العصر، ولم أكن وقتذاك قد فكرت في مشروع شركة تعليمية، لكن بعون الله، كانت تلك الفكرة هاجسي، وحتى بعد تخرجي، عملت في مجال بعيد عن التعليم، لكن منذ أن أصبحت "خالة" تفتحت مداركي للاهتمام بمجال التعليم بصورة ربما حتى العاملين في حقل التعليم لم يدركوها، لكنني أدركت أهمية نظام "steam"، ولهذا طورت قدراتي من خلال التدريب المتخصص، وأحمل حاليًا شهادتين من جهتين مختلفتين في مجال النظام وفي التعليم ومتطلبات تنمية الطفولة المبكرة، أي أنني أدركت أهمية الدمج بين الفكرة وبين التخصص فيها ضمن إطار جهات لها خبرتها عالميًا.

كونك‭ ‬رائدة‭ ‬أعمال‭ ‬طموحة،‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدثيننا‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬"تمكين"‭.. ‬تجربتك‭ ‬معهم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الدعم‭ ‬والاستشارة‭ ‬والمتابعة‭.. ‬حدثينا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب؟

كما تعلمون، فإن أي شخص حينما يفكر بشكل جدي في بدء مشروع، فإنه يحتاج لذوي الخبرة لا سيما إن كانت خبرته محدودة، ولابد من الاستعانة بالخبراء قطعًا. وفي الحقيقة، فإن دور صندوق العمل "تمكين" دور ريادي ومن الداعمين منذ البداية بعد أن تعرفوا على الفكرة وشخصوا مضمونها وحاجة السوق لنظام مختلف ومتطور، لهذا بحثنا معهم خطة التسويق ودعمها بل حتى الاحتياجات من التجهيزات التقنية وشملت 50 % من كلفة المشتريات، وها نحن بعد مرور 4 سنوات، ونمضي في السنة الخامسة إن شاء الله، نجد "تمكين" يقدمون البرامج المبتكرة والمتنوعة لمختلف مراحل عمل الشركة، فكل مرحلة كما تعلم تختلف عن الأخرى.. بدايتك تختلف عما وصلت إليه، ونحن الآن في طور طرح خططنا المستقبلية والتوسع خارج البحرين بدعم من" تمكين" أيضًا.. إنهم معنا في رحلة النجاح.

مهارات‭ ‬تعزز‭ ‬استخدام‭ ‬الخيال‭ ‬والتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والنقدي

لو‭ ‬سألناك‭ ‬عن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬قبل‭ ‬الأطفال‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬تفاعل‭ ‬مع‭ ‬أفكار‭ ‬"كليفر‭ ‬بلاي"،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬اكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬والتعلم‭ ‬العملي،‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬وعي؟‭ ‬وهل‭ ‬يشجعون‭ ‬أطفالهم؟‭ ‬وما‭ ‬أهم‭ ‬الأعمار‭ ‬التي‭ ‬يستقطبها‭ ‬المجال؟

لنبدأ بتجربتنا في البحرين، ففي بداية عملنا شعرنا بنوع من التخوف من جانب فئة من أولياء الأمور سواء من أولياء الطلبة في المدارس الحكومية أو الخاصة، لكن هناك فئة منهم كان لديهم الوعي بأهمية ما نقدم. فإذا اعتبرنا أن مواد ومناهج العلوم والرياضيات موجودة في المدارس، فما القيمة المضافة من جانبنا؟ إلا أنه مع مرور الوقت واهتمام جهات عالمية بتقديم دراسات كالأمم المتحدة واليونيسيف واليونيسكو تؤكد أن هذا النوع من التعليم مطلوب وهو "المستقبل"، ازداد وعي أولياء الأمور لا سيما في الحلقات الأولى من التعليم بالنسبة للطلبة الصغار، وأصبح لدى أولياء الأمور اهتمام بتعزيز المهارات الحياتية منذ الصغر، حتى أن البعض يأتي ويقول "اخترناكم لأن لدينا فكرة متكاملة عن برامجكم"، واليوم، فإن نظام أو لغة "steam"، تحضر في الكثير من المؤسسات التعليمية بل حتى في المؤسسات الحكومية والخاصة.

 

علمنا‭ ‬بإنجاز‭ ‬رائع‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وهو‭ ‬بلوغ‭ ‬رقم‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬مهارات‭ ‬steam‭ ‬التعليمية‭.. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬صحيح؟‭ ‬وماذا‭ ‬يمثل‭ ‬لكم‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟

أبشرك، تجاوزنا ذلك الرقم بكثير، وباعتبارنا شركة تعليمية فإننا نسعى للأفضل وننظر إلى الأمام بل ونضع تصوراتنا في المكان الذي سنكون عليه في المستقبل، وقد تمكنا بحمد الله من تغطية نحو 45 ألف طفل من الفئة العمرية التي تترواح بين 4 و12 سنة داخل وخارج البحرين، ومشروعاتنا مستمرة في المملكة العربية السعودية، وكذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن الحيز الأكبر في بلادنا الغالية مملكة البحرين بالطبع.

