+A
A-

من رعيل "النسور" الأول" وحكايات "ساحة الزنج" الكابتن حميد هيات

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ظروفه‭ ‬الصحية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تحدث‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تيسر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬ذكريات،‭ ‬فالكابتن‭ ‬حميد‭ ‬هيات‭ ‬فتيل‭ ‬من‭ ‬رعيل‭ ‬فريق‭ ‬النسور‭ ‬الطلائع،‭ ‬الذي‭ ‬يتذكره‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬اسمه‭ ‬يتردد‭ ‬كلاعب‭ ‬يمتلك‭ "‬كاريزما‭" ‬فريدة،‭ ‬فمن‭ ‬ناحية،‭ ‬هو‭ ‬إداري‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عمل‭ ‬متعددة،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية،‭ ‬لديه‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واسعة،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة،‭ ‬لديه‭ ‬شخصية‭ ‬بحيث‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬أحاديثه‭ ‬الجميلة‭ ‬وثقافته‭ ‬الواسعة‭.‬

أولاد‭ ‬جوزي‭ ‬ومراد‭ ‬والبدراني‭ ‬كانوا‭ ‬أجمل‭ ‬صحبة‭ ‬فترة‭ ‬الشباب‭.. ‬والوفاء‭ ‬شيمة

في‭ ‬ساحات‭ ‬"الزنج"

ولد في الأول من يناير من العام 1959 في قرية الزنج، وهي الجارة الشقيقة لقرية البلاد القديم بالعاصمة بل هي مدخلها الأشهر، وحينما سألناه عن مرحلة الطفولة وعلاقته بكرة القدم قال إنه يشتاق كثيرًا اليوم لهذه اللعبة، كاشتياقه للماء حينما يكون في حالة ظمأ، وفي فترة الستينات كان من أهم أنشطة أهالي قرية الزنج تنظيم مواسم لكرة القدم لا سيما في الفترات الليلية، وتشارك فيها فرق من القرية ذاتها ومن المناطق المجاورة، وكان عمره آنذاك عشر سنين وقتما تولع باللعبة، فمن مشجع إلى لاعب في صفوف فريق الشباب، وهو الأمر الذي هيأ له الطريق للانضمام إلى صفوف فريق النسور، وهو الاسم القديم للنادي الأهلي حاليًا، حتى حين الانتقال من بيتهم في الزنج إلى البلاد القديم، والمسافة يمكن احتسابها على أنها خطوات يسيرة، بقي مرتبطًا بساحات الزنج، وليس هذا فحسب، بل أبناء القريتين كلهم أحباؤه وأصدقاؤه ومنهم أولاد جوزي وأولاد مراد وأولاد البدراني وأولاد السباع وغيرهم كثير من أبناء العوائل في المنطقتين، وهؤلاء الأحبة وفاؤهم شيمة تطبع أواصرنا.

 

"بيليه"‭ ‬الأسطورة‭ ‬وما‭ ‬يزال

في فترة اندماج فرق النسور والجزائر كما تسعفني الذاكرة، انضمت فرق المنامة تحت مظلة "النادي الأهلي"، وأصبحنا لاعبين نتنافس في تطوير مهاراتنا وتميزنا في البطولات.. يستدرك: سألتني عن نجمي المفضل وهو الأسطورة البرازيلي "بيليه" وما يزال بالنسبة لي... ولست وحدي من يعتبر بيليه نجمه المفضل بل الكثير من الشباب في تلك الفترة وهو فعلًا أسطورة.

 

معلمون‭ ‬لا‭ ‬أنساهم

لو عدنا قليلًا إلى ذكريات المدرسة، فماذا في جعبتك؟ يجيب هيات: "كانت مدرسة الخميس ابتدائية إعدادية، ودرست فيها كلتا المرحتلين، أما المرحلة الثانوية فكانت في مدرسة النعيم، ولي كلمة أود أن أقولها لجميع أبنائنا وهي إننا في تلك السنين نتربى على حب معلمينا ونكن لهم احترامًا لا نجده في وقتنا الحاضر، وأتذكر من المعلمين: إبراهيم بن رجب، مهدي الحلواجي، عباس تركي، عباس عبدالرسول، عبدالله مكي، حسن خزعل، علي الشرفي، رحم الله الماضين منهم وأطال عمر الباقين، فقد ربونا وعلمونا وزرعوا في نفوسنا الكثير من القيم الراقية.

 

روايات‭ ‬ومحطات‭ ‬تلفزيون

جيلنا كان محبًا للقراءة والاطلاع وتوسعة المدارك، وأنا اليوم أعايش الجيل الثالث.. بالتأكيد تغيرت الكثير من الاهتمامات لكن في مرحلة الشباب كنت أقرأ الروايات بنهم كبير... روايات كتاب كبار كطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم، وهي ترافقنا في أوقات فراغنا، فلم يكن لدينا الكثير كما هو الحال اليوم حيث الخيارات لا حصر لها، حتى التلفزيون، لم تكن فيه سوى 3 أو 4 محطات أتذكر منها تلفزيون البحرين، السعودية الأولى وأرامكو، بل إن بعض البيوت لم تكن وصلها التزويد بالكهرباء والماء، وأتذكر أننا كنا نجلب المياه العذبة من نبع في بستان "بن سلوم".

 

أحب‭ ‬المدن‭ ‬إلى‭ ‬القلب

زرت الكثير من دول العالم.. كل الدول العربية زرتها ما عدا ليبيا وتونس، أما الدول الغربية فقد زرت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وإسبانيا، إلا أن المدينة التي أحببتها وهي القريبة من قلبي فهي "كربلاء"، والشوق يحملني إليها في كل لحظة، فهي تمثل منبعًا عذبًا لكل المعاني السامية.

أما بعد.. ونهاية مشوار مهني عملي تنقل فيه ضيفنا اللاعب حميد هيات من بتلكو إلى التسجيل العقاري إلى الكهرباء والماء إلى شركة محمد جلال إلى طيران الخليج، تقاعد في العام 2012، وبالمناسبة هو أب لثلاثة أبناء وبنت، والأسرة بالنسبة له، وكذلك العائلة والمجتمع، فيها سر مرتبط بمحبة الناس، فهذا الحب هو الذي يصون العلاقات الاجتماعية ويبقي الإنسان في مكانته الطيبة بين أهله وأحبته.