 

ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مشوبة‭ ‬بالنجاح‭ ‬والإخفاق‭ ‬ولن‭ ‬نقول‭ ‬الفشل‭.. ‬ما‭ ‬رؤيتك‭ ‬كونك‭ ‬رائدة‭ ‬أعمال؟‭ ‬متى‭ ‬تعثرت‭ ‬وما‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذتِه‭ ‬للاستمرار‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬العوائق؟

من أهم الأمور في الأعمال الريادية هو هاجس الخوف.. الخوف من المجهول تحديدًا وما تمثله مفردة "الفشل"، لكن علينا أن نتذكر ونوصي الآخرين أيضًا بأنه في بداية أي مشروع تجاري أو تأسيس عمل خاص لابد من اعتبار "الفشل" جزءا من المسيرة.. كيف؟ أقول لك.. من أهم الدروس التي استفدتها في ريادة الأعمال أن تحول الإحباط أو الفشل في مرحلة البداية إلى جزء مهم في رحلة السعي، وقد نرى الفشل في البداية أمرًا سلبيًا لكن لابد أن نغير النظرة، وننظر إليه باعتباره ركنًا إيجابيًا، لنتعلم ونستفيد من رحلتنا، ومنظورية للفشل في البداية هو ألا يكون مؤثرًا على الشعور بالتفاؤل والنظرة المستقبلية، ونستطيع القول إن الفشل ربما يكون الخطوة الأولى نحو النجاح، والكثير من رواد الأعمال العالميين لديهم عبرة في ذلك: الفشل لا يجب أن يكون عائقًا.

خطتنا‭ ‬المستقبلية‭: ‬تغطية‭ ‬جميع‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬ومنصتنا‭ ‬مفتوحة‭ ‬لكل‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬العالم

هناك‭ ‬شخصيات‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬لهم‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والتشجيع‭.. ‬من‭ ‬تذكرين‭ ‬بالاسم‭ ‬ولماذا؟

الكثير من رواد الأعمال حين أقرأ قصصهم عن النجاح وكيف وصلوا لما وصلوا إليه، وهنا نتحدث عن شخصيات بحرينية وخليجية وعربية وعالمية بالطبع، هؤلاء عرفناهم من خلال قراءة الكتب أو مشاهدة لقاءاتهم أو قصصهم على القنوات، لكن الأشخاص الذين أراهم كل يوم وأستمد منهم قوتي وأرجع لهما الفضل، هما والدتي وجدتي حفظهما الله، ولا شك أن الفضل والشكر للأهل جميعًا إلا أن الوالدة والجدة (عسى ربي يطيل أعمارهما) مدرستان.. وكل مدرسة بمثابة حكمة وغرس يزهر دائمًا، وأعتبر نفسي نتاج دروس المدرسة العظيمة من الوالدة وجدتي والبيئة التي تربيت فيها.. تعلمت منهما كيف أكون امرأة قوية وواثقة من قدراتي وأصبر على المحن والصعاب وأجتهد وأثابر... فمجال ريادة الأعمال ليس سهلًا لكن حين أرى هذه النماذج العظيمة أمامي يوميًا فهذا يحفزني أكثر.

ابن‭ ‬أختي‭ "‬علي‭" ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬الإلهام‭ ‬لفكرة‭ ‬التعليم‭ ‬التفاعلي

نختم‭ ‬بواقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬هل‭ ‬تشجعين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين؟‭ ‬وما‭ ‬خطتك‭ ‬المستقبلية؟

إلى أحبائي الشباب عيال ديرتي أو كل شاب يقرأ هذه السطور، وهي رسالة بسيطة ومفيدة بإذن الله، أقول: لا يوجد ما يسمى بالوقت المثالي لبدء مشروعك، وحين يسألني الشباب "متى الوقت المناسب؟" أجيبهم بالقول: الآن.. يمكنك اتخاذ الخطوة الأولى بتلخيص أفكارك وكتابة خطتك، وهذه الخطوة ستمنحك العزيمة والثقة لكي تتمكن من دخول الخطوة الثانية والثالثة والتالية ثم التالية، وتتعلم من أخطائك وتصححها وتساعدك في بناء مسيرتك نحو ريادة الأعمال.. وعندي عبارة (start before you are ready)، أي ابدأ قبل أن تكون مستعدًا، ولو تأملناها ستكون الخلاصة هي الخطوة الأولى التي أشرت إليها.

 

وبالنسبة للخطة المستقبلية، يسرني القول إننا نشعر بالفخر لما حققنا وأنجزنا كوننا مشروعا بحرينيا 100 %، وفق منهج إبداعي متكامل باللغة العربية والإنجليزية للطفولة المبكرة، إلا أن هدفنا أن نكون جزءًا حيويًا في جميع مدارس المرحلة الابتدائية في مملكة البحرين، وأن نضم معنا كل طفل ضمن هذه الفئة العمرية ليكتسب المهارت، وكذلك.. نخدم عددا أكبر من الأطفال في عالمنا العربي لنوصل هذا المنهج إلى مدارسنا الخليجية والعربية، ولدينا منصة تعليمية على شبكة الإنترنت بحيث يمكن لأي مدرسة في أي مكان في العالم أن تستفيد من برامجنا، ونحن على استعداد تام للتعاون وتقديم كل الدعم الذي يحتاجونه لنظفر بأكبر شريحة من تلاميذنا المهيئين للمستقبل والبناء والنهضة وتنمية الأوطان.